أراك تنتصب حروفا من دناءة ، وقطيعا من دنانير ، في عينيك أعياد ذليلة ، ترتخي يداي وأعصب الكلمة براية الحق ، خيبرية النزال ، غفارية الغضبة والفكر، متوحشا كأبنائك البذل ، في يديك زهور سوداء وعلى كتفيك ينام غراب أسود بإحدى عينيه يتقي المنايا
والأخرى تتسع لتبتلع المحيط ، من أين جئت هذه القرية ، وأنت العير السارقة ، قد فقدنا صواعا فبربك لاتجعلنا نفقد المملكة ، أي هدهد نبأك بمكمنها ، فأرسلت جنودك ــ وما يعلم جنودك إلا أنت ــ ، يستوثقون الخبر وأقسمت لتحرقن الهدهد إن كذب ، فصدقت نبوّة الشر
وأمنت بك القرية ، قسرا قرأت قربانك ، وعلى مذبح التبرك أخذت تنقح قصائدك وتمدح نفسك ( لا غالب إلا أنت ) تباركت من أشر ، وتعاليت من مراء ، وأسرع رجل من أقصى المدينة يطلق صيحته في النفر المهطعين ، صارخاَ ألا يفتننكم بسحره ، فانزعوا عنه العمامة تعرفوه ، أم أنه وقر في قلوبكم حب الدنيا تتحججون بحر الصيف وبرد الشتاء ، ران على قلوبكم فهي غلف ، أما ترونه قبيح المنظر ، شعثا أغبر ، مشفره لازب ، قد مرت يد النخاس على رأسه ، يا أهل القرية ألا أنبئكم بشراركم ، ألا أنبئكم بشراركم : رجل صدق هذا ، ورجل أخذ منه عطاء فحمل اليوم ظلما ، ومن أكل برا قديدا ، لحم أفئدة غرثى تضرع للسماء فلا تجد إلا الموت الموت ، نشيدا وأمنية ، ألا ياقوم قد أنذرتكم فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أسلم هذا ولكن استسلم ، وأسر الكفر ، فلما وجد أعوانا رجع إليه ، فلا تعينوه بكفره ، ولقد تعب الكلام من الكلام . طار صوابه ، أخذته رجفة حادة ، تناثرت أشلاؤه وهو الأوحد الذي ليس يقهر ، صاح صيحته الجهنمية فاجتمعت لديه أفراس اندست بين قدميه ، وثار غبار اهوج ، قذى بالعين وعوار بالقلب ، استنفر ما لديه منهم قرأ تعويذة الرجيم ، فأجتمع كل مارد يأخذ غصباً يسرق أفئدة الأيامى وينتف الفرح من الشفاه والحمرة من خدود الصبايا ، تدافعوا بالمناكب لدى كبيرهم الذي علمهم السحر ،، شحذوا أسنة تلمع وبروقاً تسطع لتقلع وتفجع عبأها لهم نشق الهواء كله ترك الكون بلا هواء الصفرة تملأ المدى وصوت زئيره يثب كالعاصفة ، أهذا زمان القيامة ، هكذا صاح أتباعه الملجمون كانوا منتشرين في الأقاصي والبحار في الصحاري والقفار منهم من سد عليه بالرصاص ومنهم من أتبعه شاهب راصد تمالؤوا اليوم في ساحة لا تنتهي في موكب لا ينتهي ، هذي رؤاهم والأرض أصغر من رؤاهم قال قائلهم :- بزخم وحسي .. وأنت تقتحم لجج العيش بشهوة بحارة سود يضربون عبر الأمواج راحلين إلى كنوز مخبأة في الجزر النائية لرجهم كما ترج العاصفة جسم طائر صغير في عراء تأكل النار الأشجار . قال قائلهم :- يأزف الوقت .. وتترع على شرفك الأنخاب وتتكدس إلى جانبك السبايا .. مورقات مورقات لنبدأ بالإنشاد .. ولترفع لثامك .. تسمع رنين صوتك القديم .. صفاؤه اللؤلؤي وأسبل على مقلتيك الهدى .. قال كبيرهم الذي علمهم السحر :- ما أبتغى جل أن يسمى .. يرن فى أبهة العلى .. يعزف لهيبتي أبواق الساحل والعمران رب الإيوان .. من أبهة المسافات وحتى تاريخ التداول والعولمة .. تتمطى الكلمات في جوفي .. فأمزقها سطراً سطراً .. أهب ما لقيصر لقيصر .. وما للصفحة الأولى للصفحة الأولى أرتب أوراقي فتخرج ريح مرة عاتية تقلب كل حجارة أرصف بها طريقي .. تهزمني .. فأطرق أفكر .. ترى أ أستطيع بمفردي أن أشق البحر أن أمخر أحشاءه أتستطيع سمكة صغيرة .. ناتئة التضاريس أن تلعن البحر بجبروته وعنفه وجلاوزته .. تختفي كل الأساور من يديها .. تبقى عاطلاً بلا حلى .. وفي ذروة النسغ اللاهثة ترتع جواربها الملتهبة أسفاً وبرودة أعصاب هي كامل الكل . وناقص الفجيعة . نصل من حمأٍ مسقوف زخارف ارتماء دموي تمتح لزوجته من بنفسجة القلب وكمن يهب عويله للصحاري وعواء روحه لعاهرة كان ذلك المواء .. خافتاً خافتاً حتى خبى .. أمهلت القرية حتى الصباح تجمع الجميع في فناء سمعوا وأبصروا .. في زمن لا أرى ولا أسمع .. ( أبى أن يكحل النوم جفونهم فقضوا ليلهم سهادًا أنات الألم والتكهن تتصاعد من قلوبهم .. ومن حشاياهم ، ينتظرون راكعين ودعوا ألا يتنفس الصبح ) من أين لهم بفارس ذي خصال يسألهم ( ماتظنون أنى فاعل بكم ) فيقولون أخ كريم وابن أخ كريم فيتسع وجهه بالنور وتفيض يداه بالحب والرحمة ،، قائلاً ( اذهبوا فأنتم الطلقاء )خالد درويش
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة