ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-25-2024, 04:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-21-2006, 06:25 AM

Amjad ibrahim
<aAmjad ibrahim
تاريخ التسجيل: 12-24-2002
مجموع المشاركات: 2933

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم


    سلام جميعا
    عندما رحل الأستاذ الخاتم عدلان، تملكنا في حق شعور بالفقد و الجفاف الفكري، لكن حواء والدة، و كأنما استشعر الجميع فداحة المسئولية الملقاة على عاتقهم انبتت حق من كل جانب فروعا اخرى و قامات سوامق في العمل الفكري و التنظيمي منهم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم، و الاستاذ احمد ضحية و آخرون تعرفنا عليهم عبر هذا المنبر.

    ذلك يذكرني بمقال للاستاذ عدنان زاهر في مجلة سودانات عن الأدب البرازيلي حيث قال انه و بعد موت الكاتب جورجي أمادو لم يكن يتخيل ان تنجب البرازيل كاتبا يعوض فقده الفظيع لكن آتى الكاتب باولو كويهلو كي يبدد هذا الاعتقاد عند عدنان زاهر.

    بقدوم الأستاذ محمد سليمان القوي و آخرون كثر نعقد و مازلنا آمالا كبارا على حركة حق و اسهاماتها في تيار الحداثة.. اقدم لكم هذا المقال و هو من سلسلة عدة مقالات لمقارنة بين روايات لتشيخوف و الساحة السياسية السودانية....


    تشيخوف مرة ثالثة...الشهرة المجانية والصحافة

    بقلم محمد سليمان عبد الرحيم الدوحة قطر
    [email protected]

    في بداية السبعينيات، وكنا حينها طلبة في المرحلة الجامعية، قامت اللجنة التنفيذية لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وكان يسيطر عليها الاتجاه الإسلامي، بزيارة لدول غرب أوروبا. وأثناء وجودها في باريس زارت اللجنة، لسبب أو لآخر، متحف اللوفر حيث شاهدوا لوحة الموناليزا. وبعد عودتهم، كتب السكرتير الثقافي للاتحاد، وهو من يشار إليه الآن دائماً بالمفكر الإسلامي الكبير، أو هكذا تقول العبارة التي تسبق اسمه دائماً في الصحف السيارة، كتب في مجلة (الجامعة) التي كان يصدرها الاتحاد آنذاك، انطباعاته عن تلك الزيارة، وقال عن الموناليزا (والله لو وجدتها ملقاة على قارعة الطريق، لما انحنيت لالتقاطها). ذكرت هذه القصة كمثال على أن تذوق العمل الفني ليس عملية سهلة أو بسيطة، بل إن صعوبتها قد تطال حتى من هم في مقام السكرتارية الثقافية لاتحاد طلاب الجامعة الأولى، حينها، في البلاد، وكبار المفكرين الإسلاميين.


    وأعترف بأنني قد واجهت صعوبات عديدة في التعرف على تشيخوف حينما قرأته لأول مرة، وأنني لم أكتشف جمال أعماله وغناها وتعقيدها وتركيبها إلا بعد أن أعدت قراءتها مرات، نمت فيها إلفة شديدة بيننا، وأصبحت كل قراءة لعمل من أعماله كأنما تشحذ رؤيتك ورغبتك في اكتشاف المزيد من الجمال والغني والصور والمعاني الجديدة.


    في قصته (فرحة)، يحكي تشيخوف عن الفتى (ديمتري كولداروف) الموظف في أدنى درجات السلم الوظيفي، وهو يندفع منتصف الليل إلى شقة والديه، منفوش الشعر يصيح منفعلاً ومنتشياً يكاد لا يقوى على الوقوف من فرط السعادة. يستيقظ الجميع من النوم في هلع، وتظن الأم أن مساً قد أصاب ابنها، بينما هو يلوح لهم بجريدة ويقهقه: (من يصدق هذا؟.. لقد أصبحت مشهوراً.. إن روسيا كلها تعرفني الآن.. تعرف المسجل ديمتري كولداروف.. الصحف لا تكتب إلا عن المشاهير.. الصحف تنشر كل الأشياء الرائعة.. بينما أنتم كالوحوش لا تقرأون شيئاً، خذي هذه الجريدة يا ماما وخبئيها، سنعود إليها مرات). ويخرج من جيبه جريدة يعطيها لوالده وهو يشير لموقع محاط بقلم أزرق (هنا.. هنا.. اقرأ..). وبينما يصغي الجميع بانتباه ودهشة، وبينما يزداد ديمتري نشوة وانتفاخاً، يقرأ الوالد:



