تصغير الحكومة..!! عثمان ميرغنى عن ضوابط العمرة

Quote: في مؤتمره الصحفي أمس الأول، أعلن الدكتور أزهري التجاني، وزير الإرشاد والأوقاف، الضوابط الجديدة للعمرة هذا العام.. ألغى بموجبها الضمان المالي (الأمنية) التي كانت تدفع نظير ضمان العودة.. يستردها من يعود.. وتسقط عن من يتخلف في المملكة.. ثم كال الوزير هجوما ونقدا للرسوم الحكومية الأخرى التي يقهر عليها المعتمر قهرا.. رسوم الإذعان التي يقهر عليها المعتمر هي (50) ألف جنيه لصالح حكومة ولاية الخرطوم.. و(90) ألف جنيه لصالح هيئة الحج والعمرة.. و(62) ألف جنيه رسوم استيفاء السجل تذهب لإدارة الجوازات.. و(63) ألف جنيه رسوم وقفية.. و(35) ألف جنيه لشركة شيكان للتأمين.. كل هذه الجبايات يدفعها المعتمر لأنه قرر أن يكون في ضيافة ربه في أقدس بقاع الأرض.. ولو نوى نفس هذا الرجل الذهاب إلى بانكوك.. للغرق في بحور المخدرات والهوي المستباح لما طالبته الحكومة بقرش واحد.. ما هو الفرق بين السفر إلى العمرة والسفر للسياحة في أي مكان آخر في العالم؟ صحيح أن المعتمر يذهب لأداء مناسك دينية جليلة.. ولأنه ذاهب بقوة دفع الواجب الديني وقادر على تحمل المشاق البدنية والمالية بنفس تتوق إلى رضا الله تعالى.. تقتنصه الحكومة وتوقع به أشد التنكيل والجراحات.. ليس في الرسوم وحدها، بل بالمعاملة الفظة في الإجراءات، ثم تطفيف الكيل في الإيفاء بالخدمات التي تكفلت بها الحكومة.. لماذا لا تخرج الحكومة نفسها من الأمر؟.. فلنفترض أنها مجرد رحلات سياحية إلى أقدس بقاع الأرض، لا أكثر.. فتترك المرء وشأنه مع وكالة السفر التي يفضلها.. وتظل العلاقة مباشرة بين المعتمر ووكالة السفر.. حتى ولو أدى الأمر في النهاية إلى تفضيل المعتمرين كلهم لوكالة سفر واحدة تجتذبهم بخدماتها الفائقة وتنال ثقتهم.. المجتمع الراشد هو مجتمع الحكومة الصغيرة.. حكومة لا يراها المواطن إلا عند اللزوم.. لكن الحكومة الكبيرة.. التي يراها المواطن في كل ركن في حياته.. كالكابوس حتى في منامه.. تتدخل في كل شيء.. تفشل في كل شيء.. ما هو دخل الحكومة بعمرة المواطن؟.. فالعمرة ليست أكثر من (سفر) على سنة الله ورسوله، كأي سفر إلى أي دولة أخرى.. الفرق فقط في أن المعتمر عندما يصل إلى الأراضي المقدسة يؤدي شعائر محددة.. وبالحساب المحض عدد الذين يسافرون إلى القاهرة - مثلا - أكثر من الذين يسافرون إلى مكة المكرمة، فلماذا لا تتولى الحكومة تفويج المسافرين إلى القاهرة وتمتص من دمائهم نفس الرسوم.. وتلزمهم بالتأمين على أنفسهم في شركة شيكان؟..هل المسافر إلى جدة عرضة لمخاطر أكثر من المسافر إلى أي دولة أخرى؟؟. من الواضح أن الحكومة تنصب كمينا للمواطن حيثما صار مروره حتميا.. تفترس جيبه بأقدر ما في وسعها.. وتلتهم موارده طالما ظل هذا المواطن مستكينا لا يستطيع حتى وزير الإرشاد أن يفعل حياله أكثر من الشجب والإدانة في مؤتمر صحفي ضد الرسوم والجبايات.. الحكومية!!!.