|
Re: السادة ......... سيدات وآنسات الشاي (Re: فتحي البحيري)
|
تاريخياً : ارتبطت بداية الظاهرة دون شك بسنة استبانة فشل المشروع الإسلاموي المايوي في السودان 1984م وما جره على البلاد من المسغبة شديدة العلو ،وارتباط ذلك بالجفاف الذي ضرب أنحاء من القارة وتضافر الحدثين في وقوع المجاعة التي دفعت بقبائل بأكملها من أهلنا في غرب البلاد للنزوح . وكان وجود كميات كبيرة من أهلنا اللاجئين الأثيوبيين والإرتريين بالمدينة من آباء هذه الظاهرة الوليدة أيضاً. قبل ذلك لم يكن لك أن ترى سيدة شاي بالمدينة ولا حتى أن تتخيلها . لقد كان للحصول على كوب شاي في أمدرمان حتى ذلك الوقت طرقه المعروفة ، والمتبدية في ثقافة أهلها بشكل ممعن في العمق : الجلوس إلى الندامى والأصدقاء في البيت أو في المقهى ونادراً ما يلجأون إلى باعته (الرجال) الذين ما كانوا يجلسون قط ، كان أحدهم يظل ماشياً آناء نهاره وأطراف ليله حاملاً موقده وكافتيرة شايه بيد وبالأخرى أكوابه المغموسة في جردل الماء. ومنذ منتصف الثمانينات أخذت ظاهرة (آنسة الشاي أو سيدته الجالسة إلى عدتها) في التوسع على حساب المقهى التقليدي وعلى حساب البائع السيار الرجل. صاحبت الظاهرة طيل عمرها استجابة المدينة اللعينة التي لا تمزج في ثناياها إلا بين اثنتين لها : منتهى الرفض ومنتهى القبول .... معاً.
|
|
|
|
|
|
|
|
|