|
Re: مظاهرات السكر مقدمة للانتفاضة القصر بالقسر (Re: wesamm)
|
Quote: اليكم موائد في وجه الجياع ...!!
الطاهر ساتي كُتب في: 2006-09-27
[email protected]
* لم يخلفون وعدهم ، و كالعهد بهم عند كل رمضان ، شرعوا يطبعون كروتهم الفاخرة ، ليدعون بها السلاطين و الأثرياء ووجهاء المدينة لموائدهم الرمضانية العامرة ، و يا لها من موائد لو تعلمون دسمة ، فيها من الملذات ما لم تخطر على قلوب الفقراء ، و فيها من الطيبات ما لم ترها عيون المساكين ، و تحيطها موسيقى الساورا أو ضحكات الهيلاهوب من كل الجوانب ..!! * يسمونها بموائد الرحمن ، دائما يكون ضيف شرفها الوزير زيد أو المدير عبيد ، تتباهى بها المؤسسات الحكومية فيما بينها خصما من بند الأولويات ، و تفاخر به البنوك بعضها خصما من بند الضروريات ، وتتنافس في إعدادها و احاطتها بشرفاء المرحلة الشركات و الأمناء على المال العام ، مظهرا يتقربون بها إلى الله ، ولكن جوهرا في لحوم المائدة و عصائرها لليتامى حق معلوم وكذلك للسائل و المحروم ..!! * موائد الرحمن التي يدعون إليها ذوي السلطة و الجاه والوجاهة الاجتماعية ويبعد عنها ذوى الحاجة والفاقة وأهل التعفف لم تكن من سنن مكة في صدر الإسلام ، ولا من مظاهر المدينة بعد الهجرة ، هناك سادتي كان الناس سواسية في طيبات الشهر الفضيل أو سواسية في اقتسام الأسودين مع حبيبهم المصطفى سيد الأولين و الآخرين و اشرف خلق الله أجمعين ، ولهذا كان أهل الإيمان مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ، فالقلوب كانت لبعضها عونا وسندا ورحمة ...!! * أما موائد التفاخر الفاخرة بالشواء والحساء والفاكهة ولحم الطير والممتدة بالأمتار طولا مفتوحا في بهو الفنادق و ساحات الأندية و المحروسة أبوابها بحرس غلاظ يحرم المشردين من الاقتراب و استنشاق الرائحة و ملأ العين بألوانها وأنواعها ، تلك موائد ليست لعباد الرحمن الذين لو اقسم بعضهم عليه لأبرهم بطيبات الجنة وهم أحياء على الأرض ، ولكنهم يعاهدون ربهم صباحا و عشية ألا يذهبوا طيباتهم في الحياة الدنيا هياما في نصيب الآخرة والفوز برؤية وجه ربهم ذي الجلال والإكرام ..!! * طوبى لهم بعيدا عن التهافت على ملذات الدنيا و التسلق إلى جدار نعيم زائل ، طوبى لهم في مدن الكرتون وبيوت الطين يستظلون في نهار الشهر بالشمس و الغبار والصبر الجميل، ويفطرون لحظة الخيط الأسود بالأسودين حلالا طيبا و يبلون جوفهم بما جاد به عرق جبينهم و الكف الحلال ثم يلتحفون فى أماسي الشهر بالأمطار والبرد والتهجد ودعاء ليس بينه وبين المستجيب حجاب ...!! * هناك في معسكرات دارفور بعض إخوتنا استبدلوا الحرمان بالصيام ، كان يجب على سادة موائد الفنادق أن يضعهم في قائمة الدعوة و يحيل ميزانية مائدته إليهم هناك تمرا و سكرا ولبنا ، أولئك البؤساء في معسكرات النزوح منذ سنوات هم الأولى بمائدة الرحمن التي تستمد طعامها وشرابها من أحزان حياتهم التي تفتقر لأبسط مقومات الحياة الكريمة ...!! * و هناك في القرى البعيدة و الأرياف النائية تصوم خلق الله و تفطر على مياه آبار لا تزال تشاركهم فيها الأنعام ، و هم الأولى بالمعروف و الدعوة لموائد الخاصة العامرة بأموال العامة ، و هنا في أطراف العاصمة وهي قاب قوسين أو أدنى من مواقع الموائد تكتظ الأحياء الفقيرة بالأسر التي تحسب أفرادها أغنياء من التعفف ، كان على ملوك موائد الفنادق و مقاولي ( البوفيهات المفتوحة ) أن يتنازلوا عن بذخهم لصالح أولئك الذين لهم في تلك الموائد مثل ما لغيرهم .. ولكنهم يرجون من ربهم ثواباً...!!
|
source:sudaneseonline.com
|
|
|
|
|
|
|
|
|