صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-27-2024, 04:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف النصف الأول للعام 2006م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-05-2006, 11:47 PM

محمد الواثق
<aمحمد الواثق
تاريخ التسجيل: 05-27-2003
مجموع المشاركات: 1010

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟ (Re: Abubaker Kameir)

    الحكم والسيادة والغلبة والاستيلاء نوعان : الأول الغلبة المعنوية والخلقية ، وهي أن تتقدم أمة من حيث قواها الفكرية والعلمية تقدماً يجعل سائر الأمم تؤمن بأفكارها فتتغلب نظرتها على الأذهان وتستولي منازعها ومعتقداتها على المشاعر وتنطبع بطابعها العقليات . فتكون الحضارة حضارتها والعلوم علومها والتحقيق ما تقوم به هي ، والحق ما هو عندها حق والباطل ما تحكم هي عليه باطل . والثاني الغلبة المادية والسياسية وهي أن تصبح أمة من شدة الصولة والجولة والبأس باعتبار القوى المادية بحيث لا تستطيع الأمم الأخرى أن تحتفظ باستقلالها السياسي إزاءها . تستبد بجميع وسائل الثروة عند تلك الأمم الأخرى وتسيطر على تدبير شؤونها كاملة أو إلى حد ما . ومن هنا كانت الهزيمة أيضاً نوعان ، تنقاد الدول المهزومة وراء الغالب المعنوي في الأولى و تستسلم وتسلم للغالب المادي أو السياسي في الثانية .
    العالم اليوم تهيمن عليه الحضارة الغربية ، والتي هي مركبة تراثيا وحضارياً من ثلاثة مصادر ( كما يحب أن يعددها كثير من مفكريها ومؤرخيها ) : ، فقد غذتها المسيحية بشقيها الكاثوليكي والبروتستنتي في مجال الأخلاق، وغذتها التجربة الرومانية في مجال القانون الروماني، وغذاها التراث اليوناني في مجال الفكر والفنون. وانطلاقا من هذا التراث وعبر محطات مشهودة من إصلاح ديني، وتنوير فكري وثقافي نهضت الحضارة الغربية الحديثة بموجب ثلاث ثورات هي: ثورة سياسية في مرحلتين الأولى نقلت دويلات أوربا من مقاطعات يحكمها أمراء تحت ظل الإمبراطورية المقدسة إلى دول وطنية ذات سيادة يحكمها ملوك عقب صلح وستفاليا في 1648م. ومرحلة ثانية هي الثورة الفرنسية واستقلال الولايات المتحدة قبلها، جعلت الدولة الوطنية ممثلة لشعوب ذات حقوق محددة تكفل لها المشاركة في اتخاذ القرار السياسي. وثورة اقتصادية قادتها الثورة الصناعية في بريطانيا وحققت تقدما تكنولوجيا سخر قوى الطبيعة لمنفعة الإنسان. هذه الثورة كونت تراكما رأسماليا عبر علاقات إنتاج عقلانية وإن لم تكن عادلة بين أصحاب الأموال، والعمال، وتسخير الآلات الحديثة فارتفع الإنتاج إلى درجة لم تشهد الإنسانية لها مثيلا. الثورة الصناعية حققت من الفوائض والأرباح ما مكن من بناء إدارات مدنية قوية وقوات مسلحة غلابة فأخضعت الدول الأوربية كافة أنحاء العالم لبأسها واستخدمت أيدي شعوبها العاملة واستولت على خاماتها وجعلت أسواقها سوقا لمنتجاتها الصناعية. وثورة ثقافية انطلقت من حرية البحث العلمي والتكنولوجي وفجرت قدرات الإنسان لاستغلال الطاقات الطبيعية الأربع في صنع الحياة الحديثة. هذه الثورات الثلاث صنعت الحداثة ومكنت الحضارة الغربية من تحقيق نهضة سياسية واقتصادية وعلمية وتكنولوجية وعسكرية فتقدمت على كافة الحضارات الأخرى وعن طريق الاستعمار أخضعتها لسلطانها.
    وتبعاً للتحولات التي حدثت في السياسة الدولية فلن تظل علاقات القوى محوراً للسياسة الدولية في المستقبل. بل أن منظومة من المواضيع العالمية المتنوعة ستحتل محل الصدارة في العلاقات الدولية ، مثل قضايا البيئة ، ومقاومة الأمراض الوبائية ، وغسيل الأموال ، وشئون الأديان والثقافات والحضارات ، وحوار الشمال والجنوب ، وستتبدل أدوا ت الصراع تدريجياً لتحل القوى غير الخشنة محل القوى الخشنة .
