|
مدينة البديع
|
مدينة البديع
إحدى مدائن الله الحسنى , ذروات جمال تجمدت مدينة ثم سالت أوديتها
سكينة. زرتها والطريق إليها سفر الذات فى الدواخل, حتى إذا ما صرت
على مشارفها استشرفت مقاما ذو أحوال تستعصى على لغة الكلام.
النساء فيها يرتدين الحياء, ما زلن يتزملن به حتى صار دثارا يخفى
الجسد لتجلو معالم الروح فى عينين مدخلا للحكمة ومخرجا للقتنة
حين اختفت ضرورة الأسماء وآلت للعيون (ذات الهالة,الوضاءة,
ناعسة الأجفان,المها..........)
أما أبيض الرجال بجلابيبهم وعمائمهم فقد كانت إشارته نقاء السيرة
وطهر السريرة, حوار بين الجوهر والمظهر بلغ حد استواء الفكرة
بالفعل فصار كل شىء بالنية.
كنت أقف متكئا على جذع شجرة عندما مرت إحداهن, أحسست برعشة
فقلت فى سرى:
يجب أن تكون هى.
قالت بصوت هامس سمعته:
ويحك ! من أنت حتى يجب أن يكون ما تتمناه؟
قلت : ويحى ويحى ! أساحرة تقرإين ما بدواخلى
قالت: غض بصرك , والله ما نظرت إليك, لكنى امتطيت حزمة الضوء
الواصلة إلى عينيك.
قلت : قسما أنت!!
خبرينى أين وكيف اللقاء
قالت متمتمة أرجو أن تكون الغريب , ثم أردفت:
غدا تظاهرة النساء وعيد الخطاب على سفح الجبل حيث تجد كل عذراء فتاها
وكل فتى عذراءه والجسر بينهما الحوار على مرأى ومسمع من الملأ.
كان يوم الزينة وقد حشر الناس ضحى.
إنتظرت طويلا حتى إذا ما أصابتنى ذات الرعشة الأولى عرفت أنها هى.
إعتلت المنبر متوشحة ثوبا جمع كل ألوان الطيف
أشارت إليه ثم قالت:
بسم الله معشر الرجال, هذا خطابى لخطًَابى
دعوة لتجاوز الرؤية بالأسود والأبيض إلى مرج التفاصيل الدقيقة بكل
الألوان إلى الشفافية بحرا بلا شطئان.
قمت لتوَى معلنا بدء الحوار
بيد أنها استوقفتنى قائلة:
مهلك لم أكمل بعد:
ثم إن مهرى عزم نبى وصدق رسول, لا أريد مالا ولا جاها
أحسست بالحرج الشديد عندما لم أجد ردا على قولها .
كانت بجانبى عصا صغيرة , إمتطيتها كمن يعتلى صهوة جواد وقلت
بسم الله مجراها ومرساها .
لدهشتى أن هوت بى العصا من الأرض وطارت صوب قمة الجبل
وهل كان الجمع أقل دهشة منى؟؟؟
سمعتهم يوبخون الفتاة وقد صاروا فريقين.
قال بعضهم :إن الفتى يفعل مايقول , هذا عين العزم
وأكد الفريق الآخر: إذن فهو يقول ما يفعل وذاك كل الصدق.
ثم التفتوا ناحية الفتاة قائلين: هيا ادرئى عنا الحرج وكفرى عن ذنبك.
قبل أن يكملوا زجرهم كانت الفتاة قد أدركتنى وتجاوزتنى لبلوغ القمة
عندما مرت بالقرب منى سمعتها تردد(والسابقون السابقون)
سبقتنى لقمة الجبل والكل ينظر ما نحن فاعلون.
عندما أدركتها ووقفت قبالتها صفعتها فى خدهابلطف صارخا فى وجهها:
أنا لا احبك أنت لا تحسنين الظن.
وضعت كفها على خدها ورفعت يدها الأخرى لتصفعنى صفعة الطف هاتفة فى:
ولكنى أحبك أحبك بحسن ظنك وسوئه
(عدل بواسطة عاصم الطيب قرشى on 03-04-2006, 11:20 PM)
|
|
|
|
|
|