الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-31-2024, 01:19 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف العام (2002م)
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-25-2002, 01:41 PM

أحمد أمين
<aأحمد أمين
تاريخ التسجيل: 07-27-2002
مجموع المشاركات: 3371

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي (Re: أحمد أمين)

    -4-


    < من هو العنصري؟
    < العنصري هو من يعتقد، بحجة أو بذريعة عدم امتلاكه لنفس لون البشرة، ولا نفس اللغة، ولا نفس طريقة الاحتفال بالأعياد، انه أفضل من غيره، أو متفوق عليه وأرقى ممن هو مختلف عنه. وهو مصمم على الاعتقاد بوجود عدة اجناس أو أعراق ويقول ان جنسي جميل ونبيل بينما الآخرون قبيحون وحيوانيون أو بدائيون متدنون.
    < لا يوجد عرق أفضل أو أرقى؟
    < كلا، حاول مؤرخون في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر ان يثبتوا ويبينوا وجود عرق أو جنس أبيض يكون أفضل من الناحية الجسدية والفيزيائية والعقلية، ممن افترضوا انه جنس أسود، في تلك الفترة كان هناك اعتقاد سائد بأن البشرية مقسمة الى عدة اجناس، أحد المؤرخين واسمه ارنست رينان (1823 ـ 1892) عَلمَ وميز ورتب الجماعات البشرية التي تنتمي لـ «الجنس الأدنى» على النحو التالي: «السود الافريقيون، السكان الأصليون في استراليا، الهنود الحمر في أمريكا». فبالنسبة له الأسود هو مثل الحمار بالنسبة للحصان «أي انسان يفتقد الذكاء والجمال» ولكن وكما يقول دكتور في الطب متخصص بالدم «ان الاجناس الصافية أو النقية في الحلبة الحيوانية لا يمكن ان توجد الا في الحالة التجريبية، في المختبر، كما هو الحال مع نوع من الفئران مثلاً». ويضيف قائلاً:
    «انه توجد اختلافات اجتماعية ـ ثقافية بين صيني ومالي وفرنسي أكثر مما توجد اختلافات جينية بينهم.


    < ماذا تعني بالاختلافات الاجتماعية ـ الثقافية Socioculturelles.
    < ان الاختلافات الاجتماعية ـ الثقافية هي تلك التي تميز مجموعة بشرية عن اخرى من خلال السبيل أو الطريقة التي ينظم البشر انفسهم بواسطتها على شكل مجتمع (لا تنسي ان لكل جماعة بشرية تقاليدها وعاداتها)، وما يخلقونه من انتاجات ثقافية (الموسيقى الافريقية تختلف عن موسيقى الجماعات البشرية الأخرى) نفس الشيء فيما يتعلق بالطريقة التي يتزوجون فيها أو يقيمون الاحتفالات.
    < وما هي الجينات (الجينات الوراثية)؟
    < ان تعبير Genetique أي وراثي أو خاصة بعلم الوراثة، يشير الى الجينات أي العناصر المسؤولة عن العامل الوراثي في جسمنا وفي داخلنا العضوي. فالجينة هي وحدة وراثية أو ناقلة للصفات الوراثية، هل تعرفين ما المقصود بالوراثية؟ هو كل ما ينقله الأهل للأبناء: الصفات الجسمانية والنفسية مثلاً، التشابه الجسدي الفيزيائي وبعض الملامح العامة لدى الأهل التي نعثر عليها لدى الأبناء والبنات تفسر بالعوامل الوراثية التي تنقلها الجينات.
    < اذن نحن مختلفون بتربيتنا أكثر مما نحن مختلفون بفعل الجينات؟
    < على أية حال نحن كلنا مختلفون الواحد عن الآخر، ولكن وبكل بساطة لدى البعض منا ملامح وصفات مشتركة وراثية، وبصورة عامة، نرى انهم يتجمعون حول بعضهم البعض ويشكلون شريحة من السكان تتميز عن شريحة أخرى أو مجموعة أخرى من السكان بطريقة معيشتها. توجد عدة جماعات بشرية تختلف عن بعضها البعض بلون البشرة، أو بنظام الشعر، بملامح الوجه، وكذلك بالثقافة. وعندما يختلطون بعضهم ببعض عبر نظام الزواج المختلط ينتجون أطفالاً نسميهم «Metis الهجيني» أو «الخلاسي» وبصفة عامة فان الخلاسيين أو الهجينيين جميلين، لأنهم نتاج اختلاط الجمال، والهجينية البشرية أفضل درع ضد العنصرية.
