|
Re: كائنات .. بورتريهات (Re: Husam Hilali)
|
يوم الثلاثاء : كنت في شقتي الكائنة في حي "مورجيحة الشيخ يونس " ، أعد العدة لخطة عملية المراقبة التي أعطيتها اسماً تكتيكياً يندرج تحت طائلة العناوين المثيرة : " عملية البرق الساطع " وهي دلالة لفلاش الكاميرا الذي سألتقط به أكثر الصور إثارة للفزع منذ صور التعذيب في سجن أبو غريب !!
وأخذت أعد العدة .. حقيبة يدوية ، زجاجة مياه معدنية ، غيارات داخلية ، سديري ، جوارب مطاطية خالية من الرائحة ، أشرطة فيديو لأفلام رعب ، قلم رصاص عيار 41 ملم ، بالإضافة لفيلم كودك و.......
رن الهاتف !
- ألو ! - ! Hello - معك "حسام هلالي " ، من المتكلم ؟ - ?Is There Mr. Hooosaaam He... What ، ثم سمعت صوتاً آخراً في السماعة أقل بروزاً يردد اسمي بطريقة سليمة :- - أجل .. أجل ... حسام هلالي ... أنا هو ؟! - ? I can`t understand you . can you speak English - كلا ، لا أستطيع ! - Okay .. Bye ! تيت تيت تيت .... انتهت المكالمة .
حسبت في بادئ الأمر أنها احدى الطرق الشيطانية لشركة الاتصالات لتضليل الزبائن الحاذقين من أمثالي ، أو أنها مداعبة من أحد أصدقائي الخواجات الذين درست معهم في جامعة "ليفر بول" ، أيام كنا نسير في شوارعها ليلاً ونحن نردد أغاني "البيتلز" ونشرب بقايا الـ "توم كوينز" المجانية في البارات المشرفة على الإغلاق .
سرحت بنفسي حتى صدقت أنني كنت يوماً غير "أنا" ، لا تسرحوا معي واسرحوا بغنم أفكاركم بعيداً ! ...
يبدو أنني ثملت !
..........................
انقضت ساعة وأنا أنتظر الحافلة في المحطة ، وساعة حتى يمسك السائق بالكوابح أمام المحطة ، وساعة حتى أصل من الباب "الجماهيري" حتى كف الكمساري الذي يبتعد كرسيه عن الباب مسافة 5 سنيمترات ! وساعة حتى أخرج " الطرادة " من جيبي ، وأخرى لأحصل على التذكرة ، وغيرها حتى أدرك أنني فوت محطة الوصول بمحطتين ، فنزلت وقررت أن أتمهل في السير لأعود من المسافة الزائدة في ظرف 5 دقائق . إن الزمن مخبول في أماكن كهذه تعج بالكوارث البشرية التي لا تقدر العباقرة من أمثالي !
صرخ صبي كان يلعب الفيفا في الجهاز المجاور لي في الكافي نت وهو يتلصص على هذا البوست أثناء كتابتي له : ده أنت "نرجسي" بشااااااكل !!
لم أبالي له ، وقررت الذهاب إلى منزلها ،،،،،،،،،،
حين وصلت ، كانت سيارة اطفاء حمراء اللون كعقل فلاديمير لينن متوقفة ، شتمته ورأسه التي تشبه الكفتيرة التي كان يتشدق بها الرفاق في مقر الحزب الشيوعي في براغ أيام كنت أدرس الإقتصاد في تشيكوسلوفاكيا ، فقال لي الرفيق "بوريس كانوفيرا" شقيق صديقتي نوسكافا : اسمع أيها الرفيق الأسود - هكذا كانوا ينادونني - إن وجودك هنا مرهون على انضمامك بشكل رسمي للحزب ، واعلانك الكامل والصريح لاعتناقكك للعقيدة الثورية الماركسية ، وإلا فإننا سوف نلصق بك تهمة الإنتماء للبرجوازية الصغيرة وتواطئك الدنيء مع الإمبريالية الساكسونية ، وأنك تقدم تقاريراً للـ (CIA) ، بالإضافة إلى نشر صورة لك وأنت تهدي نسخة باللغة الإيطالية لكتاب المسلمين للرفيقة نوسكافا كانوفيرا ، ثم رسم باصبعيه السبابة قوسين وقال داخلهما ( شقيقتي ) . ثم مد لي ورقة عليها طلب انضمام للحزب وحيازة مؤقتة للجنسية التشيكوسلوفاكية .. فقلت له : توت توت نميري عتوت ، تسقطت الطبقة العاملة ، ولتذهب البلشفية إلى الجحيم ... ولتعد مسرعة لإن آخر القطارات العائدة من السماء السابعة تنتهي في الحادية عشرة عصراً !!!!
