كوز يمدح كوز ويستخف بالمعارضة السودانية بواشنطن.

Quote: الاخ دينق، الخلط المفاهيمي في ما تطرحه، لا تخطئه العين السليمة.. وهو خلط فاضح.. يعبر عن منهجية مضطربة، وعمى ألوان، لا مثيل له.. وذلك بإفتراض حسن النية، في أنك لا تتعمده. عندما طالبناك أن "تفـرز".. كان هناك حسن ظن في قدراتك على الفرز بين مواقف المنظمات وتصرفات بعض الأفراد فيها، لكن، قد خاب ظننا.. وبان لنا أن هناك سوء تقدير مضمراً عن مواقف أحزاب المعارضة السودانية، سببه خروج تلك الأحزاب -التي يحاول دينق الإستخفاف بها- في مظاهرات "الأربعاءات" الأخيرة.. وقد عبر عن ذلك في ما كتبه أعلاه عن "وحديثي هذا بالتحديد ينطبق على أفراد الحزب الاتحادي الديمقراطي, الشيوعي وحزب الامة, وهذا هي الاحزاب التي قادت المظاهرة الاخيرة في الخرطوم. ".. و للعلة الدائمة المصاحبة لمنهج دينق المضطرب، فهو لم ير في تلك المظاهرات الإحتجاجية، سوى خطر داهم على إتفاق نيفاشا، وتقويض محتمل للشراكة القائمة بين الحركة الشعبية و حزب المؤتمر الوطني المسيطر على مفاتيح السلطة في السودان! بقدر تفهمنا لحرص دينق على نيفاشا، ذلك الحرص الذي نشاركه فيه.. بقدر إدراكنا لقصور خياله، وعجزه المبين عن رؤية الصورة في إطارها التاريخي.. فهو لا يرى أن الخطر الحقيقي على نيفاشا متمثل ومتجسد في الشريك نفسه، حزب المؤتمر الوطني المسيطر على مفاتيح السلطة في السودان، وكلنا نشهد كيف يراوغ ذلك الشريك لإفراغ نيفاشا من محتواها ومحاولة تدجين الحركة الشعبية وقادتها بالإمتيازات والإفساد.. والجانب الآخر الذي فشل دينق في رؤيته أيضاً، أن نيفاشا إتفاق محروس بقوة الحركة الشعبية العسكرية، وضمانات المجتمع الإقليمي والدولي.. كما فشل دينق أيضاً، في تصور أن نيفاشا يمكن لها الإستمرار حتى ولو تغير أحد الشركاء.. وذلك ليس بالأمر الجديد.. فقد تم تغيير أطراف التفاوض أكثر من مرة! فقوى الإنتفاضة دخلت التفاوض بقيادة مولانا محمد عثمان الميرغني.. وبعد إنقلاب الجبهة، تم إستئناف المفاوضات حتى تم التوصل لمبادئ الإيقاد.. وبعد إنقلاب "المفاصلة" تم إستبدال علي الحاج وطاقمه، بطاقم جديد.. إذاً تبدل أطراف التفاوض أو الشراكة ليس بالضرورة أن يفضي إلى نسف المكتسبات.. هـذا ما عجز عن إدراكه دينق، ويستدل بحجج ضعيفة على شاكلة أن الصادق المهدي ليدخل في المصالحة مع نميري كان ضمن شروطه إلغاء إتفاق مارس 1972.. وذلك صحيح، ولكنه مقياس خاطيء يلغي الفوارق بين الأنظمة والتاريخ (الأنانيا دمجت جيشه) وتطور المنظومة الدولية، ليستمر دينق في خلطه ومنهجه مزدوج المعايير، وعمى ألوانه السياسي..