رداً علي شلقامي .. إنها ثورة الهامش وليست ثورة الزغاوة !

Quote: رد علي المدعو حيدر شلقامي و مقاله: قيادات الزغاوة في الحركات المسلحة بين تشاد و السودان [27.12.2005] رد علي المدعو حيدر شلقامي و مقاله: قيادات الزغاوة في الحركات المسلحة بين تشاد و السودان محمد سليمان - كاليفورنيا mzdarfur-bery@ yahoo.com لم يخفي كاتب المقال عداءه للزغاوة عموما . و هذا ليس بمستغرب لكل من يشتم منه رائحة الإنحياز لحكومة النخبة الحاكمة بالخرطوم . لكن موضع الإستغراب هو لي عنق الحقيقة جهرة و إيراد أماني و مزاعم بحسبها حقائق لإيهام القارئ بحدوث مستجدات كفيلة بقلب الأوضاع رأسا علي عقب . من هذه المزاعم أنه صور محمد نور الضابط التشادي كقائد ثورة له أتباع و جيش و هو علي وشك دخول أنجمينا بعد حادثة أدري . الجميع يعلم أن محمد نور صنيعة مخابرات حكومة الخرطوم . بعض الأسري الذين وقعوا في الأسر بأدري قد أدلوا بمعلومات في غاية الدقة عن تورط مخابرات جيش حكومة الخرطوم و كبار ضباط أمنها في تبني محمد نور( من قبيلة التاما ) و تشجيع بعض الضباط في الفرار الي معسكرات التدريب بالسودان و إمداد حكومة الخرطوم لهؤلاء المنشقين بكل ما يلزم لقلب الحكم بأنجمينا . هذه لعبة خطرة جدا لأن حكومة الخرطوم مرة أخري تتخذ قبائل دارفور و تشاد كوقود لصراعات قبلية جديدة بضربها ببعضها . الهدف الإستراتيجي لحكومة الخرطوم من كل هذا هو محاولة تطويق ثورة دارفور و بصورة أدق قبيلة الزغاوة في دارفور و تشاد ثم القضاء عليها . ليس سرا أن هدف حكومة الخرطوم هو وأد ثورة دارفور . و لقد عملت علي تحقيق ذلك الهدف بصورة مباشرة فأستهدفت معاقل و حواكير القبائل الرئيسة بدارفور ( الزغاوة و الفور و المساليت و بقية القبائل ). و كان تركيزها بصورة لافتة علي الزغاوة . بل وضعت خططا تكشفت لاحقا بأن تركز علي سحق الزغاوة ثم تستدير لتتبعها بالفور ثم المساليت ثم البقية الباقية . و لعزل الزغاوة تمهيدا لمحوهم كانت تلك المسرحيات التصالحية القبلية و بتركيز علي قبائل الفور و المساليت و التنجر و التاما و بقية القبائل الأخري . الذي أفشل خططها هو وعي أبناء دارفور في الحركات المسلحة ( لإدراكهم بأن الجميع سيؤكلون بعد أكل الثور الأبيض ) و دخول المجتمع الدولي بقوة في قضية دارفور أذهل المخططين بالخرطوم و شل تفكيرهم بطريقة سوية . لماذا الآن هذا الدعم المستتر لقلب نظام الحكم بأنجمينا ؟ الإجابة بإختصار: حسابات خاطئة – كالعادة – من قِبَل المخططين بالخرطوم . التضييق القاسي من مؤسسات المجتمع الدولي علي صناع القرار بالخرطوم أدخلهم في حالة هستيريا و تخبط. فمنظمة هيومان رايتس ووتش تورد أسماءا لكبار النظام و تطالب بوجوب مساءلتهم و التحقيق معهم بواسطة المدعي العام للمحكمة الدولية بشأن تورطهم بجرائم ضد الإنسانية بدارفور , و المدعي العام ذكر صراحة لمجلس الأمن أن نظام الخرطوم غير متعاون و لم يستطع مزاولة عمله بدارفور (هذه من النقطة القانونية تسمي إعاقة العدالة ) لكنه مصمم علي حسم الأمور في ستة شهور . و مجلس النواب بالكونغرس بين يديه قانون محاسبة دارفور ( و صرح بوش أنه سيوقع عليه ليصبح قانونا حال إجازته من مجلس النواب بعد ان أجازه مجلس الشيوخ ). و بدأ السباق المحموم مع الزمن من قَِبل القائمين بالأمر بالخرطوم . و ظنوا أن خير وسيلة لتفادي مذكرات التوقيف هي خلق سياسة الأمر الواقع علي الأرض و خلط الأوراق لتبدأ المساومة . فبتغيير الحكم بأنجمينا و إستبداله بنظام موال للخرطوم سيسهل تطويق ثوار دارفور ثم القضاء غليهم أو إرغامهم علي قبول شروط إستسلام مهينة و تنهار كل مطالبهم التي رفعوها بأبوجا لتعود دارفور كما كانت ليفعلوا بها كما يشاؤون . فات علي حيدر شلقامي إدراك أن الزغاوة لم و لن يتخلوا عن ثورة دارفور و لن يتخلوا عن الشعب السوداني أبدا . هذه ثورة بدأت و كانت كل العوامل ضد نجاحها . ألم يعد أحدهم العالم كله بأنهم بقادرين علي سحق ( تمرد دارفور ) في يومين إثنين فقط ؟ .. لقد كانت غطرسة القوة و الإستهانة بفتية الثورة دافع تلك التصريحات . هذه ثورة يقودها زعماؤها في الميدان و في المفاوضات . لا يحاربون من وراء جدر محصنة . لقد إستشهد قائدها عبدالله أبكر في الميدان ... و لم تنهار الثورة بل إزدادت إشتعالا . اليوم تمضي الثورة قوية في كل مكان .. في الميدان و في طاولة المفاوضات و في المهجر و في السودان. و هذا هو الزمن الخاطئ للإتيان بنظام موال للخرطوم بأنجمينا .... لأن المجتمع الدولي .. قبل أهل دارفور و قبل الزغاوة .. سوف لن يسمح بذلك .