الاخ و الصديق العزيز وعضو سودانيزاونلاين دوت كم بدر الدين أبو القاسم البركة فيكم

Quote: في نعيه لإباء ثلاث من أعضائه هذا الاسبوع مركز دراسات السودان المعاصر ينعي والد الكاتب بدر الدين أبو القاسم إن قلوبنا معك عزيزنا بدر الدين تعودنا في حقبة المحن التي تتنزل بمسرح الأحداث بغرب السودان بلا توقف أن لا نفصل بين الأحزان عامتها وخاصتها . والمحن هي التي لم تعطينا فرصة للتميز بينهما .كأنما الأقدار تريد أن تقول لنا وهي تصفعنا بالآلام تترى أن مهمة التغير الاجتماعي مهمة ثقيلة لمن أراد، وان هموم المجتمع العظيم في مخيلة الجيل المعاصر في حاجة إلى قلوب قوية تصمد في وجه التحديات . والأقدار بمصائبها وآلامها كأنما تعد الدواخل لتحمل المسئوليات الجسام في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ امتنا السودانية والفترة الدقيقة من تاريخ شبه قارتنا . والرب تعالى بحكمته زود دواخل البشر بكميات من واقع تستطيع بها تحمل الصدمات الأليمة في هذه الحياة الدنيا ، وإلا لذهب النفس وهي تستقبل الأهوال بلا توقف في كل ساعة. مرة أخرى الأحزان لا تنفصل عن بعضها فكلها من مصدر واحد . للمرة الرابعة طوال هذا الأسبوع الأخير من شهر قصير 1439 ب. ن الموافق الأسبوع الثالث من شهر سبتمبر 2006م يفتح مركز دراسات السودان المعاصر أبوابه لاستقبال المعزين حزنا لانتقال والد كل من الإخوة : الصحفي ومدير (تليتك) للإنتاج الإعلامي سعيد سمبو سوباجو والذي توفى بالخرطوم . إبراهيم الدومة جدو السوداني الدارس بالمركز والذي توفى إلى رحمة الله ببلدة كتيلة بدارفور الجنوب. الشيخ عثمان الذي توفي بمنطقة القضارف بشرق السودان .وعثمان أيضا يدرس بالمركز . إن مركز دراسات السودان المعاصر بجميع أعضائه يشاركون جميع الإخوة مشاعر الحزن بصدق. ويشاطر عوائلهم في مواطنها الأحزان والصبر الجميل على المفقودين جماعة في زمن الموت الجماعي والقتل الجماعي .ويسال الرب للمنتقلين إلى ذاته المغفرة ، ولنا معهم السلوان وحسن العزاء. أيضا ينتقل إلى جور الله في السبت 23 من شهر قصير الموافق 16/ سبتمبر 2006 الشيخ أبو القاسم محمد احمد الفكي والد الكاتب الصحفي بدر الدين أبو القاسم. اثر علة لم تمهله. وهو الوالد الرابع الذي يصفع المركز نبا وفاته. و كانت مدينة الأبيض أو عروس المدائن عروس الرمال - اللقب الذي تحببه مركز دراسات السودان المعاصر لها في حملته الدءوبة لإعادة تسطير المدائن وتدوين تاريخ الأمة- مكان يبعث الراحة دوما. و هي البقعة الوسطى في جسم شبه القارة السودانية من الناحية الجغرافية والاجتماعية . ولخصائصها تلك تفردت مدينة الأبيض -عروس المدائن- أن تضم مقر المنظمة السودانية للحقوق والتنمية المعاصرة .و مركز دراسات السودان المعاصر احد مؤسساتها . و أهل الأبيض بأرومتهم أينما يحلون تجد الأبيض وكل كردفانها حاضرة مجسدة فيهم. هكذا يكون مقر المركز ساحة للتعازي النبيلة لهذا الأسبوع، وهو يفتح أبوابه اليوم الجمعة لاستقبال مواسي الحزن في انتقال والد الكاتب الصحفي بدر الدين أبو القاسم محمد احمد الفكي . وكانت الأبيض المكان الذي حدثت فيه الوفاة وضم قبره وسرادق العزاء الأول . إن الرجال مواقف والمواقف خلق ، وان تكن للبيئة اثر في تكوين الإنسان فان للآباء اثر في تربية الأبناء وما يعكسها الأب و الابن معا من خلق في المواقف تلك هي البيئة. فسلوك آبائنا الذين لم نلتقيهم على امتداد شبه القارة السودانية تجده مجسدا في سلوك أبناءهم أينما يحلون . وهكذا فإننا نعتقد أن الصبر والعزيمة وجمال الكلام وحسن المعشر كان ضمن أخلاق أباء هؤلاء الذين فقدناهم لهذا الأسبوع . وكان بدر الدين أبو القاسم الفتى الذي لا تمل حديثه حين تلقاه. وتأنس له حين تجمعك اللقاءات، وتفقده حين يغيب ، والذي يظل بيينا مثلا للإخوة الإنسانية و الصبر الجميل في الملمات . وحسن التضامن مع أعزائه. و يكون الابن صنو والده . ينعي شبان المركز تلك المحاسن والخلق في نعيهم لوالدهم أبو القاسم محمد احمد عليه الرحمة والصلوات الالاهية . ويتضامنون مع أخيه في محنته ويشاركونه الأحزان بثبات.. يأتي نبا وفاة والده ثقيلا جدا على هذا الفتى الذي قضى كل سنواته بالمهجر متنقلا من بلد إلى لأخر كمثالا حي لشباب امة قضت الأقدار لها أن تحيا مبعثرة الوجود والآمال ،مشتتة في الأرض في زمن يزدادا حرجه ويتعاظم صعوباته . إن مركز دراسات السودان المعاصر كتابه ومحاضروه والدارسون الشباب الذين غالبيتهم دون الأربعين ، يضحى جلهم في مرحلة ما أيتام يفقدون آباءهم وأمهاتهم وإخوانهم ضمن فقدهم الكليم في زمن المحن وهم الذين تجمعوا من كل شجرة ثمرة على امتداد شبه القارة السودانية كان القاسم المشترك بينهم هو السودان المعاصر وحلم السودان الجديد . فهي الأقدر تقول لهم معاني الاستعداد أملا نحو تشيد مستقبل الحلم بالوطن شبه القارة ، والأمة العظيمة ،وهو المستقبل الذي لا يكون مجانا أو سهل المنال . والمركز إذ ينعي والدهم اليوم يواسون زميلهم الكاتب بدر الدين ابوالقاسم بصدق صاحب القلم النحرير الذي لم يكل -رغم قهر المهجر -ويظل يمطر حبرا جبارا ،عمقه علمي ، موشح بسلاسة القول ومنطقية الأفكار ، وثورية التعابير هكذا كانت مقالاته طوال كتاباته . وتشهد مواقع الانترنت لهذا الفتى الكردفاني البدوي المقالات الحية التي تعالج مشكل السودان المعاصر وقضايا الأمة من شتى الزوايا بمصداقية ، وهي الأكثر واقعية . يتوقع المركز في مواساته له منه أن يستمد القوة من مصيبته التي هي مصيبتنا معا ، وان لا تنهزم نفسه أمام الظروف القاهرة كهذه فالطريق طويل أمامنا لم يزل ، والقادمات هي الأصعب من المحن . يشارك المركز عائلة الراحل أبو القاسم محمد احمد الفكي الكريمة في بلدة الكرمل التي تقع بالقرب من مدينة الأبيض بكردفان الشمال صادق المشاعر وأنبلها . الرب نسأله جميعنا الصلوات الصالحات لروحه الطيبة في الأعالي ، و الصبر والسلوان وحسن العزاء لنا جميعا. مركز دراسات السودان المعاصر 29 قصير 1439 ب.ن الموافق 22 سبتمبر 2006م