    < اذا كنا جميعاً مختلفين فالتشابه اذن غير موجود؟
    < كل كائن بشري هو حالة فريدة ووحيدة من نوعها، لا يوجد في العالم كائنين انسانين متطابقين تماماً خصوصية الانسان انه يحمل هوية لا تحدد سوى ذاته هو، فهو فريد أي يتعذر استبداله بواحد مثله، بالتأكيد يمكننا ان نستبدل موظف بآخر لكن اعادة انتاج الشخص ذاته مئة بالمئة وبالضبط أمر مستحيل، فبوسع كل واحد منا ان يقول «لست كالآخرين» وهو محق بذلك وعلى صواب «القول بأني فريد» لا يعني اني الأفضل، وهو وببساطة تشخيص ان كل كائن انساني هو فريد، بعبارة اخرى كل وجه هو بحد ذاته معجزة فريدة لا يمكن تقليدها.
    < وأنا أيضاً؟
    < بالتأكيد أنت فريدة لا يوجد على الأرض بصمات متشابهة تماماً، فلكل أصبع بصماته الخاصة به، ولهذا نرى في الأفلام البوليسية انهم يبدأون بأخذ البصمات من على الأشياء لمعرفة وتشخيص الأشخاص الذين كانوا متواجدين على مسرح الجريمة.
    < ولكن يا أبي عرضوا علينا في أحد الأيام على التلفزيون نعجة صغيرة صنعت في المختبر بنسختين (النعجة دولي).
    < انت تتحدثين عن ما يسمى بالاستنساخ Clonage، ان حقيقة القدرة على صنع أو انتاج واعادة انتاج شيء بعدد النسخ التي نريدها، أمر ممكن مع الأشياء فهي مصنوعة بالآلات، تصنع وتعيد صناعة نفس الشيء بصورة متشابهة ومتطابقة ولكن لا يجب ان نفعل ذلك مع الحيوانات وبالذات أو يحرم تطبيقها على البشر.
    < أنت على حق لا أحب ان أرى نسختين من سيلين في صفي، واحدة تكفي.
    < هل تتصورين ماذا يعني اننا يمكن ان ننتج البشر مثل «الفوتوكوبي» سنسيطر بذلك على العالم ونقرر ان نضاعف عدد البعض ونصفي أو نبيد أو نستأصل البعض الآخر انه لأمر فظيع.
    < هذا يخيفني... حتى أفضل صديقاتي لا أحب أن أراها بنسختين.
    < واذا رخصنا أو سمحنا بعملية استنساخ البشر يمكن لأناس أشرار وخطرين ان يستغلوها لمآربهم وغاياتهم الشخصية مثل أخذ السلطة وسحق الضعفاء. لحسن الحظ ان الكائن الانساني فريد من نوعه ولا يمكن اعادة انتاجه بالضبط وبالدقة المتناهية، لأني لا أشبه تماماً جاري ولا أخي التوأم لأننا جميعاً مختلفون بعضنا عن البعض الآخر ويمكننا القول ان الثراء يكمن في الاختلاف.
    < اذا كنت قد فهمت حقاً، فان العنصري يخاف من الاجنبي لأنه يجهله ويعتقد بوجود عدد من الأعراق والاجناس ويعتبر جنسه هو الأفضل.
    < نعم يا ابنتي، ولكن ليس هذا هو كل شيء نسيت العنف وارادة السيطرة على الآخرين.
    < العنصري شخص مخطئ.
    < العنصريون واثقون ان الجماعة التي ينتمون اليها ـ التي يمكن ان تعرف أو تتحدد بالدين أو البلد أو اللغة أو كلها معاً ـ متفوقة وأرقى من الجماعات الأخرى المواجهة.
    < كيف يفعلون ذلك ليشعروا انهم متفوقين؟
    < وذلك عن طريق اعتقادهم وإشاعة الإعتقاد انه بوجود لامساواة طبيعية ذات طابع فيزيائي (أي بوجود مظاهر جسدية مختلفة)، أو ذات طابع ثقافي، ما يمنحهم شعوراً بالتفوق والفوقية بالنسبة للاخرين وكذا يلجأ البعض للدين لتبرير سلوكهم أو مشاعرهم، ينبغي القول ان كل دين يعتقد انه هو الأفضل للجميع وينزع لأن يعلن ان من لا يتبعوه يضلون الطريق.
    < كلا، ليست الأديان هي العنصرية، بل ما يصنعه بها البشر أحياناً، الذين يتغذون بالمشاعر العنصرية ويتشربون بها في العام 1095 دعا البابا، ابتداءاً من مدينة كليرمونت فيرو، لشن حرب ضد المسلمين الذين اعتبروا كفاراً وقد غادر آلاف ا لمسيحيين باتجاه بلدان الشرق لذبح العرب والأتراك، وقد جرت تلك الحرب باسم الله واتخذت اسم «الحروب الصليبية» (الصليب رمز المسيحيين، ضد الهلال رمز المسلمين).
