|
|
 بيان من رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية
بيان حول الأحداث الراهنة بدارفور
ظلت رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا) تتابع وبقلق عميق تدهور الأوضاع بإقليم دارفور وتتألم لنزيف الدماء الزكية نتيجة لسياسات نظام الإنقاذ تجاه دارفور والتى عصفت بأسس التعاون والتعايش السلمى بين مختلف قبائله وأعراقه وعملت جاهدة لتفكيك النسيج الإجتماعى المتماسك لأهله التى نسجت عراها وتوثقت منذ ما قبل عهد السلاطين.
إن رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية تحمل نظام الإنقاذ مسئولية ما حاق بدارفور من دمار وخراب وذلك بعد أكثر من ثلاثة عشر سنة من سياسة فرق تسد وتأجيج نيران الفتن والصراعات بين القبائل من أجل الكسب السياسى الرخيص. إن قبائل دارفور ظلت متعايشة بسلام منذ فجر التاريخ وظل التعاون وتبادل المنفعة هى سمة التعامل بين القبائل الزراعية المستقرة والقبائل الرعوية المترحلة ولم يحدث قط وحتى مجيئ نظام الإنقاذ أن تقاتل الناس حول المرعى أو موارد المياه بل ظلت الأعراف القبلية ومسارات المراحيل مصانة ومهابة وبرعاية كبيرة من مختلف زعماء الإدارات الأهلية وشيوخ القبائل وكل من عاش وتربى فى دارفور يدرك أن لكل قبيلة من قبائلها حق فى إستخدام الأرض عملاً بالأثر الكريم (الناس شركاء فى ثلاثة: الماء والنار و الكلأ), لكن, وبليل داهم, جاء من يفسر ذلك القول الكريم بالمقلوب فقامت بتقسيم أهل دارفور إلى عرب وغير عرب وسلحت مجموعات ونزعت سلاح آخرين وتركتهم فريسة القتل والسحل والطرد من الأرض وأمتد ذلك لينتشر الدمار والخراب إنتشار النار فى الهشيم من جراء إنتشار السلاح تفاقمت معها عمليات النهب المسلح وقطع الطرق للمواطنين فانقطع الأمن وتعطل ترحال الناس بين المدن والفرى لقضاء حوائجهم وتوقف المزارعون عن الزراعة خوفاً على حياتهم فتفشت العطالة وانهار إقتصاد الإقليم وإنتشرت المجاعات, يحدث كل ذلك وحكومة الإنقاذ سادرة فى غيها غير معنية بالأمر وكأن دارفور ليست جزءاً من السودان بل وعلى العكس مما يحدث ظلت تؤكد بين الفينة والأخرى وعلى لسان كبار مسئوليها عن إستتباب الأمن وإنبساط الطمأنينة على ربوع دارفور بينما تمضى فى تسليح القبائل وزرع الفتن.
إن الذين رفعوا السلاح فى جبل مرة, وهم المزارعون المستقرون, إنما فعلوا ذلك دفاعاً عن النفس بعد أن تآمرت عليهم الدولة وتخلت عنهم فى أوجب واجباتها فى حماية النفس وبسط الأمن و زرع الطمأنينة لكنها وفى نفس الوقت لن تتردد فى تجييش الجيوش وتنفير وسائل الإعلام إذا ما إنطلقت رصاصة واحدة فى المناطق الأخرى من البلاد.
لقد ظل أهل دارفور يناشدون حكومة الإنقاذ وبطريقة حضارية بمطالبهم المشروعة فى مواعين السلطة والثروة والتنمية الإجتماعية لكنها ما فتئت تسفههم وحتى عندما أئتمنوها على أموالهم, والتى إقتطعوها من أفواه أطفالهم وأسرهم الفقيرة أصلاً, لدعم إنشاء طريق "الغرب الكبير" خانتهم في حرمته و بددتها لهم شذر مذر وأخرجتها لهم "كسور وبواقى" فلا هى أرجعت إليهم أموالهم كما هى ولا هى بنت لهم الطريق, وبينما تتشقق الطرق القومية شمالاً وشرقاً وجنوباً تربط ما بين أنحاء البلاد يظل أهل دارفور لا بواكى لهم حيث يبدو أن مشروع ذلك الطريق الوحيد والذى من المفترض أن يربطهم بدولة السودان ولأول مرة فى التاريخ قد تم حذفه تماماً عن خطة نظام الإنقاذ لتنفيذ مشروعها الحضارى.
إن رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية تناشد حكومة الإنقاذ أن تتحلى بالحكمة التى إفتقدتها طويلاً وأن تتعامل مع أهل دارفور بالحسنى وأن لا تتسرع للحل العسكرى فما عاد ذلك يجديها خيراً, ومن الأفضل لها أن ترد لأهل دارفور حقوقهم وتخطط لتعويضهم ما فات أسوة ببقية الأقاليم الأخرى. إن مشكلة دارفور تظل فى جوهرها مشكلة تنموية بالدرجة الأولى وإذا ظل المجتمع الدولى يجتهد بكلياته لرعاية مفاوضات توزيع الثروة وتقسيم السلطة فى محادثات السلام الجارية الآن بكينيا فيجب على حكومة الإنقاذ أن تتعلم الدرس وتشرع فى إنصاف دارفور فى هذه المجالات اليوم قبل الغد, كما يجب عليها أيضاً أن تعى دروس التاريخ فقد حدث من قبل أن قامت مجموعة متظلمة برفع السلاح فى توريت مطالبة بحقوق الإخوة الجنوبيين العادلة فى شئون الحكم والتنمية لم تقابلها الحكومة آنذاك بالحكمة والإستماع بل بالعنف وقوة السلاح واليوم وبعد مرور نحو نصف قرن على تلك الحادثة نجد أن السودان مواجه حقيقة بإحتمال الإنشطار والتجزئة.
إن رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية تناشد جميع القوى السودانية المحبة للعدل والسلام والحل فى إطار التراضى الوطنى وقبول الآخر بالضغط على حكومة الإنقاذ بالتحلى بالحكمة وضبط النفس فى التعامل مع الأحداث فى دارفور وأن تجلس لتستمع لأهل دارفور وتتلمس أوجاعهم وتداوى جراحهم فما عاد فى أى موقع منها إلا أنين الألم وزفير الحسرة و جبال الغبن المكتنز فى الصدور فالظلم ظلمات وما هكذا تبنى الأوطان.
رابطة أبناء دارفور بأمريكا الشمالية (الولايات المتحدة وكندا)
الثلاثاء غرة محرم 1424 للهجرة
الموافق 4 مارس 2003 للميلاد
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
WadalBalad
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست