(مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 06:43 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الثاني للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-18-2006, 07:51 AM

Isam Widaa
<aIsam Widaa
تاريخ التسجيل: 08-02-2003
مجموع المشاركات: 317

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) (Re: Isam Widaa)

    صحيفة السوداني عدد يوم الاثنين 15/5/2006
    قراءة في كتاب :رواية (مسار الأسراب) للكاتب محمد الطيب سليم
    ( أماني ابو سليم )
    تقع الرواية في 362 صفحة من القطع المتوسط. ذات غلاف يتدرج فيه اللون الأزرق لصورة سرب يحلق فوق قرية. الغلاف الخلفي خال من تعريف بالكاتب. لن تجد له تعريفاً الأ في أول صفحة بعد الغلاف معرفاً نفسه بالأديب السوداني. لم نسمع به من قبل ويصف نفسه بهذه الصفة. ربما هذا هو السبب الذي جعلني اتربص به.

    نصبت له عدداً من الفخاخ وفي كل مرة اجدني اخيب وينتصر هو حتى مللت نصبها واكتفيت لا بمتعة القراءة ولكن بمتعة مشاهدة القصة على شاشة سينما أتقن الكاتب صنعها، مضبوطة الايقاع في الحوار والسيناريو وحتى الأضاءة والموسيقى التصويرية.

    لم يكن الأديب السوداني فقط ولكنه كان كإله يقف على عالمه متحكماً فيه لا تضيع منه شاردة او واردة. فعالمه يشبه المكعب القديم متعدد الألوان. تظل جنباته مستقلة ومترابطة في آن وكلها تتداخل مع بعضها مكونة خلايا مستقلة ومتقاطعة تحمل نفس السمات وفي نفس الوقت مختلفة السمات. كيف؟ لا أدري.

    رغم تعدد الشخوص واختلاف اجيالها وافكارها الا انها لم تشتت ذهنه وربط بينها بوحدة قل ان تجدها في رواية. وفي ذلك غير مدفوع بالأحداث ولكن بفكرة عظيمة كانت وراء خلقه لهذا العالم هي التي شكلت كل الصلات بين ابطاله وبينه كراوٍ وبين القارئ.

    نصبت له الفخاخ، فخاً خلف فخ، الكاتب بدأ يحكي عن القرية والمدينة، نصبت له الفخ الذي يقع فيه كتاب من هذا النوع حول (ايدولوجية) العلاقة بين المركز والأطراف لنسمع الأسطوانة المشروخة التي لا تعي ان اهل المركز هم اهل الأطراف ذاتهم في الأصل. لاجد فخي كان اضعف من ان يحتمل قوة الكاتب.

    بدأ الكاتب يحكي عن جامعة الخرطوم وشلة اسبرانتو ولم يكن بعد قد وضح معناها فنصبت له الفخ المناسب لكتاب يجترون الذكريات ويتمسحون على تمثال لها من المرمر صنعوه بانفسهم لجامعة الخرطوم ثم يتابعون التغيرات التي حدثت لاعضاء الشلة لنرصد بطريقة تقليدية التغير الاجتماعي. نصبت له الفخ انها فكرة تقليدية وستجلعه يتوه ليربط عالم كل بالآخر. لتصبح لا رواية ولكن مجموعة قصص قصيرة يربطها قسراً مع بعضها. ولكن كان الكاتب يعرف ما يريد ويعرف الدرب الذي يسلكه ابطاله بعيداً عن ذلك الشرك.

    نصبت له فخي الكبير أول مقياس لي للكاتب واستمتع وانا اضبط الكاتب وهو يتقاطع لا شعورياً مع الراوي فيؤسس بذلك شرخاً كبيراً لصدق الرواية يصعب ان يندمل بعدها. ولكن اله الراوية يقف لشركي بالمرصاد مستمتعاً اكثر مني بتفكيكه ومثبتاً حنكته حتى في تفكيك الفخاخ.

    فالرواية موزعة الي فصول يحكيها الراوي بين الطفولة والشباب دون تسلسل عمري ودون الطريقة التقليدية للفلاش باك رغم تقطعاتها الكثيرة. وهي تمر عبر سرد الطفل البرئ والطارح للتساؤلات وحكي الشاب العميق الساخر وبين صوت رواي خفي يظهر هنا وهناك ولا يشكل نشاذاً لصوتي الطفل والشاب وهو الصوت الذي يدري بكل ما يحدث بالقرية بالذات.

