|
" عملية البرق الساطع " (Re: Husam Hilali)
|
الأربعاء :
رفعت حالة التأهب إلى أقصى قامتي وصرت أتوخى الحذر بين كل أكسجيناية ( المفرد من أكسجين ) أختطفها من خنقة المدينة ، وبين كل كربوناية ثانية الأكسيد ، وبعد أن تحصلت على الكاميرا الفوتغرافية دون أن أنسى التأكد من وجودها سبع مرات أولها بالشم . انتلقت لتنفيذ العملية .
الهدوء .. الثقة ، المثابرة ، التحدي ، إغاثة الملهوف ، والأمر بالمعروف والنهي عن .... - لا أذكر الأخرى - . كلها صفات رجل التحري القاهر . الذي تعتمد عليه أقوى أجهزة الإستخبارات في العالم أمثال : جهاز الاستخبارات السودانية - والأمن المركزي في جزر موريشس - والقوات الخاصة في بوتان ((الأخيرة دولة تقع في قفا الهند تحديداً اسفل مؤخرة الصين ، على حد رسم الخريطة المشعلقة في حائط غرفتي ، لذا فالبوتانيون " هل هذا الجمع صحيح ؟ " يتمتعون بأرقى العطور .. لاحظ الموقع والحدود ! )) .
وبمناسبة ذكر المخابرات السودانية فلي تاريخ مشرف معها ، بدأ منذ الاحتفال الذي أقامه خال زوجة عمي الملازم / عباس محمود الملقب بالـ عقاد -كناية بالكاتب المصري المتنيل بنيلة - وهو احتفال أقيم في حلة حمد بمناسبة ترقيته كضابط في المخابرات العامة شعبة التجسس ، المكتب 32 ، ومن يومها وأنا أعرف كل شلته في الجهاز .. ولا داعي لكشف المستور لأن ربنا أمر بالستر !
أسسسسسسسسسسسسسسسس( أو "صه" كما قالت الأعراب )سسسسسسسسسسسسسسسسسس !!
لم أركب الحافلة هذه المرة ، بل قررت أن أغامر بمحفظتي وأركب سيارة أجرة ، التي تشبه ألى حد كبير حمار الوحش ذا اللون الأبلق ( والأبلق من مادة بـ ـلـ ـق :- يبلق بلقاً فهو أبلق ، والأبلق هو الحصان ذي اللون الأسود والأبيض ، كأفلام سعاد حسني - رحمها الله وأعز من شأنها وشأن صديقها طلال عفيفي الذي رأيته قبل قليل في مرجيحة الشيخ يونس يقدم ندوة عن " أفعال العباد في أفلام سعاد " يتحدث فيها كل من المخرج فلان الفلاني والكاتب علان العلاني - ) أف .. نص يقطع النفس !
وقفت على طرف الشارع ، أخرجت من جيبي بعض الفراطة " على رأي أخواننا السوريين " ، وأخذت أعد المصاري - على رأي اخواننا السوريين - ، وعندما وجدت أن ما معي لا يحصل المائتين ليرة ، قلت : توكلت على الله .
من البعيد ، ظهرت سيارة صفراء اللون فاقع لونها لا ذلول تثير الأرض ، وتطلق بورياً صاخباً كحفلة راب ، على طرف الرصيف تأهبت وأنا متردد أفكر ألف مرة على ما أنا مقدم عليه وكله من أجل عيون أرنديرا ، وعندما اقتربت عينا السائق وصارت على مستوى نظري ، مددت ذراعي اليمنى باشرئباب ( يالها من كلمة تصنع شداً عضلياً في الحنجرة ! ) وعندما حاول الأدرنالين ان يزيد من خوفي لإقدامي على هذا التهور ، رفعت ذراعي أكثر لتجابه صلعتي ، في تلك اللحظة ... وقبل أن يصل التاكسي ويتعرقل بذراعي ، هبط من السماء من أعلى طائرة اباتشي أمريكية مظلي كانت على ذراعه شارة من نجمة سداسية زرقاء ، وأشار إلي ببندقية كلاشينكوف روسية : قبضت عليك متلبساًً أيها العربي الكلب المعادي للسامية وأنت تقوم بأداء التحية النازية " هاي هتلر " في قلب شوارع دمشق ! هأ ! تسقطت العروبة أيها الوغد .. لقد قبضت عليك يا قاتل اليهود المساكين ، أيها الإرهابي العنصري !!!!
هنا أنزلت ذراعي وأنا مكبل بالدهشة : عن أي دمشق تتحدث يا ليفي ! أقصد يا سيد ليفي ، هذا ليس شارع دمشق ، إنه شارع أسيوط ، بماذا تتفوه يا سيدي وسيد العالمين ؟!
- لا تتغابى علي ، فأنا من علم العرب الغباء وأفهمهم أنه ذكاء !
