الشوش في مقال غريب يتحدث عن عفانة امدرمان متناسيا مكمن العفن في نظامه المتهالك!!!!

Quote: وأنا أشرع في تفسير الفرق بين «الثورة» وحركات الرفض، اعترض خاطرى سؤالان يصران على اقتحام الصف في أنانية بعض السودانيين. أما السؤال الأول فقد ظل يلح عليّ منذ فترة طويلة أن أوجهه للسيد الطاهر المرضى المراسل المقتدر النشط لقناة «الجزيرة» في الخرطوم عن مصادر المعلومات التى تتصدر لوحة الجزيرة كلما جاء ذكر دارفور، وبصفة خاصة مصدر الاحصاءات التي تقول بأن حرب دارفور قد أدت الى تهجير ونزوح أكثر من مليونى مواطن دارفورى، ومائتى الف قتيل، واعتبار كل هؤلاء ضحايا اعتداءات الحكومة السودانية مدعومة بمليشيات الجنجويد العربية. دعنى أوضح اننى لا استكثر هذا العدد بل لا اعترض عليه. فأنا لا أعرف ولا أملك من الوسائل ما أعرف ان كان عدد النازحين مليونين أو عشرة ملايين وما اذا كان عدد القتلى رحمهم الله جميعاً مائتى الف أو يزيدون أو ينقصون. كما لا أعرف حتى هذه اللحظة مصدر المليونى قتيل في جنوب السودان ومن قام بالاحصاء ومتى وكيف. ولا أعرف مدى صحة الستة ملايين متشرد والعشرين ألف مختطف الذين بيعوا واستردوا على شاشة التلفاز. فالآلة الاعلامية وخبراؤها يخرجون علينا بهذه الاحصاءات ونحن ننقلها عنهم في سذاجة أو بلاهة. والاحصاءات أحد أهم أسلحة هذه الآلة الاعلامية التي تمتهن الكذب. وما يهمنا الآن كيف اشترت «الجزيرة» هذه السلعة المشبوهة وما عهدنا برجالها من الذين يشترون الترام. ولست معنياً بمغالطات الأرقام والاحصاءات. ولا أعتقد ان ذلك مهماً في تحديد حجم الجريمة. فقتل واحد عندى يعادل قتل أمة. وقد أكد ذلك القرآن الكريم. وانما يهتم بهذه الأرقام من يصرون ان ضحايا الهولوكست ستة ملايين ومن انقص منهم واحداً عد مجرماً في حق السامية. والنازية مجرمة حتى لو قتلت يهودياً واحداً لأنه يهودى. لست اعترض على الأرقام فليس الانسان رقماً في بورصة مالية. لكنى فقط اتساءل ما الذى يجعل فضائية عربية تصدر من بلد - أعرف مدى حبه وحدبه على السودان - على تكرار هذه الأرقام التي ليس لها أي مصدر والتي يكررها الاعلام الغربى تمهيداً لغزو أو اعتداء، تماماً كما فعل عندما روّج لاكذوبة امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل وتورطه مع القاعدة في تفجيرات سبتمبر. ان تكن معلومات مدسوسة أليس من واجب المراسل ان يعمد الى تصحيحها من موقع الحدث وهو أقرب الى الحقيقة من تلك الكائنات الشبحية التي تصنع الحقائق وفق مخططات مشبوهة؟ أم درمان أما السؤال الثانى فيتصل بمسألة طبية بيولوجية حيرتنى تتعلق بحاسة الشم لدى سكان أم درمان ومعتمدهم الموقر ومن تعاقب على ذلك المنصب من اسلافه. فما ساقتني الظروف الى دخول أم درمان ومررت بما يمكن ان يكون أجمل بقعة في السودان كله على شاطىء النيل قبالة المقرن، حتى أصابني الغثيان واحسست برغبة ملحة في التقيؤ، واقتحمت رئتى ريح صرصر من عفن بالغ النفاذ من احشاء السمك. وقد تساءلت عن الحالة الصحية والنفسية والتنفسية للذين كتب عليهم ان يمروا في طريقهم الى مستشفى ام درمان من أطباء ومرضى، والى المسرح القومى والاذاعة والتلفزيون والفضائيتين من فنانين وعازفين ومطربين. وتساءلت ما اذا كان ذلك يفسر بعض ما نشهده من سوء الأداء الفني والرغى الذى لا معنى له، وذلك «الاورغن» الذى يفعل بالأذن ما تفعله عفونة المكان بالأنف. والله لو كنت من ساكنى ام درمان، لجمعت كل من لا يزال أنفه سليماً، ولسيرت مظاهرة كل يوم مروراً بالريفيرا والقولدن جيت حتى أبواب المسرح والاذاعة والتلفزيون ولدبجت عرضحالات لوكالة الصحة العالمية وجمعيات حقوق الانسان ومن ثم المحكمة الدولية.، أليس في هذه المدينة التي تسلط عليها من لا ينتمى اليها بحجة انها عاصمة قومية، من يرى ويشم ثم يثور ويغضب؟ وكيف اصبح تنظيف السمك أهم من الحدائق والزهور والمراكب المزدانة تختال على النهر ينبعث منها الغناء وضحكات المتنزهين في بقعة لا تقل روعة وجمالاً عن الزمالك وقصر النيل وكيو جاردن وبحيرة جنيف. وماذا أصاب أهل ام درمان الحلوين المنعمين الذين كنا نتطلع اليهم من عطبرة كرواد الحضارة والنعمة المقيمة الذين يفطرون بالزبدة والمربى والحلاوة الطحنية المخلوطة بالجبنة البيضاء حين كنا معشر أبناء الاقاليم نكتفى بالفول المسوس والعدس المسيخ حين نأتى المدرسة الثانوية؟ ألا تستحون على وجوهكم ومدافع المهدية منصوبة بين زبالة السمك واشتباكات القطط الضالة والكلاب؟