    لم استطع ان أضبطه ولا مرة بمفردات الطفل على لسان الشاب ولا بعقل الشاب يلبس للطفل. لأجدها أقوى الأسباب للاعتراف أننا لسنا أمام أديب ولكنا أمام أديب كبير درب نفسه في الخفاء حتى صار غولاً يمكنه ابتلاع القراء والنقاد في وعائه الروائي الكبير.

    عجبت كيف يربط بين الطفل ذي الموهبة الخارقة في الحفظ وبين داء التدريس والتلقيني للطلاب بالسودان ونتائجه وبين تأليه الرموز في شخص الدكتور جابر. الرموز التي توهمك بعطائها لتكتشف في النهاية انها أخذت منك عمرك وجهدك تقريباً مقابل نجاح لا تعرف كيف تستفيد منه. وكيف ربط هذا بشخصية موسى ود مرسال من السرحة صديق التلاميذ في مادة الجغرافيا قديماً وبمصير هذا الموسى الذي لم يتغير حتى بعد ان ظهر كمثال لتعليم الطلاب على مدى أجيال. والمدهش أكثر ربط هذا مع المشهد الكوميدي الذي يجعلك تضحك وتتمرغ مع التلاميذ في الأرض في زمن اقصى درجات الحبك الروائي لبداية تربط كل الأحداث والأشخاص في مكعب يتحكم فيه اله الرواية. ليضعك أمام سؤال كبير تحاول أن تجد له اجابة مع البطل طول الرواية، ما فائدة التعليم والمتعلمين في هذه البلاد ويضع نموذجاً لهذا الهدف في الاستاذ يونس دون ان يسبغ عليه أي نوع من أنواع التأليه.

    ويظهر لنا المفارقة فيما يتحد فيه كل صبيان الجمهورية وحتى ذوو اللكنات غير العربية في حين لا هم ولا أهلهم يدركون معنى التعليم.

    تربصت بأبطاله اعتقدت انه نسى ان يزوج الطاهر بخاري ليفاجئني بالخبر عرضاً عندما تتقدم الرواية. تربصت به انه نسى سامي وهو طفل منذ البداية في عمق أحداث الرواية لتنقطع أخباره عن القارئ وظننته وقع في الفخ ان لا يستطيع ان ينسج لسامي مكاناً عندما تتقدم الأحداث، ولكنه كان أكثر ادراكاً مني بأهمية سامي ومعناه العميق لابطال الرواية كلهم فأجده وقد أدخره ليربط فكرته العميقة التي تدفعه من بداية الرواية مع أحداث النهاية ليكسب بذلك نصراً أبدياً.

    تربصت بجابر عثمان الشاب الذي بترت يده بتوريت. انها طريقة قديمة لايلاج المتاجرة السياسية لكسب القارئ لأجده وقد مهد من بداية الرواية حين ولد جابر في اليوم الأصلي الذي ربط الأحداث والأشخاص مع بعضهم والصدفة التي سن لها قانون تحميه ملائكة الصدفة. وحين بترت يده لم تكن يد جابر ولكنها كانت كل الأحاسيس التي شحذها الكاتب في القارئ والأبطال يوم ولد هذا الشاب. ليكون قد استعد لإبطال مفعول هذا الشرك منذ بداية الرواية.

    تربصت بأحداثه. رأيتها طريقة واضحة تخلو من أي فن يوم ذهب حاج سيد الى أمهبايب ليفكه فكيها. رأيتها حينها طريقة ساذجة لإظهار الفرق بين الجهل والعلم. لأجده يدخر لي شركاً أكبر حين أعلن الطاهر لحاج سيد انه من فكه لنجده وقد أعد للمفارقة باحكام بين الضحك العميق والبكاء الأعمق حد العويل، حاج سيد الذي أنفق عمره يجاهد مشاعره الحقيقية.

    قلت ربما وقع في فخ التنظير بالذات ان بطله وراويه طبيب نفسي فيدخلنا في فذلكة لا تنتهي ولكنه كان أوعى حين ربط قمة الحدث الدرامي بالرواية بكلية الطب مقابل مستشفى الذرة بين ندوة أدبية وندوة علمية تحكيان عن السرطان. ويجمع بفنية ومهارة وعمق وادراك لخطوط الرواية كل ذلك متناغماً مع انفعال القارئ صعوداً وهبوطاً ليدهشني في بساطة اللغة وعمقها في آن وهو يجمع بين شبه أميين (وبروفات) وخبراء اجانب وشعراء ومثقفين. وحين ظننت أني ضبطته بتركيز الرواية حول مرض السرطان وحقائقه بالبلاد ليضيق أفق الرواية وجدته يعطيني درساً في الفهم الأعمق للسرطان ، مرض يتفشى بين الناس غير معروف الأسباب يؤشر للجهل والفساد وعدم التخطيط وضياع الوطنية والانكباب على الذات وضياع هدف الانسان السوداني.

    حاولت ان أضبطه في الطاهر بخاري مرة أخرى ولكني وجدته لا يختار للموت بالسرطان إلا هو حين خرس به صوت الشاعر الصادق. وعندما عدت للخلف وجدت ان الطاهر لم يكن طاهراً فقط ولكنه كان مصنع الفرح لأهل القرية وابتسامتها الدائمة ليرمز الى كيف يسرق السرطان الاجتماعي قبل البيولوجي الحب والثقة من الناس وكيف يبكي الناس عليه، ولم أعرف لماذا لم يجعل البطل يحضر موته إلا عندما تشبثت به نظرات الكنيزر، وهو عائد من مدفع علي مرفعين، وكل أهل القرية وبالذات عندما انتحب أبوه على صدره، عندها عرفت ان (اسبيرو) التي تعني الأمل لم تكن ضرباً من التشدق بالألفاظ.

    كلما شحذت همتي عن شرك كلما أبطله ليس عمداً ولكن بقوانين الطبيعة التي يضعها الآلهة عادة على عوالمهم ويجعلون مخاليقهم يتحركون وفقها فيحتارون هل هم مسيرون أم مخيرون.

    في منتصف الرواية، كنت قد عرفت انه قد خلق ميكانيزم داخل الأحداث لافشال الفخاخ ولكني واصلت صناعتها لاستمتع باللعب مع الكبار، وحين كنت أظن اني أصنع له الفخاخ حين رأيته يعرف نفسه بالأديب كان هو الذي نصب بهذا الوصف الفخ الكبير ليورط القارئ ان يقيم الرواية فإذا بالقارئ يقع في شرك تقييم أديب يعرف نفسه حق المعرفة ولكنه من خلال كتاباته يقيم القارئ لدرجة التحدي.

    ويظهر ذلك حينما يظهر جانباً من آراء احد ابطاله في النقاد وتعريفه للشعر الحصين، لتجد انك امام ناقد قبل كاتب لا يأبه بقوانين النقد بقدر ازالته المساحة الوهمية بين النقاد والجمهور ليتحدا في مكان واحد.

    الرواية اعادت لعالم الرواية طعم السكر أو العسل. فحين وصف نزار قباني (اقامته) باسبانيا بقطعة سكر ربما كان يقصد ايضاً الاقامة بين سطور هذه الرواية وحين صدح حمد الريح واصفاً (رسائل) الأحبة بأنها أحلى من عسل النحل ربما كان ايضاً يقصد (الرسائل) في هذه الرواية.

    وحيث اني كنت أظن اني من يصنع فخاخه وقد اكتشفت انه مخترعها فكان أكبر فخاخه انه يجعلني اعترف انني اشعر بالافتخار انني تشرفت بقراءة هذه الرواية وانها من الجمال والعبقرية بحيث عجزت عن وصفها وان كل ما ذكرت ليس إلا شذرات من اعترافي العميق بعمقها وعمق وادراك صاحبها لمواطن الجمال في الانسان واللغة والمكان.
                  

العنوان الكاتب Date
(مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-17-06, 10:39 AM
  Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-17-06, 10:42 AM
    Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) عبدالكريم الامين احمد05-17-06, 01:18 PM
      Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-18-06, 07:36 AM
        Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-18-06, 07:51 AM
  Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Soumeta05-18-06, 08:28 AM
    Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-18-06, 01:34 PM
      Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa05-18-06, 01:54 PM
        Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa06-01-06, 03:38 AM
          Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) ALMURADABI06-01-06, 06:17 AM
            Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Nun Osman Yousif06-01-06, 08:08 AM
              Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Isam Widaa06-21-06, 12:59 PM
                Re: (مسار الاسراب) رواية جديدة للكاتب محمد الطيب سليم (خريج هندسة الخرطوم) Ahmed El Gasim06-21-06, 01:41 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de