|
إوراق قديمة متجددة البواعث...(الحصـــــان يأكل الوردة)
|
الحصـــــان يأكل الوردة _______________________
الزاكي عبد الله الزاكي
E-mail: [email protected]
مشاهدى الكرام مرحبا بكم فى حلقة جديدة من برنامج ..(لاداعى لذكر إسم البرنامج حرصا على شعور البنية الشوكولاته وزميلتها الظبيه).. المهم أنه برنامج عن ماقيل ومايقال..قالتها البنية السمحة التى سلبت الشوكولاتة لونها..وبمناسبة الشوكولاتة فقد كن جميعا لون الشوكولاته والعاج والأبنوس وماأحلاها من ألوان وعجبي إذ تحول الكل الى لون آخر يجعلك تحس بأنك أمام شاشة الفضائية المصرية أو السوريــة..وهذا موضوع آخر أتركة لوقته..منيت نفسى بمتابعة شيقة وحدثتنى نفسى بأن كوبا من الشاى سيجعل المتابعة أكثر متعة..دلفت الى المطبخ فى عجل منتويا العودة السريعة حرصا على عدم تفويت مغازلة برنامج ماقيل ومايقال ، وبينما أنا فى المطبخ سمعت صهيلا...أمعقول هذا ..صهيل؟؟ حدثتنى نفسى بأن طرطشة الغربة قد فعلت أفاعيلها فى أذنى..أصخت السمع مرة أخرى...نعم إنه صهيل..أصهيل فى برنامج ماقيل ومايقال..والبرنامج حسب علمى المحدود لاعلاقة له بالخيل من قريب أو بعيد؟؟؟ يبدو أنه فاصل إعلانى لمعلن له علاقة بالخيل..حملت كوب الشاى وعدت....و...وجدت الصهيل مستمرا ..حدقت فى الشاشة فاذا أمامى ظبية عاجية..مزيونة..حسناء..و..قل ماشئت من أوصاف الجمال فكلها فيها..إذا من أين يأتى الصهيل؟؟..لابد أن مهندس الصوت فى واد والبرنامج فى واد آخر..فركت عيونى مرة ومرات وحدقت..نعم إنها الظبية وإنه الصهيل..تذكرت أول زيارة لنا للسودان بعد4 سنوات من مولد إبنتى ست أبوها، وشأنها شان جميع عيال المغتربين(ولادة الضل) لم تر السودان إلا بعد أن بلغت الرابعة من عمرها..ففى الساعة الأولى لوصولنا كانت المسكينة كمن أتى من عالم آخر..إستهوتها المزيرة والأزيار والعناقريب والبنابر وأخذت تتجول من غرفة الى غرفة وتتنقل فى أنحاء الحوش الذى تراه لأول مرة فى حياتها..و..فجأة جاءت الى جدتها تجرى..ياحبوبه ياحبوبه..تعالى شوفى..الحصان يأكل الورده..ظنت أم الضيفان عليها رحمة الله أن حفيدتها تردد ماتعلمته فى الحضانة..فلم تلتفت إليها ..ذهبت الصغيرة وعادت الى جدتها مرة أخرى وهى تصحيح بإصرار ممسكة بيدها ...ياحبوبه...ياحبوبه..تعالى شوفى.. الحصان يأكل الورده..نهضت الجده إرضاءا لعيون حفيدتها ظانة إن ست أبوها ربما تكون قد رأت عربة كارو متوقفة فى الشارع فاتجهت بها نحو الباب..فقالت ست أبوها..لا ياحبوبه مش بره..هنا...وأشارت الى أحد أركان الحوش..زاد عجب الجده فتركت يدها للحفيدة التى إقتادتها الى أن توقفت بها فى أحد أركان الحوش حيث تربط الجدة أم الضيفان أغنامها ..وأشارت ست أبوها قائلة..شوفى ياحبوبه أهو الحصان يأكل الورده..ونظرت الجده وكانت إحد غنيماتها تأكل البرسيم..ضحكت الجده وفطس كل من فى البيت من الضحك..وكانت مناسبة تلقينا فيها أنا والمدام من الوالدة عليها رحمة الله محاضرة قيمة حكيمة عن ضرورة ربط الأبناء بالبلد وضرورة تنشئتهم نشأة سودانية خالصه..تذكرت كل هذا فالتمست العذر للتلفزيون.. فما دام حصان ست أبوها يأكل الوردة فما الغضاضة أن يصهل غزال التلفزيون..ولكن ست أبوها ماشاء الله كبرت وصارت تعرف الفرق بين الحصان والغنماية..أتمنى أن يكبر التلفزيون ويعرف أن البطيخ كله أخضــر ولونه فرائحى ولكن هنالك بطيخ أحمر وحلو على السكين وبطيخ آخر أحلى منه القرع...ولعمرى لست أدرى ماهى المعايير التى يعمل بها التلفزيون فى إختيار مذيعيه ومذيعاته..هل هى معايير الثقافات والكفاءات أم معايير الوساطات والولاءات..أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السمــاء..إبصم بالعشــره أنها قناة فضائيه بكل المعايير..و..
...........أفهمـــــــوها
نقلا عن منتدى النيــــل
|
|
|
|
|
|