    وبين القرن التاسع والقرن الخامس عشر طرد مسيحيو اسبانيا المسلمين ومن ثم اليهود متعللين بالأسباب والدواعي الدينية.وهكذا يستند البعض الى الكتب المقدسة لايجاد الذريعة ومن اجل ان يبرروا ميلهم بالقول انهم متفوقون على الآخرين وبذلك كانت الحروب الدينية معتادة، متكررة.
    < لكنك قلت يوماً ان القرآن ضد العنصرية؟
    < نعم، القرآن مثله بذلك مثل التوراة والانجيل وكل الكتب المقدسة هي ضد العنصرية، القرآن يقول ان البشر متساوون أمام الله وهم يختلفون او يتميزون بدرجة الايمان (لا فرق بين عربي وأعجمي الا بالتقوى) وكتب في التوراة: اذا جاء غريب وأقام معك لا تتكدر أو تنزعج اذ يجب ان يكون بالنسبة لك كأحد مواطنيك وتحبه كما تحب نفسك. اما الانجيل فيشدد على احترام الآخر أي الكائن البشري الآخر سواء أكان جارك أو أخاك أو أحد الغرباء، وقيل في كتاب العهد الجديد: «ان ما أمركم به هو ان تحبوا بعضكم البعض، وان تحب الآخر كما تحب نفسك» وكل الأديان تنادي بالسلام بين البشر.
    < واذا كنا لا نؤمن بالله؟ أقول ذلك لأني أتساءل أحياناً حول ما اذا كانت الجنة والنار أو الجحيم موجودتين حقاً؟!
    < اذا لم يكن لدينا إيمان فان المتدينين لا ينظرون الينا بعين الرضا والاحترام. وبالنسبة للمتزمتين منهم والأكثر تشدداً وتعصباً من بينهم، نصبح أعداءاً لهم.
    < في ذلك اليوم الذي عرض فيه التلفزيون أخبار التفجيرات اتهم أحد الصحافيين الاسلام فهل كان هذا الصحافي عنصري برأيك؟
    < كلا ليس عنصرياً بل جاهلاً وغير كفوء فهذا الصحافي يخلط بين الاسلام والسياسة، هناك رجال سياسيون يستخدمون الإسلام في صراعاتهم نسميهم المتطرفين والأصوليين أو المتزمتين.
    < انهم عنصريون أيضاً؟
    < المتطرفون متعصبون، فالمتعصب هو ذاك الشخص الذي يعتقد انه الوحيد الذي يملك الحقيقة وغالباً ما يسير التعصب والتزمت مع الدين. المتعصبون والمتشددون موجودون في أغلب الأديان، ويعتقدون انهم ملهمون بروح سماوية ومدفوعون بايحاء رباني، إنهم عميان ومتحمسين وانفعاليين ويريدون فرض قناعاتهم وارائهم ومعتقداتهم على الباقين، وهم خطرون لأنهم لا يعطون قيمة لحياة الآخرين، وباسم معتقداتهم هم مستعدون لأن يقتلوا بل ومستعدين لأن يموتوا، الكثيرين منهم مخدوعون يتلاعب بهم زعيم، وهم بالطبع عنصريون.
    < كيف هم هؤلاء الناس الذين يصوتون لصالح جون ماري لوبن؟
    < يقود لوبن حزباً سياسياً مبنياً على العنصرية أي كره الاجنبي والمهاجر والحقد عليه، كره المسلمين واليهود الخ...
    < إنه حزب الحقد والكراهية.
    < نعم، ولكن ليس كل من يصوت لصالح لوبن يمكن ان يكون عنصرياً أتساءل أنا نفسي حول ذلك، والا سيكون هناك أكثر من أربع ملايين عنصري في فرنسا وهذا عدد كبير فإما هم مخدوعين، أو لا يريدون رؤية الواقع فبتصويت البعض لصالح لوبن فإنهم يريدون بذلك التعبير عن حالة الحيرة والإضطراب التي يعيشون فيها لكنهم يخطئون في وسيلة التعبير.
    < قل لي يا أبي ماذا نفعل حتى لا يكون الناس عنصريون؟
    < كما قال الجنرال ديغول «انه لبرنامج واسع» فالحقد أسهل في ترسيخه في الأنفس من الحب، من الأسهل ان نشك ونرتاب، ومن الأسهل ان لا نحب من ان نحب أحداً لا نعرفه، دائماً هذا الميل الغريزي، أي كره الاجنبي الغريزي الذي تحدثنا عنه قبل قليل الذي يعبر عن نفسه بالرفض والانكار.
