حسني مبارك هذا، هو فرعون المتكبّّر عينه، مع فائق الحب للشعب المصري المغلوب علي أمره.
ألم يصرّح حسني مبارك أمام حشد صخفي كبير أنّ الصلح المصري الاسرائيلي من الثوابت التي لن نفّرّط فيها, و أنّه لا قبل لنا لخوض حرب جديدة مع اسرائيل، و أنّنا سنحرص علي صداقة اسرائيل و أمريكا
لاقصي حدّ ممكن حرصا علي بقاء، سلامة، ومصالح مصر الاستراتيجيّة معهما. بارتهان مصر للارادة الأمريكواسرائيليّة و انبطاحه أمامهما. فقدت مصر هيبتها، ممثلة بحكومتها، بوصفهاالمعبر الحقيقي عن المصالح الاقتصاديّة لمواطنيها المغلوبين علي أمرهم. فالمعونة الملياريّة التي تقدّمها الادارة الأمريكيّة للحكومة المصريّةن منذ توقيع الرئيس المصري السابق: أنور السادات علي علي اتّفاقيّة صلح مع الكيان الصهيوني تحت رعاية الحكومة الأمريكيّة ممثّلة في شكل رئيسها الأسبق: جيمي كارتر، فيما عرف باسم اتّّفاقيّة كامب ديفيد، ثمنا لانبراشها أمام رغبات السيّد الأمريكي، لم ترفع من كاهل الاقتصاد المصري المتهالك و أدّت بالتالي الي ازدياد النقمة الشعبيّة علي حكومة الرئيس المصري: حسني مبارك. و بدأت الأصوات الوطنيّةالمصريّة الغاضبة تجهر بالقول: ما جدوي الانصياع لأوامر أنكل توم الأمريكي مادام المقابل المادي الذي نستلمه منه غير مجز. و برغم سياسة الكبت و مصادرة الحريات الشخصيّة و العامّة، و السلسلات الا متناهية من اجراءاّت حظر التجوّل الليلي، فانّ أفراد الشعب المصري البطل قد رفض الخنوع لسلطانه الجائر، و أراد أن يسمع صوته الساخط علي الأوضاع الاقتصاديّةو الاجتماعيّة المتردّية ، فأنشأ تنطيما أسماه : كفاية، ممثّلأ بكل قطاعات الشعب المصري الدينيّة: ( مسيحيّة و مسلمة ) و الحرفيّة لاسماع صوتها للسلطة الحاكمة و الرأي العام الدولي. و لم يكترث الشعب المصري، ممثّلأ في منطمة حماس، لوسائل الردع القاسية التي أبتدعتها السلطات المصريّة الحاكمة. هكذا ظهرت المظاهوات المصريّة علي الشارع المصري بعد فترة بيات شتوي دامت عقودا طويلة. و كان المتطاهرون يأملون أن تدعمهم الحكومة الامريكيّة -أنسجاما مع سياستها الخارجيّة الجديدة التي التي اختطّهاعقب أحداث 9/11 /2001 م لتشجيع الجنوح نحو الأساليب الديمقراطيّة في الحكم في دول الشرق الأوسط، باعتبارها متنفّسا و حصنا منيعا في تلك الدول ضد ارتماء أبناء تلك الدول في حضن الوسائل الارهابيّة كشكل من الرفض المتطرّف لأنماط الحكم المتمكّنة في تلك ذلك الجزء من العالم. لكنّ فألهم قد خاب لأنّ الطبع يغلب التطبّغ في التوجّهات السياسيّة الخارجيّة الأمريكيّة. لذا لم تتقيّد ادارة الرئيس الأمريكي جورج بوش الابن بالتوجّهات ا لعامّة التي اختطّتها لتشجيع التوّجه الديمقراطي في دول الشرق الأوسط في مواجهة الديكتاتوريّات الوطنيّة الموالية للسياسات الغربيّة. بالتالي فانّ الحكومة الأمريكيّة لم تضغط علي حلفائها القدماء القابضين علي زمام السلطة في الشرق الأوسط ليخفّفوا قبضتهم علي أعنّة السلطة في دولهم و يسمحوا بهامش معقول من الديمقراطيّة لشعوبهم، و يحرصون عل نزاهة العمليّة الانتخابيّة في بلادهم. سقطت الادارة الأمريكيّة في أوّل امتحان لها مع ربائبهم و عملائهم في الشرق الأوسط بدعوي الخوف من فشلهم في الامساك بزمام السلطة, وخوفهم من البديل الديمقراطي الاّخر في هيئة تنطيمات اسلاميّة عقديّة، الذي سيملأ القراغ السياسي بعد فوزهم المتوقّع في أوّل انتخابات نزيهة تجري في بلادهم. و في ذات الوقت فان صور الكبت و الردع الصارم التي انتهجتها الحكومة الأمريكيّة تجاه معارضيها، و ارتمائها المشين في أحضان أمريكا، دفع الكثيرين من أفراد الشعب المصري لاختيار الاسلام كحل سياسي و عقيدة شخصيّة راسخة لمجابهة السياسات الخارجيّة الظالمة في حقّهم وكأمم مستقلّة الارادة، و للوقوف أمام موجة العولمة الدوليّة المهدّدة لهوياتهم الروحيّة و الثقافيّة. و لم يجد أولئك اللائذين بحمي الاسلام في أوساط المصريين و الدول العربيّة ا لأخري خيرا من التنطيمات العقديّة الاسلاميّة كمعبّر عن ذواتهم المتحرّقة للخيار الاسلامي. فارتفعت عضويّة حزب الاخوان المسلمين في مصر بشكل قياسي ملفت للأنظار. و ارتفعت في ذات الوقت نزعة التديّن بين مواطني الشعوب الاسلاميّة بشكل مهول, و تضخّمت نسبة الأفراد الذين يرتادون المساجد في أرجاء العالم الاسلامي. , لم تجد الحكومة المصريّة بدا من تضييق الخناق علي تنظيم الاخوان المسلمين المصريين بحظرهم من ممارسة العملية السياسيّة كحزب مستقل بدعوي ألتفريق بين السلطة الدينيّة و الدولة العلمانيّة، بحسبان نزعة التديّن مسألة شخصيّة لا شأن لها بممارسة الحكم، في ما يتعارف عليه بالمفهوم الشائع: ما لقيصر لقيصر، و مالله لله. و سمحوا لهم بالعمل تحت لواء حزب مصري معروف في شكل حزب واحد يحمل مسمّّي الحزب غير الاسلامي في ممارساته الرسميّة. وفي أوّل انتخابات حزبيّة مصريّة لم يكن الاشراف الدولي عليها صارما، تمكّن الجزبان المتحالفان: الاسلامي ممثّلأ بالاخوان المسلمين المصريين و حليفهم العلماني من الفوز بمقاعدكثيرة في تلك الانتخابات قياسا بالاحزاب المصريّةالأخري، باستثناء الحرب الحاكم.
و براهن بعض المراقبين السياسيّين انّ موجة الغضب علي النطام الحاكم في مصر ستصل حد الانفكار و ربّما الثورة علي الأوضاع الراهنة ممّا يعجّل بسقوطه في المستقبل القريب.
طارق الفزاري
ود زينب
* سأقوم بمراجعة كتاب: Bob Woodworth ذائع الصيت لاّتيكم بالخبر اليقين في ما أورده الاستاذ عبد الباري عطوان، رئيس تحرير جريدة القدس العربي من قول في حق الرئيس المصري: حسني مبارك.
* أكاد أجزم أنّ الرهان علي ممارسة خالد مشعل، الزعيم الحقيقي لتنطيم حماس الاسلامي، من منفاه في سوريا، بعض الضغوط علي زملائه في تنطيم حماس الحاكم في اقليم غزّة سيكون خاسرا. الاستاد خالد مشعل، الأكاديمي الفلسطيني كان يقيم في الولايات اللمتّحدة الأمريكيّة بشكل شرعي. لكن السلطات الأمريكيّة طردته من أراضيها بدعوي تضييق الالخناق المالي علي التنظيمات الارهابيّة لأنّه أسّس و من ثمّ كان يشرف ، بمعاونة صديقه: موسي أبو مرزوق، مؤسٍّسات خيريّة تقوم بجمع تبرّعات من الفلسطينيين و المسلميين في ألأمريكيتين و أروبّا لمساعدة المواطن الفلسطيني في لأراضي المحتلّة. فقامت الولايات المتحدة بطرده ، و صديقه : موسي أبو مرزوق من أراضيها. . فتوجّها للأردن. لكنّ الأردن لم ترحّب بهما. فتوجّها لسوريا. و افقت الحكومة السوريا بالبطلين الفلسطينيين. و لم تسمح سلطة الكيان الصهيوني بدخولهما للأراضي الفلسطينيّة المحتلّة. فاكتفيا بادارة شئون الدولة الفلطينيّة من سوريا. و قام الاستاذ خالد مشعل، بزيارات رسميّة لبعض الدول الأروبيّة و العربيّة ممثّلأ للحكومة الفلسطينيّة من منفاه الاجباري في سوريا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
wedzayneb
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست