|
Re: أعود بعد عام لأقول: السودانيون و هواية التعقيد ! (Re: Modic)
|
أخيراً عدت ...
بمباشرة - بلا لف أو دوران - أعبر عن امتناني لانتهاء الـ 5% من عمرك وجعلها لك تعود لهذا البورد المنهك ، موديك .. جميلة هذه المداهمة التي صنعتها . لغتك ما زالت تحمل ذلك الألق الذي لو تصورنا فيه الكتابه لتخيلناها " وجهاً مبتسماً " ... رغم ما فيها من مضامين جديدة ( مضامين كلمة معقدة ؟! ) . مما يفسر أنك استغرقت فترة انقطاعك في تغيير أسلوب حياتك أو مجرد التفكير بتغييرها ، ومرورك بمرحلة تقييم ونقد . وهذا أمر في غاية الأهمية .
أهنئك على ما صنعت ... رغم أن الحرقص الذي في بطني جعلني أرقص وأفسر انقطاعك " الإيميلي " عني هو من باب ( فالنبتعد عن هؤلاء الأصدقاء المعقدين ) ، فانا أعترف بأنني في العامين الماضيين ولاخياري لأسلوب " التجريب " على مستوى الكتابة الإبداعية ، كانت كتابتي في غاية التعقيد ، لدرجة التضليل وبشتنة السرد وتطليع عين القارئ !!!
أما مسألة التعقيد ، أو لنطلق عليها بأسلوب " روش " كما يصف الشرامة المصريين حالة الـ ( cool) :التعقيد = الفلهمة ... لماذا هذه الفلهمة ؟
سأكون "متفلهماً" لو أخذت أسترسل في تفسير هذه الظاهرة مدعياً لنفسي اطلاعي على العلوم الإنسانية ، ولكن ثمة حقائق يدركها الإنسان ويتوصل عبر التجربة إلى صحتها بأساليب لا تمت بصلة مباشرة للتلقي الأكاديمي .
{ في الجزء الأخير من المسلسل السعودي الكوميدي ( طاش ما طاش ) تطرق الثنائي الدرامي : عبد الله السرحان وناصر القصبي . إلى " التفلهم السوداني " ، حيث القصة . منطقة نائية في صحراء نجد يرعى فيها الغنم مقيمان نازحان الأول من الباكستان ( عبد الله السدحان ) والآخر من السودان ( ناصر القصبي ) . الباكستاني " أبشر " عامل بسيط تلقى تعليماً متواضعاً في بلده ولا يملك مؤهل . أما السوداني " جعفر " فحاصل على دكتوراه في الطب ، وله باع طويل في الثقافة بشكل عام ، لكنه رغم كل شيء ... جاء إلى السعودية ليحسن وضعه المادي في العمل " كراعي غنم " يسرح بالقطيع في الصحراء لصالح رجل سعودي يجحف عليهما حقوقهما .
اختصاراً : فإنهما يحاولان الهرب ويقعان في كومة من المشاكل ، لكن ما يلخصه الموضوع هو المشاكل التي تنتج عن فلهمة " جعفر " الذي يشتم أبشر الباكستاني معترضاً حين يناديه ( حاف ) ويطالبه بالقول : دكتور جعفر يا حمار ! فيرد عليه أبشر : ما في كلام دكتور ، أنت هنا في راعي كنم ، انا في راعي كنم ، انا أنت سوا سوا . يعترض ( دكتوووور) جعفر : لأ طبعاً ! كيف سوا سوا . أنت ماخد دكتوراه من جامعة الخرطوم ؟ - لا مافي ! - أنت تعرف حاجة عن " النظام العالمي الجديد" ؟ - لا مافي معلوم ! - أنت كتبت مقالة عن تداعيات سقوط جدار برلين وانهيار الاتحاد السوفيتي ؟ - لا مافي سوي ! - طيب . يبقى حمار ! - أنا حمار ؟ - آيييييييييييييييييييي حمار وسخلة كمان . } * وهذا نموذج بسيط .. تم فيه تلخيص شريحة واسعة من السودانيين ، وإن كان ذلك نقطة ايجابية وضحت أن السودانين ليس مجموعة من البوابين والسفرجية كما رسخت الدراما المصرية في الذهنية الجماعية على مستوى العالم العربي . بأن أظهرت " طاش ما طاش " نموذجاً لمرحلة ( الخرطوم تقرأ ) المنصرمة ، ولكنها قدمت نقداً واضحاً وصريحاً للشخصية القولية اللا فعلية ، المنظراتي الذي " لا بجدع ولا بيجيب حجار " .
نصل للتعليل .. لماذا ؟
شاركونا في هذا الحوار
|
|
|
|
|
|
|
|
|