    (في 29 ديسمبر، في الساعة الحادية عشرة مساءً، كان المسجل ديمتري كولداروف خارجاً من الحانة الواقعة في شارع مالايا برونايا، في منزل كوزيخين، وهو في حالة سكر)، ويقاطعه ديمتري: (كنت أشرب مع سيميون بتروفتش، لقد وصفوا حتى أدق التفاصيل.. أكمل).. ويواصل الوالد: (فزلت قدمه وسقط تحت حصان حوذي كان واقفاً هناك، ويدعى إيفان دروتوف من قرية دوريكينا بناحية يوخنوف، وذعر الحصان فخطا من فوق كولداروف وسحب من فوقه الزحافة، التي كان يجلس عليها ستيبان لوكوف التاجر من الدرجة الثانية بموسكو، وانطلق عبر الشارع وتمكن البوابون من الإمساك به. ونقل كولداروف الذي كان فاقداً للوعي إلى قسم الشرطة حيث أجري له كشف طبي، واتضح أن الضربة التي تلقاها في رأسه تعتبر من الضربات الخفيفة، وقد تم تحرير محضر بالواقعة، وأجريت للمصاب إسعافات أولية). ويتدخل ديمتري: (نعم نصحوني أن أبلل رأسي بالماء البارد.. هل رأيتم.. الخبر ينتشر الآن في روسيا كلها.. اعطني الجريدة.. سأسرع إلى آل هكاروف لأريها لهم.. وأيضاً لآل إيفانيتسكي ولنتاليا إيفانوفا.. أنا ذاهب.. وداعاً)، وهرع ديمتري للشارع منتشياً فرحاً.



    وتماماً كديمتري كولداروف، جلس الشيخ عراب الإنقاذ ذات يوم أمام كاميرات القناة الفضائية الشهيرة، يترنح منتشياً بأعنة السلطة التي كان يمسك بها حينذاك، متبجحاً بأن السودان قد تحول بفضل الإنقاذ من بلد مغمور لا يعرفه أحد إلى دولة مشهورة على كل لسان. وبالطبع، لم يصبح السودان مشهوراً بسبب نهضته أو إنجازاته العلمية أو الثقافية أو التقنية، ولم يك على كل لسان بسبب مساهمته في ركب الحضارة والتقدم البشريين وإنما، وعلى العكس من ذلك تماماً، أصبح السودان من ضمن المشاهير، تخطف جوازات مواطنيه الأضواء في كل مطارات العالم، وتحتل أسماء بنيه المراكز الأولى في قوائم المطلوبين عالمياً، حينما تحول، بفضل الشيخ وأتباعه، من بلد مسالم إلى قبلة لكل إرهابيي العالم ووكر لكل مؤامراتهم، حتى وطئ حصان الحوذي الأمريكي بحوافره الصاروخية مصنع الشفاء فأحاله أثراً بعد عين.



    الشهرة قد تكون مجداً وخلوداً، وقد تكون عاراً ومذمة. قد تكون نتيجة خير عميم نقدمه للإنسانية كما فعل السيد ألكسندر فليمنج، وقد تكون عاقبة شر مستطير نلحقه بها كما فعل الفوهرر أدولف هتلر. ولكن حينما تكون الشهرة في حد ذاتها هي المحرك لأفعال الناس، فإن الطريق الأسهل للحصول عليها هو ذلك الذي يمر بشارع مالايا برونايا، وهل هناك ما هو أسهل للحصول على الشهرة المجانية من أن تكون على رأس قائمة الدول الأكثر فساداً؟ أن تتصدر قائمة إصابات الملاريا والسل ووفيات الأطفال دون الخامسة؟ أن تحافظ على موقعك المتقدم ضمن (التوب تن) في الأمية والعطالة والفقر؟ أن تواصل تحطيم الأرقام القياسية في عدد سنوات الحرب الأهلية وعدد ضحاياها من القتلى والجرحى والمشردين واللاجئين والنازحين؟ من حسن حظ (تشيخوف) أن ديمتري كولداروف لم يحظ بمثل تلك الإنجازات، وإلا لكان والده لا يزال واقفاً يقرأ تلك الجريدة حتى الآن.



    كتب تشيخوف تلك القصة والإمبراطورية الروسية تتخبط بين الأمواج، تحاصرها النزاعات، وتمور في أحشائها الصراعات. هل كان تشيخوف يسخر من ديمتري كولداروف وحده، أم من الجريدة التي وجدت المساحة الكافية، وسط كل تلك الأنواء، لتنشر وبالتفصيل الممل ذلك الحدث المهم، ولتجعل من ديمتري كولداروف ومن حصان الحوذي إيفان دروتوف وتاجر الدرجة الثانية ستيبان لوكوف ومن قسم الشرطة أبطالاً في تلك الواقعة العظيمة التي انتهت بنصيحة للبطل الرئيسي أن يبلل رأسه بالماء البارد؟ ألا يتفق هذا النوع من الصحافة مع المعايير المهنية لمجلس الصحافة، ويقي جرائدنا شر الإيقاف؟

                  

العنوان الكاتب Date
ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم Amjad ibrahim07-21-06, 06:25 AM
  Re: ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم Emad Abdulla07-22-06, 03:57 PM
    Re: ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم محمد أبوجودة07-25-06, 11:18 AM
      Re: ديميتري كولداروف و حكومة السودان ! بقلم الاستاذ محمد سليمان عبد الرحيم Marouf Sanad07-25-06, 02:11 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de