|
انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم
|
This is a good but sad article
--------------------------- انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم-شيفيلد..بريطانيا سودانيزاونلاين.كوم sudaneseonline.com 19/4/2006 10:06 ص
بسم الله الرحمن الرحيم
نشرت صحيفة الرأي العام قصة تجعل الفرد منا يقفز من قمة الألم ثم يتفجر غضبا على وزارة التربية و التعليم السودانية و كل مسئول في حكومة السودان منوط به الحفاظ على أرواح الأطفال و البشر ابتداء من وزارة التنمية الاجتماعية انتهاء بوزارة الصحة مرورا بوزارة التربية و التعليم. طفلة في مقتبل عمرها تبلغ من العمر اثني عشر عاما فقط لم تدخل إلى المدرسة.. والدها مقعد و عاجز وأمها في المنزل و خالها غليظ القلب و لها ولي أمر عمره ( ثماني سنوات) هو أخوها. هذه الطفلة و بكل بساطة قام مركز برعاية الأطفال تدعمه ( اليونيسيف ) و ليست ( حكومة السودان) بالقيام بمساعدتها في تلقي التعليم الأساسي الذي حرمت منه. و لكن الأسرة رفضت أن تواصل البنت في التعليم ...هذا لقرار اتخذه ولي أمرها ( ذو الثماني سنوات) و خالها ( غليظ القلب) و لكن الفتاة أصرت على التعليم. فكان يوم مشئوم في حياتها حين قررت أن تذهب للمركز لتؤدي امتحانات لم تؤديها من قبل فعرف أخوها و خالها .. فحين رجعت إلى المنزل قالت الأم للأخ ( صاحب القوامة الشرعية على رأي العلماء و الفقهاء) أن يقوم بضربها فما كان من الخال إلا أن قال ( لا.. اقتلوها أحسن) فخافت الفتاة فدخلت إلى الحمام فصبت على نفسها ( جاز) و قامت بحرق نفسها .. تم إسعافها إلى مستشفى أم درمان إلا أنها فارقت الحياة بعد ثلاثة أيام .. حين سألوها عندما جاءت إلى المستشفى ( عملت كدة ليه؟) قالت ( خفت يقتلوني قلت اقتل روحي أحسن!!!!). مأساة جديدة تتكرر كل يوم بسبب الفقر الذي يرزح فيه معظم أهل السودان الدولة التي تنتج ( خمسمائة ألف برميل من النفط يوميا) ففي الوقت الذي تصرف فيه الملايين على القمم الإفريقية و العربية التي لا تقدم و لا تؤخر لا يجد الأطفال تعليما أساسيا و لا تقوم الدولة بإجبار الأسر قانونيا بإدخالهم إلى المدارس الأساسية.. فالحكومة على الرغم من إصدارها لمثل هذا القانون إلا أنها لا تستطيع تطبيقه لأنها بكل بساطة تطرد التلاميذ من المدارس لأنهم لم يدفعوا رسوما دراسية!!؟ ووزارة التربية و التعليم تتشدق فتقول أنها لا تفرض رسوما دراسية بل الذي يفرضها هو مجلس الأباء في المدارس؟؟ و كيف لا يفرضها مجلس الإباء و الدولة لا تدفع مليما واحدا للكرسي أو الأستاذ فالمعلمين نادرا ما تأتي مرتباتهم في مواعيدها هذا أن جاءت كاملة من الأساس؟؟ هذه الطفلة بلغت من العمر اثني عشر عاما دون تعليم فمن المسئول؟ لماذا لم تتعلم ؟ لأنها بكل بساطة تشارك في نفقات الأسرة فهي تصنع الفخار و تبيعه و لو ذهبت إلى المدرسة قل دخل الأسرة و عجزت؟ و الأدهى أن الذي يدعم هذه المراكز للتعليم هو اليونيسيف و ليست الدولة التي تصدر و تفتتح خط الأنابيب من اعالي النيل إلى البحر الأحمر! وفي الوقت الذي يدفع الزكاة من لا تجب عليه الزكاة في السودان!! فان هذه الزكاة لا تصرف على أمثال هذه الطفلة (رابعة) التي حرمت حق الحياة و حق التعليم..و المأساة أننا لا نكاد نستمع إلى تعليق من المسئولين عن التعليم في السودان فهم لا وجود لهم إلا في تقاسم كعكات السلطة بين المؤتمر الوطني و الحركة الشعبية و الانشطاريون من حزب الأمة و المصيبة الأخرى في هذه الأسرة أن الطفل الآخر ذو الثماني سنوات هو أيضا لم يدخل المدرسة و يعمل و أخشى ما أخشاه أن يقل دخله فيهدده خاله بالقتل مرة أخرى فتتكرر المأساة!!. و المأساة لا تتوقف على دور وزارة التعليم في إلغاء المصاريف و إجبار الأسر على ارتياد أبناءها مدارس الأساس بل تمتد المشكلة إلى وزارة التنمية الاجتماعية التي لا تساعد الأسر الفقيرة في تامين دخلها فمن خلال قراءتي للتحقيق التي قامت به اشراقة الحاكم في الرأي العام لم يذكر دور واحد لهذه الوزارة في مساعدة الأسر الفقيرة في دولة يتشدق عضوية حزبها الحاكم في مجلس ولاية الخرطوم بان تكون الحاكمية لله في الدستور؟ و نسوا جوع الأسر و فقرها و نسوا مسؤوليتهم الرئيسية في دعم هذه الأسر فالإيمان لا يكتمل أن كان جارك جائعا. و أنا متأكد من خلال عملي كطبيب في السودان أن العلاج و الخدمات الصحية ليست مجهزة لاستقبال مثل هذه الحالات من الحريق في مستشفياتنا فلا توجد أجهزة للعناية المكثفة بصورة حديثة في مستشفياتنا و لا يوجد توفير للأدوية التي تساعد في انتشال المريض من الموت و أنا متأكد انه لا يوجد هناك إسعاف انتشل هذه الطفلة من منزلها فمؤكد أنها جاءت متأخرة إلى المستشفى فلا وزارة صحة تهتم بمريض بل تهتم بصراعاتها الداخلية التي يعرفها الأطباء جميعا فالصراعات في وزارة الصحة الاتحادية لا حصر لها حتى داخل الحزب الحاكم في السودان!!.
يا لها من مصيبة عظيمة حين نقف عاجزين أمام هذه المأساة و خلال كتابتي لهذا المقال وضعت نفسي و أنا أقوم بدفن هذه الطفلة فأصبت بقشعريرة... و لكني متأكد انه لن يكون هناك احد يفكر في وزارة التعليم و لا التنمية الاجتماعية.. بل هناك من سيأتي فيقرا الفاتحة في منزل الفقيدة ثم يطلب الشاي و يتكلم عن كورة الهلال.!!.
د. أمين شرف الدين إبراهيم شيفيلد..بريطانيا
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | nada ali | 04-19-06, 12:42 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | Sudany Agouz | 04-19-06, 01:46 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | Kostawi | 04-19-06, 01:54 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | أسامة خلف الله مصطفى | 04-19-06, 02:09 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | nada ali | 04-20-06, 09:25 AM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | الجندرية | 04-19-06, 02:26 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | Khalid Kodi | 04-19-06, 07:13 PM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | حيدر حسن ميرغني | 04-20-06, 00:16 AM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | AMNA MUKHTAR | 04-20-06, 09:57 AM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | Rashid Elhag | 04-20-06, 11:37 AM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | Sawsan Ahmed | 04-20-06, 11:48 AM |
Re: انتحار الطفلة (رابعة) بأم بدة .... و أزمة التعليم في السودان بقلم د. أمين شرف الدين إبراهيم | ابوحراز | 04-20-06, 12:16 PM |
|
|
|