|
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ (Re: محمد عبد المنعم عمر)
|
قال تعالي:
(( وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ عَمَّا جَاءكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِن لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُم فَاسْتَبِقُوا الخَيْرَاتِ إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (48 ))) - سورة المائدة
تفسير إبن كثير: ... " وَلَوْ يَشَاء اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " فَلَوْ كَانَ هَذَا خِطَابًا لِهَذِهِ الْأُمَّة لَمَا صَحَّ أَنْ يَقُول " وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة " وَهُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَلَكِنَّ هَذَا خِطَاب لِجَمِيعِ الْأُمَم لِلْإِخْبَارِ عَنْ قُدْرَته تَعَالَى الْعَظِيمَة الَّتِي لَوْ شَاءَ لَجَمَعَ النَّاس كُلّهمْ عَلَى دِين وَاحِد وَشَرِيعَة وَاحِدَة لَا يُنْسَخ شَيْء مِنْهَا وَلَكِنَّهُ تَعَالَى شَرَعَ لِكُلِّ رَسُول شَرِيعَة عَلَى حِدَة ثُمَّ نَسَخَهَا أَوْ بَعْضهَا بِرِسَالَةِ الْآخَر الَّذِي بَعْده حَتَّى نَسَخَ الْجَمِيع بِمَا بَعَثَ بِهِ عَبْده وَرَسُوله مُحَمَّدًا - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الَّذِي اِبْتَعَثَهُ إِلَى أَهْل الْأَرْض قَاطِبَة وَجَعَلَهُ خَاتِم الْأَنْبِيَاء كُلّهمْ وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " وَلَوْ شَاءَ اللَّه لَجَعَلَكُمْ أُمَّة وَاحِدَة وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِيمَا آتَاكُمْ" يَعْنِي أَنَّهُ تَعَالَى شَرَعَ الشَّرَائِع مُخْتَلِفَة لِيَخْتَبِر عِبَاده فِيمَا شَرَعَ لَهُمْ وَيُثِيبهُمْ أَوْ يُعَاقِبهُمْ عَلَى طَاعَته وَمَعْصِيَته بِمَا فَعَلُوهُ أَوْ عَزَمُوا عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ كُلّه وَقَالَ عَبْد اللَّه بْن كَثِير " فِيمَا آتَاكُمْ " يَعْنِي مِنْ الْكِتَاب ثُمَّ إِنَّهُ تَعَالَى نَدَبَهُمْ إِلَى الْمُسَارَعَة إِلَى الْخَيْرَات وَالْمُبَادَرَة إِلَيْهَا فَقَالَ " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات " وَهِيَ طَاعَة اللَّه وَاتِّبَاع شَرْعه الَّذِي جَعَلَهُ نَاسِخًا لِمَا قَبْله وَالتَّصْدِيق بِهَذَا الْقُرْآن الَّذِي هُوَ آخِر كِتَاب أَنْزَلَهُ ثُمَّ قَالَ تَعَالَى " إِلَى اللَّه مَرْجِعكُمْ" أَيْ مَعَادكُمْ أَيّهَا النَّاس وَمَصِيركُمْ إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة" فَيُنَبِّئكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " أَيْ فَيُخْبِركُمْ بِمَا اِخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ الْحَقّ فَيَجْزِي الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّب الْكَافِرِينَ الْجَاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِالْحَقِّ الْعَادِلِينَ عَنْهُ إِلَى غَيْره بِلَا دَلِيل وَلَا بُرْهَان بَلْ هُمْ مُعَانِدُونَ لِلْبَرَاهِينِ الْقَاطِعَة وَالْحُجَج الْبَالِغَة وَالْأَدِلَّة الدَّامِغَة وَقَالَ الضَّحَّاك : " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات" يَعْنِي أُمَّة مُحَمَّد - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَالْأَوَّل أَظْهَرُ .
((سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم حَتَّى ذَاقُواْ بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِندَكُم مِّنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِن تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنتُمْ إَلاَّ تَخْرُصُونَ (148 ) قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149))) - سورة الأنعام
تفسير الطبري: الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسنَا } يَقُول جَلَّ ثَنَاؤُهُ : { سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا } وَهُمْ الْعَادِلُونَ بِاَللَّهِ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام مِنْ مُشْرِكِي قُرَيْش : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا } يَقُول : قَالُوا اِحْتِجَازًا مِنْ الْإِذْعَان لِلْحَقِّ بِالْبَاطِلِ مِنْ الْحُجَّة لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقّ , وَعَلِمُوا بَاطِل مَا كَانُوا عَلَيْهِ مُقِيمِينَ مِنْ شِرْكِهِمْ , وَتَحْرِيمهمْ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , عَلَى مَا قَدْ بَيَّنَ تَعَالَى ذِكْره فِي الْآيَات الْمَاضِيَة قَبْل ذَلِكَ : { وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنْ الْحَرْث وَالْأَنْعَام نَصِيبًا } وَمَا بَعْد ذَلِكَ : لَوْ أَرَادَ اللَّه مِنَّا الْإِيمَان بِهِ وَإِفْرَاده بِالْعِبَادَةِ دُون الْأَوْثَان وَالْآلِهَة وَتَحْلِيل مَا حَرَّمَ مِنْ الْبَحَائِر وَالسَّوَائِب وَغَيْر ذَلِكَ مِنْ أَمْوَالنَا , مَا جَعَلْنَا لِلَّهِ شَرِيكًا , وَلَا جَعَلَ ذَلِكَ لَهُ آبَاؤُنَا مِنْ قَبْلنَا , وَلَا حَرَّمْنَا مَا نُحَرِّمهُ مِنْ هَذِهِ الْأَشْيَاء الَّتِي نَحْنُ عَلَى تَحْرِيمهَا مُقِيمُونَ ; لِأَنَّهُ قَادِر عَلَى أَنْ يَحُول بَيْننَا وَبَيْن ذَلِكَ , حَتَّى لَا يَكُون لَنَا إِلَى فِعْل شَيْء مِنْ ذَلِكَ سَبِيل , إِمَّا بِأَنْ يَضْطَرّنَا إِلَى الْإِيمَان وَتَرْك الشِّرْك بِهِ وَإِلَى الْقَوْل بِتَحْلِيلِ مَا حَرَّمْنَا ; وَإِمَّا بِأَنْ يَلْطُف بِنَا بِتَوْفِيقِهِ فَنَصِير إِلَى الْإِقْرَار بِوَحْدَانِيِّتِهِ وَتَرْك عِبَادَة مَا دُونه مِنْ الْأَنْدَاد وَالْأَصْنَام , وَإِلَى تَحْلِيل مَا حَرَّمْنَا . وَلَكِنَّهُ رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ عِبَادَة الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام , وَاِتِّخَاذ الشَّرِيك لَهُ فِي الْعِبَادَة وَالْأَنْدَاد , وَأَرَادَ مَا نُحَرِّم مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , فَلَمْ يَحُلْ بَيْنَنَا وَبَيْن مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ . قَالَ اللَّه مُكَذِّبًا لَهُمْ فِي قِيلِهِمْ : إِنَّ اللَّه رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك وَتَحْرِيم مَا نُحَرِّم , وَرَادًّا عَلَيْهِمْ بَاطِل مَا اِحْتَجُّوا بِهِ مِنْ حُجَّتهمْ فِي ذَلِكَ : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } يَقُول : كَمَا كَذَّبَ هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ يَا مُحَمَّد مَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ الْحَقّ وَالْبَيَان , كَذَّبَ مَنْ قَبْلهمْ مِنْ فَسَقَة الْأُمَم الَّذِينَ طَغَوْا عَلَى رَبّهمْ مَا جَاءَتْهُمْ بِهِ أَنْبِيَاؤُهُمْ مِنْ آيَات اللَّه وَوَاضِح حُجَجه , وَرَدُّوا عَلَيْهِمْ نَصَائِحهمْ . { حَتَّى ذَاقُوا بَأْسنَا } يَقُول : حَتَّى أَسْخَطُونَا فَغَضِبْنَا عَلَيْهِمْ , فَأَحْلَلْنَا بِهِمْ بَأْسنَا فَذَاقُوهُ , فَعَطِبُوا بِذَوْقِهِمْ إِيَّاهُ , فَخَابُوا وَخَسِرُوا الدُّنْيَا وَالْآخِرَة , يَقُول : وَهَؤُلَاءِ الْآخَرُونَ , مَسْلُوك بِهِمْ سَبِيلهمْ , إِنْ هُمْ لَمْ يُنِيبُوا فَيُؤْمِنُوا وَيُصَدِّقُوا بِمَا جِئْتهمْ بِهِ مِنْ عِنْد رَبّهمْ . وَبِنَحْوِ الَّذِي قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل . ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ : 10992 - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا عَبْد اللَّه بْن صَالِح , قَالَ : ثَنِي مُعَاوِيَة بْن صَالِح , عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة , عَنْ اِبْن عَبَّاس , قَوْله : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا } وَقَالَ : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } , ثُمَّ قَالَ : { وَلَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكُوا } فَإِنَّهُمْ قَالُوا : عِبَادَتنَا الْآلِهَة تُقَرِّبنَا إِلَى اللَّه زُلْفَى , فَأَخْبَرَهُمْ اللَّه أَنَّهَا لَا تُقَرِّبهُمْ , وَقَوْله : { وَلَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكُوا } يَقُول اللَّه سُبْحَانه : لَوْ شِئْت لَجَمَعْتهمْ عَلَى الْهُدَى أَجْمَعِينَ . 10993 - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثَنَا أَبُو عَاصِم , عَنْ عِيسَى , عَنْ اِبْن أَبِي نَحِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } قَالَ : قَوْل قُرَيْش , يَعْنِي : أَنَّ اللَّه حَرَّمَ هَذِهِ الْبَحِيرَة وَالسَّائِبَة . - حَدَّثَنِي الْمُثَنَّى , قَالَ : ثَنَا أَبُو حُذَيْفَة , قَالَ : ثَنَا شِبْل , عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد : { وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } قَوْل قُرَيْش بِغَيْرِ يَقِين : أَنَّ اللَّه حَرَّمَ هَذِهِ الْبَحِيرَة وَالسَّائِبَة . فَإِنْ قَالَ قَائِل : وَمَا بُرْهَانُك عَلَى أَنَّ اللَّه تَعَالَى إِنَّمَا كَذَّبَ مِنْ قِيل هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكِينَ قَوْلهمْ : رَضِيَ اللَّه مِنَّا عِبَادَة الْأَوْثَان , وَأَرَادَ مِنَّا تَحْرِيم مَا حَرَّمْنَا مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , دُون أَنْ يَكُون تَكْذِيبه إِيَّاهُمْ كَانَ عَلَى قَوْلهمْ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } وَعَلَى وَصْفِهِمْ إِيَّاهُ بِأَنَّهُ قَدْ شَاءَ شِرْكهمْ وَشِرْك آبَائِهِمْ , وَتَحْرِيمهمْ مَا كَانُوا يُحَرِّمُونَ ؟ قِيلَ لَهُ : الدَّلَالَة عَلَى ذَلِكَ . قَوْله : { كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ } فَأَخْبَرَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَنْهُمْ أَنَّهُمْ سَلَكُوا فِي تَكْذِيبهمْ نَبِيّهمْ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا آتَاهُمْ بِهِ مِنْ عِنْد اللَّه مِنْ النَّهْي عَنْ عِبَادَة شَيْء غَيْر اللَّه تَعَالَى , وَتَحْرِيم غَيْر مَا حَرَّمَ اللَّه فِي كِتَابه وَعَلَى لِسَان رَسُوله مَسْلَك أَسْلَافهمْ مِنْ الْأُمَم الْخَالِيَة الْمُكَذِّبَة اللَّه وَرَسُوله . وَالتَّكْذِيب مِنْهُمْ إِنَّمَا كَانَ لِمُكَذَّبٍ , وَلَوْ كَانَ ذَلِكَ خَبَرًا مِنْ اللَّه عَنْ كَذِبهمْ فِي قِيلهمْ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا } لَقَالَ : " كَذَلِكَ كَذَبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلهمْ " بِتَخْفِيفِ الذَّال , وَكَانَ يَنْسُبهُمْ فِي قِيلهمْ ذَلِكَ إِلَى الْكَذِب عَلَى اللَّه لَا إِلَى التَّكْذِيب . مَعَ عِلَل كَثِيرَة يَطُول بِذِكْرِهَا الْكِتَاب , وَفِيمَا ذَكَرْنَا كِفَايَة لِمَنْ وُفِّقَ لِفَهْمِهِ . قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى : { قُلْ هَلْ عِنْدكُمْ مِنْ عِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ } . يَقُول تَعَالَى ذِكْره لِنَبِيِّهِ مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ يَا مُحَمَّد لِهَؤُلَاءِ الْعَادِلِينَ بِرَبِّهِمْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام الْمُحَرِّمِينَ مَا هُمْ لَهُ مُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام , الْقَائِلِينَ : { لَوْ شَاءَ اللَّه مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْء } وَلَكِنْ رَضِيَ مِنَّا مَا نَحْنُ عَلَيْهِ مِنْ الشِّرْك وَتَحْرِيم مَا نُحَرِّم : هَلْ عِنْدكُمْ بِدَعْوَاكُمْ مَا تَدَّعُونَ عَلَى اللَّه مِنْ رِضَاهُ بِإِشْرَاكِكُمْ فِي عِبَادَته مَا تُشْرِكُونَ وَتَحْرِيمكُمْ مِنْ أَمْوَالكُمْ مَا تُحَرِّمُونَ عِلْم يَقِين مِنْ خَبَر مَنْ يَقْطَعُ خَبَره الْعُذْر , أَوْ حُجَّة تُوجِب لَنَا الْيَقِين مِنْ الْعِلْم فَتُخْرِجُوهُ لَنَا ؟ يَقُول : فَتُظْهِرُوا ذَلِكَ لَنَا وَتُبَيِّنُوهُ , كَمَا بَيَّنَّا لَكُمْ مَوَاضِع خَطَأ قَوْلكُمْ وَفِعْلكُمْ , وَتَنَاقُض ذَلِكَ وَاسْتِحَالَته فِي الْمَعْقُول وَالْمَسْمُوع . { إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنّ } يَقُول لَهُ : قُلْ لَهُمْ : إِنْ تَقُولُونَ مَا تَقُولُونَ أَيّهَا الْمُشْرِكُونَ وَتَعْبُدُونَ مِنْ الْأَوْثَان وَالْأَصْنَام مَا تَعْبُدُونَ وَتُحَرِّمُونَ مِنْ الْحُرُوث وَالْأَنْعَام مَا تُحَرِّمُونَ إِلَّا ظَنًّا وَحُسْبَانًا أَنَّهُ حَقّ , وَأَنَّكُمْ عَلَى حَقّ وَهُوَ بَاطِل , وَأَنْتُمْ عَلَى بَاطِل . { وَإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَخْرُصُونَ } يَقُول : وَإِنْ أَنْتُمْ , وَمَا أَنْتُمْ فِي ذَلِكَ كُلّه إِلَّا تَخْرُصُونَ , يَقُول : إِلَّا تَتَقَوَّلُونَ الْبَاطِل عَلَى اللَّه ظَنًّا بِغَيْرِ يَقِين عِلْم وَلَا بُرْهَان وَاضِح .
(( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118 ) إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (119))) - سورة هود
تفسير إبن كثير: يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ قَادِر عَلَى جَعْل النَّاس كُلّهمْ أُمَّة وَاحِدَة مِنْ إِيمَان أَوْ كُفْر كَمَا قَالَ تَعَالَى" وَلَوْ شَاءَ رَبّك لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْض كُلُّهُمْ جَمِيعًا" وَقَوْله " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك" أَيْ وَلَا يَزَال الْخُلْف بَيْن النَّاس فِي أَدْيَانهمْ وَاعْتِقَادَات مِلَلِهِمْ وَنِحَلهمْ وَمَذَاهِبهمْ وَآرَائِهِمْ وَقَالَ عِكْرِمَة : مُخْتَلِفِينَ فِي الْهُدَى . وَقَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ : مُخْتَلِفِينَ فِي الرِّزْق يُسَخِّر بَعْضهمْ بَعْضًا . وَالْمَشْهُور الصَّحِيح الْأَوَّل . وَقَوْله " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " أَيْ إِلَّا الْمَرْحُومِينَ مِنْ أَتْبَاع الرُّسُل الَّذِينَ تَمَسَّكُوا بِمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الَّذِينَ أَخْبَرَتْهُمْ بِهِ رُسُل اللَّه إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُمْ حَتَّى كَانَ النَّبِيّ وَخَاتَم الرُّسُل وَالْأَنْبِيَاء فَاتَّبَعُوهُ وَصَدَّقُوهُ وَوَازَرُوهُ فَفَازُوا بِسَعَادَةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لِأَنَّهُمْ الْفِرْقَة النَّاجِيَة كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيث الْمَرْوِيّ فِي الْمَسَانِيد وَالسُّنَن مِنْ طُرُق يَشُدُّ بَعْضُهَا بَعْضًا " إِنَّ الْيَهُودَ اِفْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَة وَأَنَّ النَّصَارَى اِفْتَرَقَتْ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَة وَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الْأُمَّة عَلَى ثَلَاث وَسَبْعِينَ فِرْقَة كُلّهَا فِي النَّار إِلَّا فِرْقَة وَاحِدَة " قَالُوا : وَمَنْ هُمْ يَا رَسُول اللَّهِ ؟ قَالَ " مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي " رَوَاهُ الْحَاكِم فِي مُسْتَدْرَكه بِهَذِهِ الزِّيَادَة وَقَالَ عَطَاء " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ " يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوس" إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " يَعْنِي الْحَنِيفِيَّة وَقَالَ قَتَادَة : أَهْل رَحْمَة اللَّه أَهْل الْجَمَاعَة وَإِنْ تَفَرَّقَتْ دِيَارهمْ وَأَبْدَانهمْ وَأَهْل مَعْصِيَته أَهْل فُرْقَة وَإِنْ اِجْتَمَعَتْ دِيَارهمْ وَأَبْدَانهمْ وَقَوْله " وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي رِوَايَة عَنْهُ وَلِلِاخْتِلَافِ خَلَقَهُمْ وَقَالَ مَكِّيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس : خَلَقَهُمْ فَرِيقَيْنِ كَقَوْلِهِ " فَمِنْهُمْ شَقِيّ وَسَعِيد وَقِيلَ لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ قَالَ اِبْن وَهْب : أَخْبَرَنِي مُسْلِم بْن خَالِد عَنْ اِبْن أَبِي نَجِيح عَنْ طَاوُس أَنَّ رَجُلَيْنِ اِخْتَصَمَا إِلَيْهِ فَأَكْثَرَا فَقَالَ طَاوُس اِخْتَلَفْتُمَا وَأَكْثَرْتُمَا فَقَالَ أَحَد الرَّجُلَيْنِ لِذَلِكَ خَلَقَنَا فَقَالَ طَاوُس كَذَبْت فَقَالَ أَلَيْسَ اللَّه يَقُول " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ لَمْ يَخْلُقهُمْ لِيَخْتَلِفُوا وَلَكِنْ خَلَقَهُمْ لِلْجَمَاعَةِ وَالرَّحْمَة كَمَا قَالَ الْحَكَم بْن أَبَان عَنْ عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ وَلَمْ يَخْلُقْهُمْ لِلْعَذَابِ , وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَقَتَادَة وَيَرْجِع مَعْنَى هَذَا الْقَوْل إِلَى قَوْله تَعَالَى " وَمَا خَلَقْت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا لِيَعْبُدُونِ " وَقِيلَ بَلْ الْمُرَاد وَلِلرَّحْمَةِ وَالِاخْتِلَاف خَلَقَهُمْ كَمَا قَالَ الْحَسَن الْبَصْرِيّ فِي رِوَايَة عَنْهُ فِي قَوْله " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ النَّاس مُخْتَلِفُونَ عَلَى أَدْيَان شَتَّى " إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّك " فَمَنْ رَحِمَ رَبّك غَيْر مُخْتَلِف فَقِيلَ لَهُ لِذَلِكَ خَلَقَهُمْ قَالَ خَلَقَ هَؤُلَاءِ لِجَنَّتِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِنَارِهِ وَخَلَقَ هَؤُلَاءِ لِعَذَابِهِ , وَكَذَا قَالَ عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح وَالْأَعْمَش وَقَالَ اِبْن وَهْب سَأَلْت مَالِكًا عَنْ قَوْله تَعَالَى " وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبّك وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ فَرِيق فِي الْجَنَّة وَفَرِيق فِي السَّعِير , وَقَدْ اِخْتَارَ هَذَا الْقَوْل اِبْن جَرِير وَأَبُو عُبَيْد الْفَرَّاء وَعَنْ مَالِك فِيمَا رُوِّينَا عَنْهُ مِنْ التَّفْسِير " وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ " قَالَ لِلرّحْمَةِ وَقَالَ قَوْم لِلِاخْتِلَافِ وَقَوْله " وَتَمَّتْ كَلِمَة رَبّك لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّم مِنْ الْجِنَّة وَالنَّاس أَجْمَعِينَ " يُخْبِر تَعَالَى أَنَّهُ قَدْ سَبَقَ فِي قَضَائِهِ وَقَدَره لِعِلْمِهِ التَّامّ وَحِكْمَته النَّافِذَة أَنَّ مِمَّنْ خَلَقَهُ مَنْ يَسْتَحِقّ الْجَنَّة وَمِنْهُمْ مِنْ يَسْتَحِقّ النَّار وَأَنَّهُ لَا بُدّ أَنْ يَمْلَأ جَهَنَّم مِنْ هَذَيْنَ الثَّقَلَيْنِ الْجِنّ وَالْإِنْس وَلَهُ الْحُجَّة الْبَالِغَة وَالْحِكْمَة التَّامَّة. وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلِّي اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " اِخْتَصَمَتْ الْجَنَّة وَالنَّار فَقَالَتْ الْجَنَّة مَا لِي لَا يَدْخُلنِي إِلَّا ضُعَفَاء النَّاس وَسَقَطهمْ وَقَالَتْ النَّار أُوثِرْت بِالْمُتَكَبِّرِينَ وَالْمُتَجَبِّرِينَ فَقَالَ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ لِلْجَنَّةِ : أَنْتِ رَحْمَتِي أَرْحَم بِك مَنْ أَشَاء وَقَالَ لِلنَّارِ أَنْتِ عَذَابِي أَنْتَقِم بِك مِمَّنْ أَشَاء وَلِكُلِّ وَاحِدَة مِنْكُمَا مِلْؤُهَا فَأَمَّا الْجَنَّة فَلَا يَزَال فِيهَا فَضْل حَتَّى يُنْشِئ اللَّه لَهَا خَلْقًا يَسْكُن فَضْل الْجَنَّة وَأَمَّا النَّار فَلَا تَزَال تَقُول هَلْ مِنْ مَزِيد حَتَّى يَضَع عَلَيْهَا رَبّ الْعِزَّة قَدَمَهُ فَتَقُول قَطْ قَطْ وَعِزَّتك ".
((وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ نَّحْنُ وَلا آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِن دُونِهِ مِن شَيْءٍ كَذَلِكَ فَعَلَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ (35))) - سورة النحل
تفسير إبن كثير: يُخْبِر تَعَالَى عَنْ اِغْتِرَار الْمُشْرِكِينَ بِمَا هُمْ فِيهِ مِنْ الْإِشْرَاك وَاعْتِذَارهمْ مُحْتَجِّينَ بِالْقَدَرِ بِقَوْلِهِمْ " لَوْ شَاءَ اللَّه مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونه مِنْ شَيْء نَحْنُ وَلَا آبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ دُونه مِنْ شَيْء " أَيْ مِنْ الْبَحَائِر وَالسَّوَائِب وَالْوَصَائِل وَغَيْر ذَلِكَ مِمَّا كَانُوا اِبْتَدَعُوهُ وَاخْتَرَعُوهُ مِنْ تِلْقَاء أَنْفُسهمْ مَا لَمْ يُنَزِّل بِهِ سُلْطَانًا وَمَضْمُون كَلَامهمْ أَنَّا لَوْ كَانَ تَعَالَى كَارِهًا لِمَا فَعَلْنَا لَأَنْكَرَهُ عَلَيْنَا بِالْعُقُوبَةِ وَلَمَا مَكَّنَنَا مِنْهُ قَالَ اللَّه تَعَالَى رَادًّا عَلَيْهِمْ شُبْهَتهمْ " فَهَلْ عَلَى الرُّسُل إِلَّا الْبَلَاغ الْمُبِين " أَيْ لَيْسَ الْأَمْر كَمَا تَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَمْ يُنْكِرهُ عَلَيْكُمْ بَلْ قَدْ أَنْكَرَهُ عَلَيْكُمْ أَشَدّ الْإِنْكَار وَنَهَاكُمْ عَنْهُ آكَد النَّهْي .
((وَجَعَلُوا الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهَادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ (19) وَقَالُوا لَوْ شَاء الرَّحْمَنُ مَا عَبَدْنَاهُم مَّا لَهُم بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (20))) - سورة الزخرف
تفسير إبن كثير: أَيْ لَوْ أَرَادَ اللَّه لَحَالَ بَيْننَا وَبَيْن عِبَادَة الْأَصْنَام الَّتِي هِيَ عَلَى صُورَة الْمَلَائِكَة الَّتِي هِيَ بَنَات اللَّه فَإِنَّهُ عَالِم بِذَلِكَ وَهُوَ يُقَرِّرنَا عَلَيْهِ فَجَمَعُوا بَيْن أَنْوَاع كَثِيرَة مِنْ الْخَطَأ " أَحَدهَا " جَعْلهمْ لِلَّهِ تَعَالَى وَلَدًا تَعَالَى وَتَقَدَّسَ وَتَنَزَّهَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوًّا كَبِيرًا " الثَّانِي " دَعْوَاهُمْ أَنَّهُ اِصْطَفَى الْبَنَات عَلَى الْبَنِينَ فَجَعَلُوا الْمَلَائِكَة الَّذِينَ هُمْ عِبَاد الرَّحْمَن إِنَاثًا " الثَّالِث " عِبَادَتهمْ لَهُمْ مَعَ ذَلِكَ كُلّه بِلَا دَلِيل وَلَا بُرْهَان وَلَا إِذْن مِنْ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ بَلْ بِمُجَرَّدِ الْآرَاء وَالْأَهْوَاء وَالتَّقْلِيد لِلْأَسْلَافِ وَالْكُبَرَاء وَالْآبَاء وَالْخَبْط فِي الْجَاهِلِيَّة الْجُهَلَاء " الرَّابِع " اِحْتِجَاجهمْ بِتَقْدِيرِهِمْ عَلَى ذَلِكَ قَدْرًا وَقَدْ جَهِلُوا فِي هَذَا الِاحْتِجَاج جَهْلًا كَبِيرًا فَإِنَّهُ تَعَالَى قَدْ أَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ أَشَدّ الْإِنْكَار فَإِنَّهُ مُنْذُ بَعَثَ الرُّسُل وَأَنْزَلَ الْكُتُب يَأْمُر بِعِبَادَتِهِ وَحْده لَا شَرِيك لَهُ وَيَنْهَى عَنْ عِبَادَة مَا سِوَاهُ قَالَ تَعَالَى" وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلّ أُمَّة رَسُولًا أَنْ اُعْبُدُوا اللَّه وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوت فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّه وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَة فَسِيرُوا فِي الْأَرْض فَانْظُرُوا كَيْف كَانَ عَاقِبَة الْمُكَذِّبِينَ " وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ " وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلك مِنْ رُسُلنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُون الرَّحْمَن آلِهَة يُعْبَدُونَ " وَقَالَ جَلَّ وَعَلَا فِي هَذِهِ الْآيَة بَعْد أَنْ ذَكَرَ حُجَّتهمْ هَذِهِ " مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم " أَيْ بِصِحَّةِ مَا قَالُوهُ وَاحْتَجُّوا بِهِ " إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" أَيْ يَكْذِبُونَ وَيَتَقَوَّلُونَ وَقَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى" مَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْم إِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ " يَعْنِي مَا يَعْلَمُونَ قُدْرَة اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَى ذَلِكَ.
ملاحظة هامة:
ليس القصد من إيراد هذه الآيات تكفير الإخوة الذين طرحوا الأسئلة علي الإطلاق. إنما الهدف التدليل علي أنها ليست المرة الأولي التي تطرح فيها مثل هذه الأسئلة ومحاولات الفقهاء والمفسرين لشرح معاني الآيات التي ذكر فيها الله سبحانه وتعالي الرد عليها.
الموقع التالي مفيد جداً لكل من يرغب في الإستزادة أو معرفة تفسير ما أشكل علي فهمه من القرآن الكريم:
القرآن الكريم
هدانا الله وإياكم جميعاً
<سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك>
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-04-06, 08:12 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | عبدالعظيم عبدالله | 04-04-06, 09:08 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-04-06, 09:23 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-08-06, 02:47 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | banadieha | 04-09-06, 00:28 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | omar ali | 04-09-06, 00:11 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-09-06, 05:26 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-10-06, 12:35 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | Khalid Osman Jaafar | 04-10-06, 04:37 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-11-06, 07:14 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | moniem rahim | 04-11-06, 12:09 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | مهيرة | 04-11-06, 04:08 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | مهيرة | 04-11-06, 02:21 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-12-06, 05:50 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | مهيرة | 04-12-06, 03:35 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | Hafiz Bashir | 04-12-06, 08:40 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | Hafiz Bashir | 04-12-06, 09:19 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-14-06, 07:09 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-15-06, 11:54 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-18-06, 02:53 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | Outcast | 04-18-06, 04:02 PM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-20-06, 07:37 AM |
Re: هل الله لم يهدي الكافرين لأنهم كافرين أم هم كافرون لأن الله لم يهديهم؟؟؟ | محمد عبد المنعم عمر | 04-21-06, 08:30 AM |
|
|
|