طبيب رغم أنفه

مجموعتى فى الجامعه....
كان أول لقاء لى مع شخص سعودى هو صديقى فهد, ومن الكويت بسام, ومن فلسطين أبو رجيلة, ومن اليمن الزندانى, ومن عمان حاتم ومن الأردن شعس
جيراننا فى بورتسودان كانوا مصريين وبالتالى كنت أعرفهم بخفة دمهم وعادل أمام وما ادراكا ولكن فى الجامعه أختلف الوضع ...
أثنين من الزملاء كانوا من مصر أحدهم يحمل جنسية فنلندية والآخر كندية
حتى ذلك الزمن أى 1999 لم أكن أشك لحظة بأننا نحن السودانيين أفضل ناس على وجه البسيطة!!! كيف الله أعلم لكن هو شعور مكتسب من أولّ ما غادرت مطار بورتسودان الدولى فى فبراير 1998 وبالأضافة لقعدة ونسه مع شوية شباب أو عجايز من الذين سبقونا الى أرض الكنانة توّلد عندى شعور بالفوقية الغير مبرره تجاه أقرانى المصريين, فانا تلقائياً أحسن منهم ومثقف أكثر منهم وأكرم منهم وأشجع منهم ووووو.... كثير من الأشياء التى تغيّب الواحد عن الوعى ووجدت نفسى أحاور وأجادل فى من هم أكثر منّا عروبة ولابد من ذكر عبد الله الطيب والطيب صالح فى كل راس كلام وكيف ان عبد الله الطيب القى محاضرة كامله لم يذكر فيها حرف الراء وانّه أحرج نزار قبانى فى احد مؤتمرات اللغه العرببه ببيت الشعر الذى لا أعرف تفسيره حتى اللحظه " ومدغشر بالقحطبين تغشرفت قحافتاه....
ونجزم بأن موسم الهجرة الى الشمال هى أفضل ما كتب على الأطلاق ....
والمصادر لمعلوماتى كانت مختفيه لا أطالها عند الحاجه.
-------------------

هذه الفوقية لم تكن تنطبق فقط على غير السودانيين ولكن أيضاً السودانيين الشهادة العربية اللهم الا من كان له قريب صوته مسموع كان الناس يقبلون به على مضض وبالتأكيد ناس بورتسودان هم الأفضل فى كل الاحوال ...
عنصرية مركّبه لا أجد لها مسمى بين أبناء وطن واحد
-------------------
ما سبق كان ونسة ركشات زى ما بيقولوا كله فى أطار سودانى بحت لم أتنازل لحظه حتى أسمع من أى شخص آخر ولم أدخل الطريق العام لسباق اللوارى والدفارات وكان كل ما يربطنى بالزملاء من الجنسيات الأخرى هو الدراسة... .
أنغلاق لم أكن محتاجاً لغيره وذلك لكثرة عددنا كسودانيين فى الجامعه والسبب فى أغلب الاحيان كان هو الخدمه الألزامية التى بدأ عام 1997 فى السودان....
وكعاداتنا الموروثة العظيمة لم يكن هناك خيار غير رفض فكرة الخدمة جملة وتفصيلاً وهنا تحضرنى حكاية عم جيلانى عند دخول التلفزيون الى السودان فى بداية الستينات من القرن الماضى عند ما قام الطلبة بمظاهرات ضد جهاز التجسس القادم... رفض حتى قبل ان يفهم ماذا أريد بهم!!!
ممارسة الرفض الأيجابى والسلبى والألتفاف على القوانين هى فن سودانى رائع لا أدرى لماذا لا نتذكره الاّ حينما يقع علينا الضرر وسأضرب مثالاً ... جيت من السفر ومعاك حاجات ممنوعه من الدخول جمركياً أو غيره وانا ما عارف أصلا ليه بنحب نجيب الحاجات الممنوعه وما أكثرها... فى نظر الكثير من أهلى الرائعين انه لا بأس من الأستعانه بأحد الأصحاب أو غيره وأن كان رئيس الجمهورية المختلف معه سياسياً ليس مشكله كبيرة ويا جمال السودان بى ناسه ودا السبب البيرجعنا السودان ذاته
موش؟!؟ لكن تقوم الأرض ولا تقعد حينما نسمع طرف شمار انه فلان عمل الكلام دا.... حينئذ دا الفساد بعينه....
سأواصل
لكم منى كل الودّ