- من قال لك أنني عربي ، أنا أفريقي ! ثم ماهذا الكلام ، أنت لا تعلم العرب الغباء ، يجب أن نكف عن تعليق كل أخطائنا بكم ، آخر ما كنت أتصوره أن يهودياً قد يكون معتنقاً لنظرية المؤامرة !
- لا يهم ، إنك في دمشق ، لذا فأنت مناهض لليهودية ومساند للعروبة ، كما أننا نحن من اخترع نظرية المؤامرة أيضاً .
- بمنطقك هذا فهذا يعني أن السفير الإسرائيلي في الرياض يعتنق المذهب الوهابي !
- لا تخلط الخيوط ببعضها ، لقد أمسكت بك ...
لحظتها ... فرملت سيارة الأجرة وفتح بابها ، صرخ منها سائقها قائلاً : ولك اركاب خيو ، مستني ها اليهودي ابن الخنزيرة ليخلص عليك ، اركاب يستر على عرضااااك !
قفزت بنفس الحركة التي تعلمتها خارج مبنى الكلية الحربية حيث كان هنالك "خور" مليئ بالوحل كنا نعبره كي نصل للشارع ، فكان أصعب تمرين نمارسه طوال فترة الدراسة .
ركبت السيارة وأغلقت الباب ، وانطلق السائق وأنا في دهشة من أمري وقد تملكني الغيظ من الأسد و قال له : ويحّّك .. ويحك يا بشار ، كيف تذهب وتحتل لبنان برجال مخابراتك وجيشك وتترك سماء دمشق عرضةً للطيران الأمريسرائيلي ؟
قال مصدر رسمي ، أن دمشق تحترم الشرعية الدولية ، وأنها على كامل الاستعداد أن تقبل موقف " مزرور زي زرة الكلب في الطاحونة " وأن تنصاع لتطبيق القرار 1559 .
أغلق السائق المذياع بغضب وهو يقول لي : مين إنت خيو ، وليش هايدول المعر#$@%##* بيلاحقوك ؟!
قلت له وأنا أتنحنح وأهزهز ربطة عنقي : أنا هلالي ... حسام هلالي !
ححححححححححححححححححححيع فرملت السيارة ، والتفت صارخاً نحوي : ميـــــــــــن ... هلالي الكاتب بسودانيز أون لاين ؟
اشرأبت رقبتي أكثر وأنا أزداد فخراً ، حتى أنني بلعت بعض البلغم على حين فرحة ، وقلت : أيوااا .. بشحمو ولحمو .
في لحظة ... انطلقت السيارة في جولة سياحية ، وجابت بي كل دمشق ، ابتداءً من جبل قاسيون وانتهاءً في سوق الحميدية مروراً بالجامع الأموي وكورنيش بردى ! كل هذا في 5 دقائق تقديراً لعظمتي من قبل الزمن . وعندما لاحت لحظة التوقف أمام الأوتيل قلت له : أنا عندي سؤال يا أخ شوقي !
- اتفضل خيووووووووووو اسأل شو ما بدك .
- أنا بعمل شنو في الشام هنا .
........................................................... في هذه اللحظة ................... استيقظت ، لأكتشف أنني ما زلت على السرير مترفاً في كسلي ، ومضيعاً على نفسي يوما جديداً كان بإمكاني فيه تصوير أرنديرا الشبحة ، ووكتابة بوست عنها في سودانيز أون لاين !
يتبع ،،،، إذا توفر لكم مزيد من الوقت .. والمرارة .. والمرارة عضو كيسي يقع تحت الكبد ويقوم بإفراز العديد من العصارات من بينها ........ دعوها للمرة القادمة .
يتبع ،،،،
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 01-27-05, 10:05 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | سجيمان | 01-27-05, 01:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Elawad | 01-27-05, 02:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 01-31-05, 07:43 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | AHMED FADL | 01-31-05, 02:42 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | kabaros | 02-01-05, 02:59 PM |
" عملية البرق الساطع " | Husam Hilali | 02-03-05, 04:15 PM |
Re: " عملية البرق الساطع " | ودرملية | 02-03-05, 05:30 PM |
أحداث ما وقع ليلاً ، على هامش عملية "البرق الساطع" الفاشلة | Husam Hilali | 02-04-05, 08:22 AM |
Re: أحداث ما وقع ليلاً ، على هامش عملية "البرق الساطع" الفاشلة | ابنوس | 02-04-05, 08:52 AM |
كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 02-12-05, 03:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | صلاح نور | 02-13-05, 02:27 AM |
السرد الإحتياطي | Husam Hilali | 02-19-05, 08:59 AM |
نهاية السرد الإحتياطي ... والكاتب ؟ | Husam Hilali | 04-19-05, 05:02 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Maysoon Nigoumi | 02-19-05, 01:57 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | صلاح نور | 02-19-05, 02:13 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Maysoon Nigoumi | 02-19-05, 02:14 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Ibrahim Algrefwi | 04-19-05, 05:17 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | خالد العبيد | 04-19-05, 05:34 AM |
|
|
|