|
النقد
|
النقد هو الأداة الهامة في تقييم عملية البناء وبدونه يفقد الناس الرؤية الصحيحة وتتشعب بهم المسالك وهو ضروري لحماية وحدة الجماعة من أن يزيغ عنها زائغ بفهم خاطئ أو سلوك منحرف ، فيقوم النقد هذا الاعوجاج ويرد التائهة إلى حظيرة الجماعة. ومصطلح النقد له وقع كبير لدى بعض الأسماع الحساسة التي قد يسهل عليها تناول الآخر بالانتقاد وتسليط الأضواء على الجوانب السلبية الغامضة في فكره ولكنه غير مستعد أو قادر على إعطاء هذا الحق للآخر ليمارس عليه نفس هذا الدور. ويمكن رؤية أو تشخيص الكثير منا ممن يحبون ممارسة هذا الحق ضد الآخر وبعنف أيضاً قد يصل إلى حد الاسقاط وهم يمتلكون القدرة العالية والأدبيات الفكرية والمصطلحات الأدبية المتموجة التي ينطلقون منها كما في علم اللسانيات وكما هو حال فكر واضع علم السفسطة الفيلسوف المعروف بروتاجوراس اليوناني القائم على القدرة الأدبية التي تجعل السامع يخضع للقول ويحكم وفق ما هو مطلوب وإبراز الفكر الآخر بأنه فكر لقيط تجميعي. وحتى يكون النقد بناء لابد من توافر أركان أساسية فيه تتمثل في إخلاص النية وعدم الرغبة في تجريح الخصوم فحسب ، العلم وعدم التقول بغير علم قال تعالى ولا تقف ما ليس لك به علم ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا ، الأمانة في مناقشة الحجج والبراهين فلا يطوي الناقد ما يخالفه إذا رأى حجة مخالفة أقوى ثم يحاول التشويش عليها بخيل الشبه ورجلها، ويجب عليه كذلك أن ينقل كلام مخالفه كما هو ، لا أن يأخذ منه ما يوافقه ويخفي الباقي وهذه الأمانة العملية في النقاش والنقد الأمر الذي يشيع روح التسامح فلا يبقى مجال للضغائن والأحقاد ، حسن الفهم لما يقال حتى ننتقد بعض الآراء ونحن لم نفهمها كما ينبغي لقلة العلم ، ركاكة الفهم ، سوء الظن، أخذها من غير مصادرها الأصلية وأخيرا قبول النقد إن كان حقاً جاء في الحديث الشريف رحم الله أمراً أهدى إلي عيوبي ، فالمسلم لا يستنكف من قبول الحق ممن جاء به وإن كان صادراً من أبغض الناس ، والحكمة ضالة المؤمن إن وجدها فهو أحق بها وإلا كان ممن قال فيهم المولى تبارك وتعالى ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون.
|
|
|
|
|
|
|
|
|