    < ما هو الرفض والانكار؟
    < هو ان يغلق المرء الباب والنوافذ تجاه الآخرين، اذا دق الغريب الباب لا يًفتح له، واذا أصر يُفتح له ولكن لا يُسمح له بالدخول، ويُفهم ان من الأفضل له ان يذهب الى مكان آخر، أي يطرد ويعطى
    شعورا بأنه غير مرغوب فيه.
    < وهذا يولد الحقد؟
    < هذا هو الشك أو الإرتياب الطبيعي الذي يوجد لدى البعض تجاه البعض الآخر، الحقد أو الكراهية شعور أخطر وأعمق لأنه ينطوي على نقيضه، أي الحب ويفترض وجوده.
    < لا أفهم عن أي حب تتحدث؟
    < حب الذات.
    < هل يوجد أناس لا يحبون انفسهم؟
    < اذا لم نحب ذواتنا لا نحب أحداً آخر وهذا مثل المرض انه شيء بائس. في الغالب يحب العنصري نفسه كثيراً الى درجة مبالغ بها بحيث لم يعد هناك مكان للآخرين من هنا منشأ انانيته.
    < اذن العنصري هو الذي لا يحب أحد وهو أناني، انه اذن حزين، لأن هذا شيء لا يحتمل انه الجحيم.
    < نعم انه الجحيم.
    < في المرة الماضية كنت تتحدث مع عمي وقلت: «الجحيم هو الآخرون» ماذا تقصد بذلك وما معناه؟
    < لا علاقة لهذا بالعنصرية انه تعبير نستخدمه عندما نكون مرغمين أو مجبرين على تحمل أناس لا نغرب ان نعيش معهم.
    < انه مثل العنصرية.
    < لا ليس بالضبط، لأنه ليس المطلوب أو المقصود ان نحب الناس جميعاً، اذا قام أحد، لنفترض انه ابن عمك الصاخب والمشاغب احتل غرفتك ومزق دفاترك ومنعك من اللعب وحدك بعلبك، فأنت لن تكوني عنصرية اذا طردتيه من غرفتك، وبالمقابل اذا جاء رفيق في صفك الدارسي ولنفترض انه المالي عبدو الى غرفتك وتصرف بكل أدب ولياقة ومع ذلك تطرديه من غرفتك لسبب واحد انه أسود البشرة هنا تكونين عنصرية في سلوكك هل فهمت؟
    < نعم ولكن عبارة «الجحيم هو الآخرون» لم أفهمها جيداً.
    < هذه جملة مأخوذة من مسرحية لجان بول سارتر تسمى «جلسة سرية» ثلاث شخصيات تتواجد في غرفة جميلة بعد موتها ولأجل غير مسمى أي الى ما لانهاية. عليهم ان يعيشوا معاً، محكوم عليهم بالعيش سوية الى الأبد ولا توجد لديهم أي وسيلة للهرب من هذا الوضع، هذا هو الجحيم ومن هنا جاء تعبير «الجحيم هم الآخرون».
    < هذا ليس عنصرية فمن حقي ان لا أحب كل الناس، ولكن كيف تعرف بأن ما نفعله ليس عنصرية؟
    < لا يمكن للانسان ان يحب الناس جميعاً واذا كان مرغماً على العيش مع أناس لم يخترهم سيعيش الجحيم ويجد عندهم كافة الأخطاء والمساوئ مما سيقربه من العنصرية، ولتبرير اشمئزازه وتقززه يتحجج العنصري ويستند الى طباع وصفات فيزيائية ويقول: لا أحتمل هذا الشخص من الناس لأنه أنفه أفطس أو مقوس أو منحني أو مدبب أو لأن شعره أجعد أو لأن عينيه غائرتين أو مغوليتين الخ... هذا ما يفكر به العنصري في أعماقه: «مهما يكن من أمر معرفتي بالنواقص والمساوئ أو المزايا والخصائص الفردية لشخص ما، يكفيني ان أعرف انه ينتمي لمجموعة معينة حتى أرفضه وأنكره» .
    ويستند العنصري الى خواص وصفات وملامح فيزيائية ونفسية أو سيكولوجية لتبرير رفضه لهذا الشخص.
    < أعطني أمثلة على ذلك؟
    < يشاع ان السود ذوي بنية متينة ولكنهم كسالى، نهمين وقذرين أو غير نظيفين، ويشاع ان الصينيين «صغار وأنانيين وقساة» ويشاع ان العرب «مخادعين وماكرين ومنافقين وعدوانيين وخونة» وتتردد أمثال من نوع «هذا عمل عرب» لوصف عمل غير مكتمل ومرتج أو ناقص، ويقال على الأتراك انهم أقوياء وقساة ويُلبس اليهود أسوء الصفات والنواقص الفيزيائية والأخلاقية في محاولة لتبرير مضايقتهم ومعاملتهم معاملة سيئة... الأمثلة كثيرة جداً السود يقولون عن البيض ان لديهم روائح غريبة والعكس صحيح، والآسيويين يقولون ان السود بدائيين أو متوحشين الخ يجب استبعاد هذه المفردات الجاهزة من تعابيرك من أميال «رأس تركي» للدلالة على العند والجمود أو «عمل عربي» للدلالة على النقص وعدم الجودة والجدية، «ضحكة صفراء» للدلالة على اللؤم والضغينة، «يكد كالزنجي» الخ انها سخافات يجب محاربتها ومكافحتها.
    < أولاً تعلم الاحترام، فالاحترام أمر أساسي، حتى ان الناس لا يطالبون ان نحبهم بل يريدون ان نحترمهم في حدود كرامتهم ككائنات بشرية. الاحترام هو ان يكون لديك تقدير واعتبار للآخر. ومعرفة الاستماع. الاجنبي لا يطالب بالحب والصداقة، بل بالاحترام. الحب والصداقة يمكن ان يولدا فيما بعد عندما نعرف بعضنا البعض بشكل أفضل ونقدر بعضنا البعض بشكل أفضل، ولكن في البداية لا ينبغي ان نكون حكماً مقرراً بصورة مسبقة بعبارة اخرى لا يجب ان تكون لدينا أحكام مسبقة. والحال ان العنصرية تنمو وتتطور بفضل أفكار جاهزة عن الشعوب وثقافاتها، أعطيك أمثلة أخرى من هذه التعميمات الحمقاء: الاسكوتلنديين بخلاء، البلجيكيين ليسوا أذكياء، الغجر لصوص، الآسيويينت مراءين ماكرين وذو وجهين... الخ، فكل تعميم غبي ومصدر للخطأ والضلال. لذلك لا يجب ان نقول أبداً «ان العرب هم كذا وكذا» العنصري هو الذي يعمم انطلاقاً من حالة خاصة. فاذا تعرض للسرقة على يد أحد العرب يستنتج من ذلك ان كل العرب لصوص، فاحترام الآخر هو الاهتمام بالعدالة.
    < ولكن يمكن ان نسرد نكات بليجيكية دون ان نكون عنصريين؟
    < اذا أردت الاستهزاء بالآخرين فعليك أولاً ان تضحكي على نفسك وتستهزئي بها والا فلن نكون من أصحاب المزاح، فالمزاح قوة.
    < ما هو المزاح هل هو الضحك؟
    < ان يكون لدى المرء حس بالمزاح هو ان يعرف كيف يمزح وان لا يأخذ الأمور دائماً بجدية، وان يستخرج من أي شيء جانبه الذي يقود الى الضحك والابتسامة، قال أحد الشعراء «ان المزاح هو أدب اليأس».
    < هل لدى العنصريين حس بالدعابة أو المزاج humeur، أقصد بالمزاح humour؟
    < انها هفوة أو زلة لسان ظريفة، كلا ليس لدى العنصريين حس بالمزاحا اما مزاجهم فهو غالباً ما يكون شرير، فهم لا يعرفون الا بصورة بذيئة وشريرة على الآخرين. وذلك باظهار نواقصهم ومساوئهم كما لو انهم خالين من الهفوات والنواقص والمساوئ. عندما يضحك العنصري فذلك من اجل ان يظهر تفوقه المزعوم، ولكن ما يظهره في الحقيقة،، هو جهله ومستواه المتدني ودرجة حماقته أو رغبته في الايذاء والاضرار، ولذكر الآخرين والاشارة اليهم يستخدم مفاهيم وعبارات ومصطلحات بشعة وقبيحة وشنيعة أو شائنة ومهينة








                  

العنوان الكاتب Date
الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي أحمد أمين12-24-02, 08:29 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي أحمد أمين12-24-02, 09:12 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي أحمد أمين12-24-02, 11:14 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي 3mk-Tango12-24-02, 11:23 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي أحمد أمين12-25-02, 01:41 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي أحمد أمين12-25-02, 01:54 PM
  Re: الطاهر بن جلون العنصرية كما شرحتها لابنتي Hozy05-23-03, 11:10 PM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de