|
|
 فى ذكرى 11 سبتمبر +++ كرازة فى وكر الشيطان +++
|
كرازة فى وكر الشيطان
أرنست أرجانوس جبران
قد يمرض القلب أحيانا .. وقد يمرض القلم أحيانا .. فعندما يمرض القلب ، يمرض القلم أيضا .. فالقلب النابض الملىء بالحيوية والشباب الدائم، يكسب القلم أفكارا وابداعا .. يدخل السرورفى قلب مجروح .. ويدغدغ أحلام شاب فى مقتبل العمر.. ويزيد العقل ثراء لطالب علم .. والقلب المريض المكتئب، يخرج اكتئابا .. والقلب الذى يكره والذى يحقد يخرج سما زعافا ان امتصصتها عقول غضة ، شبت وشابت عليها .. فويل لها .. وويل للذين تاتى بواسطتهم العثرات .. واحيانا .. من ذات ألأحايين الكثيرة .. يتوقف القلب عن الخفقان ويكون غليظ المزاج، لا يريد أن يعشق أو يكره .. لا يريد أن يحلم أو يتفوه ولو ببنت شفة .. يأبى الكلام .. يرفض الأجابة على أى سؤال .. أنه فى حالة انعدام للوزن .. فى حالة خمول أو ركود .. جمود فكرى .. و قد تطول أو تقصرفترات هذه الحالة .. ولا منقذ لأمثال هذه الحالات الا بصدمة كهربية مفاجئة ..
فى ذلك اليوم .. حدثت الصاعقة .. تيار عنيف أرجع الذاكرة التى كادت أن تفقد ويالها من صدمة.. فى ذلك اليوم .. يوم الثلاثاء الموافق الحادى عشر من سبتمبر عام 2001 يوم أن سقطت الطائرات على البنايات .. يوم أن مات الآلاف من بنى البشر .. يومئذ .. حدثت زلزلة فى داخل كل نفس بشرية .. قد أفاق كل مخمور من سكره .. قد ارتدى كل عريان ثوبه ..قد شد كل جندى على حقويه وأحكم زناره وأصبح فى حالة تأهب قصوى .. والذى كان يهمل صلاته، عاد الى ربه مستغفرا .. قد تغيرت سلوكيات الفرد وطباعه.. وأخيرا عاد الكاتب الى يراعه وقرطاسة .. وهناك على البعد، فى البقعة الأخرى من الأرض خرجت حشود تهلل بالنصر حاملين صور بن لادن .. وبينهم نسوة تزغردن بأهازيج الفرح وأطفال يقلدون كبارهم فى حركاتهم الهستيرية .. أحرقوا أعلام أمريكا .. ونادوا بسقوط أمريكا ومسيحى أمريكا .. لماذا كل هذا !! .. قالوا .. نعم أقتلوا الكفار .. حاربوا " الأمريكان" الكفرة .. عجبا .. أمريكا التى تدفع البلايين لدول العالم كمساعدة للدول التى يسمونها بالصديقة .. وهاهم شيوخها ينادون بسقوطها .. وصارت اذاعاتهم وصحافاتهم تنهال قذفا على المسيحيين أجمعين فى كل بقاع العالم .. والدليل على هذا ، قامت بعض صحف المهجر الأسلامية تنادى بوجوب عدم رد التحية على النصارى .. لأن أمريكا ضربت أفغانستان المسلمة .. ولأن أمريكا تريد النيل من بن لادن .. قالوا أن أمريكا فعلت هذا لأنها تود محاربة الأسلام والمسلمين .. وعلى الرغم من كل هذا وذاك .. كانت أمريكا ترسل برسائل الأغاثة الى أفغانستان .. كما كانت بعض الدول الأخرى لها مكاتب ثابتة فى كابول العاصمة – وبين طاقم العاملين باحدى الوكالات، فتاتان أمريكيتان .. هذر ميرسرز وديانا كارى .. وأخرى لم تحظ بأضواء الصحافة ووكالات الأنباء .. أعجبت بهن جدا .
" أمريكان " فى أفغانستان . " أمريكان " يبشرون وأمريكيات تبشرن فى أفغانستان .. نسوة تبشرن بالدين المسيحى فى وكر الشيطان .. يالها من شجاعة .. ياله من ايمان .. ونحن كما نحن .. قد فرض علينا الماضى، الخوف والجبن من مجاهرة ايماننا الداخلى الأصيل.. لنقول كلمة كفى .. كفاكم ظلما وافتراء على عقيدتنا .. كفاكم تجريحا فى صحفكم و صحافاتكم .. متى نبشر .. متى نباشرالحق ونتعامل معه.. ليتنا نسقط قناع الخوف والجبن الذى لازمنا عدة قرون ..اننى أشكر الله على ما لحق بنا من أذى .. على الرغم من فداحة الأضرار الا ان الذى حدث فى نيويورك وفى واشنطن وخلافهما من أماكن.. قد أيقظ وأنقذ الكثير .. لأن الأرهابيين قد بيتوا النية السيئة .. نية المباغتة .. نية زرع الخلايا السرطانية التى تسرى وتزحف دون علم أو سابق انذار.. وبعد فترة تظهر الفاجعة وقد تكتشف .. ولكن قد يكون بعد فوات الاوان .. ولكن كانت ارادة الله .. أن تكون اليقظة بقدر مستوى الفاجعة .. قد أنفتحت الأعين المغلقة .. واستيقظ النائمون .. قد تذكر الناسون والمتناسون ماذا فعلت الفتوحات الأسلامية بأجدادهم وما تلاها من ولاة وحكام .. و لن ينس التاريخ ماذا فعل بهم الحاكم بأمر الله ..
ولنتذكر أيضا ما فعله أجدادنا فى نفس ذلك الزمان .. كيف نقلوا جبل المقطم بايمانهم وبصلاتهم وبصومهم.. وكيف كان الجبل يرتفع عندما كان الآباء يقولون " كرياليسون .. يارب ارحم .. " وكيف اختفت هذه المعلومة من كتب المدارس ، لطمس تاريخ ايمان النصارى .. فقد أتت الساعة لحرق أقنعة الخوف وايقاظ الضمائر و حث الهمم لمعرفة حقيقة النصارى ودين النصارى .. ونحن لا نغتصب حق أى انسان ولا نود الدخول فى مجادلات سفسطائية .. بل قد جار علينا الزمن وأصبح كل من هب ودب يكيل الضربات ، وينكأ الجروح القديمة ، وبدلا من التعايش الحبى بغض النظر عن الدين أو العقيدة .. الا أن تكرارية الطعن فى اصول الدين سيجعلنا اللجوء الى الدفاع عن عقيدتنا المستقيمة الرأى .. وأظن أنكم توافقون المثل القائل " الذى يسكن فى بيت من الزجاج لا يقذف الآخرين بالحجارة " ..
اذن .. لابد من أفساح المجال هنا للتأمل فى هذه الحياة .. ماذا يكون مصير البشرية .. الآن والآن فقط بدأ المسيحيون يجاهرون بمسيحيتهم .. بدأ الفرد يقول .." بالفم المليان" .. أنا مسيحى .. ولا يهاب شيئا .. أريد أن أفعل شيئا .. أريد التحرك .. أريد فك ألأغلال وتحطيم القيود ..أغلال الخوف وقيود مجابهة الظلم ..
أود زيارة وكر الشيطان .. أود الذهاب ..
الى أفغانستان .. أود مشاهدة وكر الشيطان .. ليس كمجاهدى أفغانستان لحمل بندقية، وليس كما فعل الأمريكى جون ووكر الذى غير دينه وحارب بلده .. و لا لقتل طاغية من طغاة طالبان .. ولا للبحث عن بن لادن ..كلا .. بل لأحمل درع الخلاص وخوذة الأيمان .. بيمنتى كتاب انجيل وبيسرتى كتاب قرآن .. لأوضح لهم الفرق بكل اخلاص وصدق .. سأكتب كتبا وأخبرهم عن اله النصارى .. انه اله حب وليس اله حرب .. لأنه مكتوب " أحبوا أعداءكم باركوا لاعنيكم احسنوا الى مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم " من انجيل متى الأصحاح الخامس .. " و ليس .. " يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة و أعلموا أن الله مع المتقين .. "( من سورة التوبة) .. سأجعلهم يقرأون ألأنجيل ليتعرفوا على ما بداخله . ولأعرفهم أيضا أن الجنة عند النصارى لم تكن للملذات العالمية والتى جعلت حافزا للمتطرفين ولكل من اعتبر شهوة الجنس هى مأربه يوم القيامة .. " متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين .. .. وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون .. " (من سورة الطور) .. أما الجنة عند النصارى .. كما جاء فى انجيل متى الأصحاح 21 " لأنهم فى القيامة لا يزوجون ولا يتزوجون بل يكونون كملائكة الله فى السماء " .. هكذا تكون الطهارة لأننا سنكون فى حضرة الله القدوس .. كيف يكون حالنا ونحن نحتسى أكوابا من الخمر وبجانبنا بنات عذراوات نفعل معهن الفحشاء .. هل يليق هذا فى حضرة قدسية الله .. حاشا وألف حاشا .. أقول كل هذا لأننى أظن أنه قد مضى عهد الجهل والتبعية والمكابرة .. وهكذا سأظل هناك فى أحد الكهوف فى داخل مغارة فى بطن جبل .. و ما أكثر الجبال و ما أكثر الكهوف والمغارات داخل جبال أفغانستان ...أريد تحويل وكر الشيطان الى قلاية من قلالى الرهبان الناسكين القانتين الزاهدين الملمين بامور دينهم ودين غيرهم .. لأن المشكلة فى أوطاننا أننا نرى ونقرأ ونسمع ونحس بما يحدث للمسيحيين ونكتم فى النفوس .. هم يقولون ويكتبون .. أننا مشركون .. و ان انجيلنا محرف .. نتأفف ونسكت .. نضرب كفا على كف وقد نلطم انفسنا وتغلى الدماء فى العروق .. ثم نأخذ" حماما باردا " محاولين النسيان.. لماذا لا نكون مثل القديس أثناسيوس الذى وقف ضد العالم عندما وجد ان صخرة الايمان ستزعزع .. عندما قالوا له: " ان العالم كله ضدك يا أثناسيوس .. فرد عليهم قائلا قولته المشهورة .. " وأنا ضد العالم .." هاتان الفتاتان لهن شوارب الرجال .. ونحن .. ماذا ؟؟؟ النسوة ذهبن الى وكر الشيطان فى أفغانستان .. ذهبن الى الموت بأرجلهن ..
وبأياديهن كتب مسيحية .. قائلات ما أحلى المسيح .. هيا يا أطفال نعلمكم تعاليم المسيح .. كن يصلين داخل زنزانات وكر الشيطان .. و بالفعل استجاب الله لهن .. وخرجن باعجوبة .. هذه هى نتيجة الذين يشهدون له .. النسوة لم يخفن ، فكم بالحرى نحن الرجال .. أقول لكم لا تخافوا ، لا أنا .. بل المسيح الذى يقول .. وهنا يحلو قراءة ما جاء بالأصحاح الثانى عشر من اجيل لوقا البشير لأن هذه الآيات تنطبق على مثل هذه الأوضاع تمام الأنطباق : " ولكن أقول لكم يا أحبائى لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر. بل أريكم ممن تخافون. خافوا من الذى بعد ما يقتل له سلطان أن يلقى فى جهنم. نعم أقول لكم من هذا خافوا. أليست خمسة عصافير تباع بفلسين. وواحد منها ليس منسيا أمام الله. بل شعور رؤوسكم أيضا جميعها محصاة. فلا تخافوا. أنتم أفضل من عصافير كثيرة. وأقول لكم كل من اعترف بى قدام الناس يعترف به ابن الأنسان قدام ملائكة الله. ومن أنكرنى قدام الناس ينكر قدام ملائكة الله. وكل من قال كلمة على ابن الأنسان يغفر له. وأما من جدف على الروح القدس فلا يغفر له. ومتى قدموكم الى المجامع والرؤساء والسلاطين فلا تهتموا كيف أو بما تحتجون أو بما تقولون. لأن الروح القدس يعلمكم فى تلك الساعة ما يجب أن تقولوه. "
وباب القصيد .. أود من كل مسيحى أن يقول كلمته عندما يقرأ مكتوبا يجرح دينه .. عندما يسمع اماما يحث على كره النصارى فى عظة له .. عندما يجد نصا بين نصوص منهج اللغة العربية يحث على كره النصارى واعتبارهم كفارا .. عندما يشاهد برنامجا دينيا فى احدى القنوات التلفزيونية يسب ويلعن فيه الأقباط والنصارى .. عندما نحرم من حقنا المشروع فى التعليم والتوظيف.. عندما يكون لنا الحق فى ترميم كنيسة أو لأى سبب آخر.. نكتب ونكتب .. ثم نكتب بكل أدب .. الى ان ننصف .. هذا لا يعنى اننا نكره أحدا .. كلا وألف كلا .. والا اصبحنا غير مسيحيين .. و لكن يجب أن نوضح لهم أنه قد آن الأوان أن نقول لا.. لا.. عندما نرى أو نسمع ما لا يليق سوف لا نسكت .. سنرد عليهم بنفس المكيال الذى يكيلون به .. سنستخدمه هو بعينه كمعيار دون زيادة أو نقصان .. والذى نطلبه.. هو أن يتركونا فى حال سبيلنا .. ثم مساواتنا واخواننا المسلمين لأننا أبناء وطن واحد..
ولكن .. فى كلتا الحالتين .. ليتنا نبشرهم بانجيلنا .. وحثهم على قراءتة .. لأن التعتيم فى أصول ديننا هو السبب الرئيسى فى مكابرة الجاهلين .. فليتك يا أخى المسيحى تجادلهم كما يقولون .. بالتى هى احسن .. وليتك يا أخى المسلم ، فتح قلبك واعطاء ضميرك حرية التصرف ..
وليت أولى الأمر، يدركون هذا ولا يتعرضون ولا يعترضون على حرية التصرف .. تماما كما تفعل كنيستنا .. ان حاد أحد عن الأيمان السليم .. فهو وشأنه .. وذنبه مع ربه .. ولا يمكن بأى حال من الأحوال التفكير فى قتله لأنه قد ارتد أو تكفيره لأنه عارض أو اعترض .. لأننى اعتقد ان تعقب المرتد وقتله هو الضعف بذاته .. فيا أحبائى تعالوا نعيش فى أرض مشتركة .. لا تضاد ولا انعكاسات ساخنة وانما يكتنفنا الحب وتظللنا المودة والأخاء .. وبهذا لا يشتم هذا ذاك .. ولا ذاك يكتم فى نفسه متحملا الأساءة .. وهذا لا يهضم حق ذاك .. لأن ذاك سيشعر بالغبن والظلم .. فان تراكمت هذه الأفعال عبر الأجيال .. لتفكك الوطن الواحد.. ولكانت النتيجة لا يحمد عقباها ..
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
Sudany Agouz
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست