|
Re: صور حديثة لاحداث اقتحام الشرطه المصريه لمعسكر اللاجئين السودانيين (Re: Masaoud Ali)
|
أعمدة 43497 السنة 130-العدد 2006 يناير 8 8 من ذى الحجة 1426 هـ الأحد
من قريب بقلم: سلامة أحمد سلامة دارفور في المهندسين! لم يشأ العام المنصرم أن يرحل دون أن تشهد ساعاته الأخيرة آخر المفاجأت والفرقعات. التي انتهت بمعركة ميدان مصطفي محمود التي اهالت التراب علي سمعة مصر.
ونتوقف عند معركة المهندسين التي قتل فيها26 سودانيا من لاجئي دارفور والجنوب, حين أفرطت قوات الامن المصرية في استخدام القوة لاجبارهم علي اخلاء الميدان, بعد ثلاثة اشهر أحالوا خلالها المكان إلي حظيرة لا تليق بآدميين, لاجئين كانوا أو غير لاجئين, سودانيين أو غير سودانيين.
فمنذ بداية هذه الازمة بين اللاجئين الذين قذفت بهم الحرب الدائرة في الجنوب وفي دارفور, وبين مفوضية الأمم المتحدة, تجمع بضعة أفراد منهم احتجاجا لأن المفوضية لا تيسر لهم سبل الهجرة إلي أمريكا وكندا واستراليا.
وكنت أرقب كل يوم اثناء مروري بالمنطقة كيف تتزايد أعدادهم, وقد أخذوا يحتلون الحديقة الصغيرة بأسرهم وأطفالهم ومفوضية اللاجئين تقف عاجزة عن حل مشكلتهم... يزحفون ليلا علي المناطق الخضراء في شارع جامعة الدول العربية, ويفترشونها باسمالهم وخيامهم, وأنابيب بوتاجازهم حتي وصل عددهم الي نحو ثلاثة آلاف.
وكان المفروض قبل أن تفشل مفوضية اللاجئين, وليس بعد ان فشلت, وهي دائما ما تفشل, أن تهيئ الدولة معسكرا لهم في مكان ما وتنقل مكاتب المفوضية اليه, وتمنع تسلل الأفراد إلي المنطقة أولا بأول, وتنقلهم بالطائرات الي بلادهم كما فعلت المغرب, بعد ان اتضح ان مشكلتهم ليس مشكلة لاجئين بل مشكلة مهاجرين.
معالجة هذه المشكلة كانت تقتضي درجة أكبر من الذكاء والحيلة, وليس استخدام القوة والعنف في بلد يتهم عالميا بأنه لا يعرف غير لغة العنف حتي مع معارضيه السياسيين, وذلك بالتحذير ثم الانذار ثم اعطاء مهلة, وأن تذاع اعلاميا نتائج الوساطات والمشاورات التي جرت مع قياداتهم واشترك فيها الزعيم السوداني الصادق المهدي وعدد من شخصيات سودانية رسمية وغير رسمية, بدلا من التعتيم الاعلامي:
لست افهم حتي الآن السبب في الاتفاق الذي وقعته مصر لاستقبال لاجئين يعرف الجميع أننا لا نستطيع استيعابهم, وإذا كانت استضافة مصر لمفوضية اللاجئين اصبحت تمثل عبئا, فالافضل ان تستغني عنها, وطبقا لاحصاءات أذيعت في الخارج فإن عدد الهاربين واللاجئين من السودان ودارفور بسبب الحرب وصل عددهم الي23 الفا, فضلا عن ثلاثة ملايين سوداني يقيمون بصفة طبيعية في مصر, ولم يأتوا إليها كمعبر للهجرة إلي أوطان اخري, علما بأن هيئات تبشيرية وجماعات دولية وقوي اجنبية هي التي تيسر وتشجع هؤلاء اللاجئين علي الهرب من دارفور والجنوب, فالحرب الدائرة هناك حرب دولية تتحمل مصر نتائجها دون جدوي.
والحل في اعتقادي, هو وقف قبول لاجئي الحرب السودانية الي مصر تماما, وتشكيل لجنة من الاتحاد الإفريقي ومنظمتي الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ومفوضية اللاجئين بمشاركة الجهات المصرية والسودانية المسئولة لتصفية ذيول هذا الحادث المؤلم وتعويض ضحاياه. [email protected]
|
|
|
|
|
|