سكت الجميع ، وعندما اكتشفت حقيقة ما كنت أود فعله أمام منزل أرينديرا قلت له وأنا أمسك بذاكرتي كالكماشة : ليس هذا وقت الماضي ، دعوني فيما أنا فيه الآن !
ثم انصرفوا بعيداً عن تفكيري . هم ، والحزب الشيوعي التشيكي ، وتشيكوسلوفاكيا كلها ، فاكتشفت أن الإطفائيون أنهوا عملهم ، فاقتربت من أحدهم قائلاًًَ وهو ملطخ برماد الحريق لدرجة ذكرتني بشكل إنسان يطلق عليه بعض الناس لفظة كنت سأقولها لكم لولا أنني شخص أخاف أن أنعت بالعنصرية ومعاداة السامية والحامية : ماذا جرى في الداخل !
تلك الحمقاء ، حاولت أن تشعل سجارة ( لفافة من التبغ ماركة "كليوباترا" التي يلفظ اسمها الأصلي بالنوبية هكذا ( كيلو بترا كجركي ) أو شيئاً من هذا القبيل .. كفى أيها القوس عليك أن تنغلق فنفس القراء قصير ) <------ "أخيراً" !!
في هذه اللحظة .. فتحت الحقيبة ، وحاولت البحث عن الكاميرا ، فوجدت زجاجة المياه المعدنية والغيارات الداخلية والسديري والجوارب المطاطية الخالية من الرائحة وأشرطة الفيديو لأفلام الرعب والقلم الرصاصي من عيار 41 ملم وبالإضافة لفيلم الكودك و....... تذكرت انني نسيت أخذ الكاميرا أثناء المكالمة الهاتفية التي حسبت في بادئ الأمر أنها احدى الطرق الشيطانية لشركة الاتصالات لتضليل الزبائن الحاذقين من أمثالي ، أو أنها مداعبة من أحد أصدقائي الخواجات الذين درست معهم في جامعة "ليفر بول" ، أيام كنا نسير في شوارعها ليلاً ونحن نردد أغاني "البيتلز" ونشرب بقايا الـ "توم كوينز" المجانية في البارات المشرفة على الإغلاق إلخ ..........
شعرت بغضب عارم ... خصوصاً أن أرنديرا أطلت بوجهها القذر من النافذة وكأنها عادت لتوها من الجحيم في قطار السماء السابعة الذي يتحرك في الحادية عشر عصراً ، فقلت كنيكولاس كيدج في فيلم مقلد لتايتنيك : أووه شيت .... ثم قلت تلك العبارة النابية التي يترجمها العرب في الأفلام الأمريكية بالقول " تباً لك ! " .. فهمتوها ؟!
حينها ، أدركت لا جدوى وجودي هناك بدون كاميرا ، فقررت الرجوع إلى بيتي الكائن في حي " مورجية الشيخ يونس" واحضار الكاميرا والعودة غداً .
يتبع ،،،
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 01-27-05, 10:05 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | سجيمان | 01-27-05, 01:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Elawad | 01-27-05, 02:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 01-31-05, 07:43 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | AHMED FADL | 01-31-05, 02:42 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | kabaros | 02-01-05, 02:59 PM |
" عملية البرق الساطع " | Husam Hilali | 02-03-05, 04:15 PM |
Re: " عملية البرق الساطع " | ودرملية | 02-03-05, 05:30 PM |
أحداث ما وقع ليلاً ، على هامش عملية "البرق الساطع" الفاشلة | Husam Hilali | 02-04-05, 08:22 AM |
Re: أحداث ما وقع ليلاً ، على هامش عملية "البرق الساطع" الفاشلة | ابنوس | 02-04-05, 08:52 AM |
كائنات .. بورتريهات | Husam Hilali | 02-12-05, 03:24 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | صلاح نور | 02-13-05, 02:27 AM |
السرد الإحتياطي | Husam Hilali | 02-19-05, 08:59 AM |
نهاية السرد الإحتياطي ... والكاتب ؟ | Husam Hilali | 04-19-05, 05:02 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Maysoon Nigoumi | 02-19-05, 01:57 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | صلاح نور | 02-19-05, 02:13 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Maysoon Nigoumi | 02-19-05, 02:14 PM |
Re: كائنات .. بورتريهات | Ibrahim Algrefwi | 04-19-05, 05:17 AM |
Re: كائنات .. بورتريهات | خالد العبيد | 04-19-05, 05:34 AM |
|
|
|