    فثمة تغيرات في طبيعة السياسة الدولية بدأت تتكشف إرهاصاتها في مسارح الحياة الدولية ، أهمها اتساع المجال في الحياة الدولية للعلاقات القائمة على توازن المصالح ، بدلا عن العلاقات القائمة على توازن القوى . وبذلك يتضاءل اللجوء إلى استراتيجية ( مجموع الصفر ) والتي تفترض أن مكسب طرف ما يؤدى بالضرورة إلى خسارة الطرف الآخر ، لتحل محلها استراتيجية علاقات التعاون والمنفعة المشتركة .
    وبكلمات أخرى ، فان مجال استخدام مصادر القوى ( غير الخشنة ) سيتنامى على حساب مجال استخدام القوى الخشنة . وسيؤدى ذلك إلى اتساع معاني وتعريفات القوى ، إذ سيصبح التفوق الثقافي ، وتألق التراث الحضاري ، قوة متنامية في محيط العلاقات الدولية . وستتسع آفاق ترابط المصالح في جميع مجالات الحياة . ستنمو التجارة الدولية ، والتحويلات المالية العالمية ، وتدفقات المعلومات والثقافة ، والتبادل الثقافي بمعدلات لم تعرفها البشرية من قبل .
    والحاصل في السنوات العشر الأخيرة أن الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب الباردة شرعت مع التحالف الأوروبي في نشر نظام العولمة باعتباره منظومة عالمية يتم فرضها على كل دول العالم، ولم تكن العولمة في نهاية الأمر إلا مشروعا غربيا يحمل قيم ثقافة الغرب ويحاول فرض نظم سياسية واقتصادية واجتماعية على مختلف دول العالم، وهذا أدى في النهاية إلى حدوث قدر من عدم التوازن في العلاقات الدولية حيث اصبح هناك العديد من الدول التي تقع تحت الهيمنة الأميركية المباشرة ، ولأن مواقف واشنطن كانت تحكمها المصالح قبل أي قواعد دولية اصبح هناك غضب عارم في أنحاء متفرقة من العالم تجاه سياسة وغطرسة القوة الأميركية ، وحوادث 11 سبتمبر هي انفجار لهذه الموجة من الغضب ومحاولة لكسر غطرسة القوة واستخدم العنف بصورة بها شئ من الإفراط ولكنه في النهاية كان الوسيلة التي يمكن بها مواجهة القوة الأميركية. وعندما خرجت أميركا للدفاع عن مصالحها كان من الواضح أنها تدافع أيضا عن هيمنة الحضارة الغربية وهيمنة النموذج الأميركي وتدافع عن العولمة عموماً .
    فالعولمة وضعت أساسا أيدلوجيا لاستيعاب هذا التغير وهو عولمة الثقافة، فالدولة الأمة قامت على التراث القومي أو الوطني الذي جرى إحياءه في مرحلة تاريخية كانت الدولة ضرورة سياسية واجتماعية واقتصادية، أما في عصر العولمة فيجري تغيير جوهري وعميق على هذا الأساس ليستوعب الدولة في شكلها ودورها الجديدين. وهنا يأتي دور العولمة الثقافية والتي تستخدم فيها الماكينة الإعلامية الضخمة بكل ما تعني من إمكانيات مادية وفرتها الشركات العملاقة، وإمكانيات فنية وفرتها ثورة الاتصالات المتسارعة، فالعولمة الثقافية تقوم على تسييد الثقافة الرأسمالية لتصبح الثقافة العليا،كما أنها ترسم حدودا أخرى مختلفة عن الحدود الوطنية مستخدمة في ذلك شبكات الهيمنة العالمية على الاقتصاد والأذواق والثقافة. هذه الحدود هي"حدود الفضاء السبرنيتي والذي هو بحق وطن جديد لا ينتمي لا إلى الجغرافيا ولا إلى التاريخ، هو وطن بدون حدود، بدون ذاكرة، انه وطن تبنيه شبكات الاتصال المعلوماتية الإلكترونية ".
    لتحقيق هذا الهدف، فآن العولمة لا تكتفي بتسييد ثقافة، بل تنفي الثقافة من حيث المبدأ، وذلك لان الثقافة التي يجري تسييدها تعبر عن عداء شديد لأي صورة من صور التميز . الثقافة الغربية تريد من العالم اجمع أن يعتمد المعايير الغربية كأساس لتطوره وكقيمة اجتماعية وأخلاقية، وبهذا فان ما تبقى يجب أن يسقط. وما تبقى هنا هو " ليست خصوصية قومية بل مفهوم الخصوصية نفسه، وليس تاريخا بعينه بل فكرة التاريخ، وليس هوية بعينها وانما كل الهويات، وليس منظومة قيمية بل فكرة القيمة، وليس نوعا بشريا وانما فكرة الإنسان المطلق نفسه " . آن عالما تختفي فيه القيم ليصبح الربح هو القيمة المطاقة، وتنسحق فيه الخصوصية سواء على صعيد الأفراد أو الجماعات وتبتلعها عولمة الإعلام والثقافة سيلغي حتما الإبداع، خاصة لهؤلاء الذين تحولوا آلي أطراف. والإبداع كان دوما شرطا من شروط التطور الإنساني وإحدى أهم شروطه هو وجود الدافع، ولكن عندما يكون الدافع دوما هو الربح كما في العولمة، فان قيمة الإشباع المادي هي التي ستحدد السلوك وسيصبح العالم غابة يركض فيها الكائن الإنساني بحثا عن ما يشبع فيها حاجاته المادية.
    لقد أدرك الغربيون من سياسيين ومفكرين ومنظرين وموجهين وخبراء ضرورة إحكام القبضة الغربية على الشرق الأوسط عرباً وعجماً وهذا يتطلب أبعد من السيطرة الاستعمارية التقليدية فلا بد من تحطيم المكونات الإيمانية والفكرية والحضارية والثقافية والأنماط المعيشية والإنتاجية لبلدان الشرق الأوسط ، كله واضعاً بديلاً عن هذه المكوِّنات 0
    وما يحدث اليوم لايمكن اعتباره تطور عفوي لمآلات الأحداث فهو استراتيجية امريكية مخططة ترتبط فيها الأسباب بالنتائج ارتباطاً فعلياً لا يقبل التجزئة ولا يركن إلى الصدف ورد فعل الآخرين ، فقد أورد ريتشارد نيكسون في كتابه ( أميركا والفرصة التاريخية ) والذي يعتبر رزنامة عمل سياسية للولايات المتحدة في كيفية تعاملها مع العالم من حولها بعدما حققت النصر دون حرب وسادت العالم كقوة منفردة (أن للغرب مصلحة حيوية في المحافظة على الوصول إلى بترول الخليج فأوربا تعتمد على الخليج في الحصول على 75% من احتياجاتها البترولية ، واليابان تعتمد على ما يزيد عن 90% في الوقت الذي تحصل فيه الولايات المتحدة على 6% من بترولها من هذه المنطقة والتأثير الصغير لإنقطاع بترول الخليج الفارسي قد يشل الصناعة الأمريكية ، ومثل هذا الانقطاع قد يكون مميتاً لصناعات حلفائنا في أوربا الغربية واليابان ، وطالما قى الغرب ليعتمد بهذه الصورة على بترول الخليج يجب علينا أن نحتفظ بالقدرة على الدفاع عن أصدقائنا في منطقة الخليج الفارسي)
    وكتب فرانسوا فوكويوما مقالاً حول العالم الإسلامي بعد أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001م في مجلة نيوزويك الأسبوعية 25 ديسمبر 2001م تحت عنوان "هدفهم: العالم المعاصر"، حيث قرر أن حل مشكلة العالم الإسلامي تكون بتعميق الحداثة والعلمانية، وقد لام فوكويوما الدول العربية جميعها بأنه لم يحدث فيها تطور نحو الديمقراطية خلال القرن الماضي، وأشار إلى أنه لم تتطوع أية حكومة عربية للتخلي عن السلطة لمصلحة الديمقراطية، ليس من شك بأن لوماً كبيراً ومؤاخذة واسعة توجه إلى كثير من ممارسات الحكومات العربية السلبية في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والعسكرية إلخ...، لكن لوماً آخر و بشكل أكبر يوجّه إلى الولايات المتحدة التي كان تدخلها في العالم الإسلامي من أجل ترسيخ ديكتاتوريات عسكرية، أو ممارسة سياسة ضارة بالمنطقة، ويمكن أن نمثّل على الأمر الأول بالانقلاب العسكري الذي قادته المخابرات المركزية الأمريكية (C.I.A) وأوصلت فيه حسني الزعيم إلى حكم سورية عام 1949م، والذي افتتحت به سلسلة الانقلابات في منطقة الشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الثانية، ويمكن أن نمثّل على الأمر الثاني بالحرب العراقية الإيرانية التي كانت أمريكا وراء إطالة أمدها لمدة ثماني سنوات، وكانت نتيجة ذلك تدمير المنطقة، واستنـزاف طاقاتها، وترسيخ ديكتاتورية صدام حسين، وتضخيم آلته العسكرية التي كانت سبباً رئيسياً في نشوء حرب الخليج الثانية حيث أكملت هذه الحرب تدمير المنطقة.
