|
Re: زهير السرّاج: أفكر في اعتزال الكتابة لشعوري بأنني جزء من خدعة كبري إسمها الإنقاذ (Re: مكي النور)
|
زهير السراج كاتب صحفى. وهو كاتب جيد. يحسن الكتابة والتعبير عن مختلف القضايا بفصاحة وقوة وقدرة على صناعة الرأى العام. نفترض ان الديمقراطية عادت كاملة غير منقوصة وعاش السودانيون فى ثبات ونبات، هل يتوقف زهير السراج عن الكتابة؟ لا شك ان نظام الانقاذ يستفيد من تجربة راعيه المصرى، الذى له تراث ضخم وطويل فى القمع الناعم. والخشن بالطبع. ولكن المهم فى تقديرى هو التمتع بالنفس الطويل. والرؤية الواضحة. والاستفادة من اى كوة او طاقة للضوء والعمل الصبور على ان ينتشر الضو وتزيد الطاقات والكوات مهما كان العنت والمشقة.
بالطبع زهير السراج من حقه كانسان سوى وحساس ان يشعر باليأس وانعدام الجدوى مما يجرى. وهذه فترات صحية وضرورية كيما ندرك اننا بشر نيأس ونأمل. نغضب ونفرح. ولكننا حين نرى تجارب غيرنا يسطع رمز افريقيا والانسانية الكبير: نيلسون مانديلا. لم يفقد مانديلا الامل رغم الحبس الانفرادى ورغم العزلة المفروضة عليه. ويكفى ان تقرأ مذكراته The long walk to freedom كى تعرف اننا نحن البشر ضعفاء واقوياء. واننا نهدى الجلادين والطغاة نصرآ سهلآ اذا انكسرت مقاومتنا، وفقدنا الامل. واننا اقوياء اذا وثقنا فى قدرتنا على الانتصار فى نهاية المطاف. صحيح فى الطريق الى النصر قد يتساقط بعض الناس. وقد يخون بعض الناس. وقد يعتزل الكفاح بعض الناس. وقد يرى بعض الناس ان العمر تقدم بهم وان عليهم ان يلوذوا بصمت او بتعاون يؤمن لهم شيخوخة هادئة!
ولكن القابض على الجمر لا بد ان يتحمل النار والالم والحريق. وعلى الصحفيين والكتاب الصحفيين ان يتحملوا الصعوبات وان يعملوا على تغيير الواقع فهم قادة وصناع الرأى العام. وهم الذين يساهمون على المدى الطويل بنشر الوعى وحقوق الانسان. وهذا حفر عميق فى عقول وقلوب الناس يحتاج الى زمن. إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. وليبدأ الصحفيون والكتاب الصحفيون بحوشهم. وذلك بالتصدى للقوانين والاجراءات التى تفرضها السلطة الحاكمة لتقييد حرياتهم كبشر وكصحفيين. وعليهم ان يستعيدوا نقابتهم التى تعبر عن اغلبيتهم. وان يقاوموا اغراءات السلطة لشراء اقلامهم او اسكاتها او تدجينها وجعلها طار مديح وتملق!
سياسة افقار الناس وتجويعهم وكسر مقاومتهم وشرخ ضمائرهم سياسة مقصودة. وكذلك تيئيسهم وتخذيلهم ونشر مشاعر اللا جدوى والعبث والركون والسكوت والطأطأة.
الطريق الى الحرية طريق طويل ومحفوف بالخطر وبالاغراءات والاحباط مانديلا فى زنزانته وفى عزلته لم يفقد الامل فى تحرر شعبه والقضاء على نظام الابارتهايد الفاشى والعنصرى وقد برهن التاريخ ان مانديلا كان على حق وان الحق منتصر فى النهاية بعد شهر او عام او 30 عام او مائة عام او الف عام
|
|
|
|
|
|
|
|
|