|
نص الورقة التي قدمها د.غازي صلاح الدين العتباني في ندوة هيئة الاعمال الفكرية و أنتقد بها النظام
|
نص الورقة التي قدمها د.غازي صلاح الدين العتباني في ندوة هيئة الاعمال الفكرية, المصدر, صحيفة الحركة الأسلامية (المؤتمر الشعبي):
هيئة الاعمال الفكرية «عقل الاسلاميين المفكر حاليا» بقاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات، وحظيت بنقاش ساخن بين اجيال الاسلاميين
المختلفة داخل القاعة وجدل اسخن وسط صفوف التيار الاسلامي الحاكم والمعارض
، والورقة عبارة عن تلخيص لاراء مجموعة
كبيرة من الاسلاميين المطالبين بالاصلاح والديمقراطية الداخلية في حركتهم وحزبهم ودولتهم، قام د. غازي صلاح الدين بصياغة
هذه الافكار على حد تعبيره في النقاش.
يمر السودان بمنعطف هام سيحدد مصيره ويملي مستقبل أبنائه مجتمعين وأفراداً. فاتفاقيات السلام تعيد تشكيل البلاد بصورة جذرية,
والعلاقات والتحالفات التي تنشأ في ظل هذا الواقع الجديد ليست بواضحة المعالم ولا مؤكدة الخواتيم. ويجري هذا في وقت طغت فيه
رؤية مستفردة للنظام الدولي تنحو باستمرار إلى فرض صيغها ووصفاتها العلاجية بأسلوب يلغي مفاهيم السيادة الوطنية التي سادت
النظام الدولي القديم. وليس السودان بمفازة من هذه الإرادة الجديدة، ومساحات العمل والمبادرة تتقلص أمام الدولة بسبب تلك
التحولات الجذرية. ثم إن تجربة العمل السياسي الداخلي تجابهها معضلات حقيقية سواء على صعيد الساحة الوطنية العامة أو الساحة
الإسلامية الخاصة. في هذا السياق ترمي هذه الورقة إلى المساهمة بابتدار النقاش في مواضيع شتى تتعلق بالعمل الوطني وقضاياه
وواجباته الملحة مع تركيز خاص على العمل الإسلامي استناداً إلى خصوصية التكليف والمسئولية التي تناط به في هذه المرحلة. العمل الإسلامي: الكسب والمنهج توفرت للعمل الإسلامي مكتسبات كبرى منذ أن انطلقت دعوته في الثلث الأول من القرن الماضي. وقد جاءت تلك الانطلاقة في
سياق المدافعة للحملة الاستعمارية وما صاحبها من خطط الهيمنة الثقافية. واختصت المجموعات التي نشطت في هذا المجال
واستحقت وصف الحركة الإسلامية المعاصرة أو الحديثة برؤية شاملة للإسلام تتجاوز الرؤية التقليدية التي تجعله محصوراً في
بعض جوانب الحياة. وبذلك تميزت بوصفها ومفاهيمها وتقاليدها عن النماذج التي كرستها التجربة التقليدية جراء تراجع المسلمين
عن موقع الريادة والأستاذية الحضارية. وبرغم أن خصوم الحركة الإسلامية المعاصرة ظلوا يلحون في تلخيص منهجها بتعبير الإسلام السياسي، إلا أن مكتسبات الحركة
تجاوزت بعيداً محض السياسة. صحيح أن الرؤية السياسية والمدافعة بمقتضاها ظلت مكوناً جوهريا في فكر الحركة، لكن كسبها
طرز رقعة كبيرة ومتوسعة من نسيج الحياة المعاصرة، تمتد من مسائل العقيدة والمفاهيم إلى مسائل السلوك والعبادات. وقد أثمر
جهدها تثبيت مبدأ شمول الإسلام وإحاطته بجوانب الحياة اتباعاً لدعوة الدين في أن يكون مستغرقاً لأفعال الإنسان في كل ما يأتي أو
يدع من شئون المعاش. هذه الرجعى إلى صحيح العقيدة والمفاهيم أحدثت بدورها تحولات كثيرة في المسلك العام للمجتمع نحو
التدين، خاصة من حيث التزام الشعائر وأداء المناسك. وشيئاً فشيئاً تعمقت هذه التحولات الاجتماعية حتى غدت طابعاً ثقافياً ملازماً
للمجتمعات الإسلامية المعاصرة. وظلت الحركة الإسلامية تغذي تلك التحولات من خلال نشاط فكري متعمق ومثابر. كما أنها مضت
في نهجها سباقة ومبادرة نحو تجديد المفاهيم والفقه لمقابلة الحوادث والأقضية. وقدمت في هذا الصدد بدائل م
|
|
|
|
|
|
|
|
|