    ويرى صموئيل هنتغون أن صراع الحضارات من خليقة الحرب الباردة وأن عالم ما بعد الحرب وسقوط الاتحاد السوفيتي سوف يكون عالماً منقسماً وفي حالة صراع بين مراكز تحالفات حضارية إسلامية كونفوشية وغربية ، وأن على صناع السياسة الخارجية في الغرب وخاصة الولايات المتحدة بصفتها مركز الحضارة الغربية أن ينتبهوا إلى مثل هذه الحقيقة وأن يخططوا لسياستهم الخارجية وفقاً لها وبناء على شعار شامل .
    كما نجد أن كولن باول وزير خارجية الإدارة الأميركية ذكر أمام الكونغرس في تبريره لشن الحرب على العراق ( أن الحرب "أبعد من نزع أسلحة العراق، والهدف إعادة ترتيب خارطة الشرق الأوسط بما ينسجم مع المصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة" من خلال "عمليات فك وتركيب" تقوم على بلقنة العراق إثنياً ومذهبياً وطائفياً، وتمتد إلى بلقنة دول الخليج ) .
    إذن فمن الواضح جداً أن مشروع الشرق الأوسط الكبير هو خطوة واسعة في استراتيجية الولايات المتحدة السيطرة على منطقة العالم الإسلامي ويرمي إلى تحقيق العديد من الأهداف :
    أولاً : إحكام القبضة على نفط العراق والخليج يمثل أداة الضغط الكونية على رقبة أوروبا وروسيا والصين والأمم المتحدة ليتحول النفط سلاحاً ضد العملقة الأوروبية والنهوض الروسي من جديد، وضد العملقة الصينية،ليبقى العالم تحت ظل الهيمنة والعولمة الأميركية الإمبراطورية . وهذا ما دفع ألمانيا وفرنسا للوقوف ضد أي تصرفات أمريكية منفردة يكون نتيجتها السيطرة المطلقة للولايات المتحدة على الخليج .
    ثانياً : إيجاد منظومة سياسية في المنطقة تستوعب إسرائيل (سلمياً ) وتجعلها فاعلاً مهماً ، ومن ثم تجعلها بحكم قوتها العسكرية المسيطرة على مجريات الأمور .
    ثالثاً : تواجد الولايات المتحدة بخبرائها في جميع المجالات المطلوب تنفيذها في إطار الإصلاحات المطروحة عبر مشروع الشرق الأوسط الكبير يسهل لها سرعة التعامل مع ردود الأفعال غير المتوقعة واتخاذ السياسات المناسبة من خلال المواقف المعاشة فعلاً .
    وفي ظل هذه الظروف ، فان ثروات العالم العربي البترولية ستظل إلى أمد ما عبئا استراتيجيا على المستقبل العربي ، فالمصالح المشتركة – المتناقضة أحياناً - للغرب الصناعي ستؤدي إلى تشكيل نسق دولي يقوم على انتهاك سيطرة العالم العربي على موارده البترولية ، وعلى حريته في تشكيل أنظمته السياسية وتجر بالضرورة مشكلات لسورية ولبنان ومصر. ولن يتوقف الحريق عند حدود بلدان المشرق العربي وسيصل إلى دول المغرب العربي .
    والوضع هكذا ينبغي علينا نحن العرب والمسلمون باعتبارنا الشريحة الأكبر والمستهدفة في منطقة الشرق الأوسط النظر إلى هذه الخطوة بنظرة استراتيجية بعيدة المدى واتخاذ خطوات جادة من باب سد الذرائع على الولايات المتحدة وحرمانها من استخدام الإصلاحات السياسية ورقةً رابحةًً في تعاملها مع الرأي العام الداخلي لها .
    فحري بنا أن يكون لنا دور في المعترك الفكري القائم الآن والذي تسيطر عليه منظومة من الأفكار القائمة علي حتمية صراع الحضارات ، وحري بنا أن ندخل الحلبة بكامل عدتنا وعتادنا فنحن (كأغلبية) نتخذ من الإسلام عقيدة الذي هو لجهة المضمون حافل بالقيم والتجارب والقواعد الإنسانية ، وهو لجهة الماضي يستند إلى حقبة مديدة من الزمن كان هو وحده فيها مدار الحياة ومحور التعايش وأساس التعامل بين القسم الأكبر من سكان المعمورة ، وهو لجهة المقارنة بينه وبين المبادئ النظرية الأخرى يتميز بميزات فطرية منه المبدأ ذا اللون الخاص الجدير بالحياة والخالي من تعقيدات التنفيذ ، وهو لجهة المنهج عالمي الدعوة إنساني المتجهة .
    فمن حق الإسلام علينا أن نوفر له مناخ النمو ومواجهة التحديات ولا يكون ذلك إلا بعرضه عرضاً عقلانياً مقارناً وممارسته ممارسة صحيحة وبيان محاسنه على ضؤ مساوئ سواه . والآن وبعد أن فتح الغرب لنا أبوابه مشرعة باصطناعه لصراع وهمي ، يجب علينا نحن أبناء الإسلام تقديم صورة حقيقية للإسلام للشعوب الغربية ، ديناً ودولة ، سلوكاً وتنظيماً ، بالاستفادة التامة من أدوات العولمة التي أراد الغرب أن يفرض من خلالها ثقافته . على أن يتم ذلك بإبراز الإسلام بمفاهيم العصر التي يفهمها أهل العصر وبناء العلاقات الخارجية على الأسس التي جاء بها القرآن الكريم وحددها الرسول الكريم ( ص ) . واخلاص النوايا في توحيد الجهود ، والتنسيق بين كل القوى والدول العربية والاسلامية ، واعداد خطط علمية وواقعية لمواجهة حملات التشويه والاساءة التي توجه للعرب والمسلمين في الاعلام الغربي، وذلك بإطلاق الملكات الاعلامية في الدول العربية والاسلامية من عقالها لكي تعبر بحرية عن الحقائق دون توجس او تسلط من البعض، وتوطين تكنولوجيا الاتصال المتقدمة في العالمين العربي والاسلامي ،عن طريق اقامة قنوات فضائية عربية واسلامية وصحف عالمية وشبكات اذاعية تخاطب العالم الغربي بلغاتهم.
    وفي إطار الكلمة السواء التي بيننا وبين أهل الكتاب لابد من التواصل والحوار الفكري الحضاري عبر دراسات الأديان وتبادل الثقافات من خلال المؤتمرات العلمية والفكرية ومراكز الدراسات وحلقات النقاش للخروج بتصور لميثاق حضاري عالمي للمصالح البشرية يكون كلمة سواء يقوم على قواعد ومنطلقات عامة وفي هذا الخصوص أشير إلى ما أورده فضيلة أ . د . حامد بن أحمد الرفاعي رئيس المنتدى الإسلامي العالمي للحوار في ورقته المنشورة في موقع المركز بالشبكة الدولية للمعلومات بعنوان ( العولمة التعاون الدولي .. مشاركة أم استغلال ..؟ ) في حيث أن الناس جميعاً شركاء في مهمة الاستخلاف في الأرض .وأن عمارة الأرض وإقامة العدل بين الناس غايتان أساسيتان لأمانة الاستخلاف الرباني .وأن الناس شركاء في ثروات الكون ، على أساس من احترام حق التملك ، وصون مشروعية حــق الانتفاع .وأن حياة الإنسان وكرامته ، أمران مقدســــان لا يــجوز انتهاكهما بغير حق .وأن الرجل والمرأة شريكان تتكامل مسؤولياتهما من أجــــــل عمارة الأرض وإقامة العدل.وأن الأرض والبـــــيــئة ، هما ســكــن البــــشــرية المـــشترك ، ينبغي المحافظة على سلامتهما وعدم إفسادهما .وأن الحقوق والواجبات أمور متكاملة ومـــتلازمة ، لتبقى العلاقة متوازنة ومنضبطة ، بين مسؤوليات الإنتاج وأخلاقيات ومسؤوليات الاستهلاك .وأن الأمـــن الإقليــــمي والأمـــــن الــدولي ، أمران متلازمان ومتكاملان لا يجوز بحال انتـــــــهاك أحدهما لحساب الآخر .وأن التدافع الحضاري والتعاون البشري ، أمران واجـــــبان لدرء المفاسد والمخاطـــــر، وجـلــــب المصــالح والمنافع المشتركة بين الناس .وأن التعارف والتواصل الثقافي والمعرفي بين الناس ، أمر إيـــــجابي لتنمية العلاقات وتطوير المصــالح المشتركة بينهم .وأن التنوع الديني والثقافي ينبغي أن يكون حافزاً على التنافس في عمل الخير , لا مادة للصدام والنزاع .وأن السلم والتعايش العادل والآمن هو أصل العلاقة بين الناس والمجتمعات .
    وهذا الميثاق لايتأتى بالهيمنة وطمس هويات الآخرين والسيطرة على منابع ثقافاتهم بل بالكلمة السواء وعدم اتخاذ بعضنا لبعض ارباباً ، وبالعمل الجاد نحو سعادة البشرية واتخاذ الحوار والتثاقف منهاجا على النحو التالي :
    أولاً : العمل معاً على تجديد القيم الروحية والأخلاقية وبعث روح المسؤولية بين الأجيال البشرية .
    ثانياً : إعادة التوازن بين حركة العلوم والتكنولوجيا من جهة وبين القيم الأخلاقية والدينية الربانية من جهة أخرى , من أجل ضبط حركة الانتفاع بثمرات الناتج المعرفي لتكون في صالح كرامة الإنسان وسلامة البيئة والتعايش البشري الآمن .
    ثالثاً : اعتماد الحـوار الجـاد بين الحضــارات كأسـاس للتعارف من أجل :
     أن يتعلم الناس كيف يتعامل كل منهم مع الأخر وكيف يجّل الجميع كرامة الإنسان
     أن تكتشف القيم المشتركة وتراعى الخصوصيات الثقافية في سبيل تحقيق تعايش آمن .
     العمل معاً لمنع العدوان والاضطهاد والظلم بين الناس .
     التأكيد على أن الأسرة المؤسسة على التزاوج الشرعي بين الرجل والمرأة هي الوحدة الأساس في بناء المجتمعات الآمنة
     التأكيد على أن الأسرة وحدة أساسية من مؤسسات المجتمع المدني وأنها المصدر الأكفأ لأجيال مسؤولة ومنتجة .
     التأكيد على أن المسؤولية المشتركة بين الرجل والمرأة في ميادين الحياة يجب أ ن تقوم على أساس من التكامل المنصف بينهما .
     العمل معاً على إقامة العدل الرباني بين جميع الناس على اختلاف أقوامهم وأجناسهم ومعتقداتهم وألوانهم .
     العمل على إزالة خلل التوازن بين حقوق الإنسان وواجباته ، لإنهاء حالة الخلل الاضطراب في مسيرة الحضارة البشرية
     العمل على مساعدة الفقراء لتحرير أنفسهم من الظروف القاسية التي تتنافى مع كرامة الإنسان ووشائج الأخوة الإنسانية
     العــمل على إنهاء ظاهرة التعامل بالمعــايير المزدوجة إقليمياً ودولياً .
     العمل على إزالة العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية لاستفحال ظاهرة العنف والإرهاب في العالم
     التأكيد على ضرورة السير معاً بسلام ووئام على أساس من إرادة الله تعالى وطاعته لحماية المجتمعات البشرية من الكوارث والفقر والجهل . ووقف ظاهرة التدهور الأخلاقي والتفسخ الأسرى ، ووضع حد لمروجي منهجية الحروب وتكنولوجيا أسلحة الدمار الشامل ، وإلا سيكون الناس عرضة لمزيد من الهلاك والدمار .
                  

العنوان الكاتب Date
صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟ Abubaker Kameir02-05-06, 08:08 PM
  Re: صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟ محمد الواثق02-05-06, 11:47 PM
    Re: صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟ Abubaker Kameir02-06-06, 06:08 AM
  Re: صراع الحضارات ... و هم ام حقيقة؟ ... اية رايك؟ Abubaker Kameir02-22-06, 07:17 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de