|
|
 دعوة للحب والتسامح والظهور
|
دعوة للحب والتسامح والظهور
هوارى حمدان هجو
أغنيكم....أغنيكم
أغني جذوة النار التي فيكم
وألعن ذلك البرد المدثر
روحكم برماد موتاكم
أغنيكم
وأبني فى عيون الشمس
مملكتى تناديكم
نسوراً تعشق الترحال
فى الآفاق تبغي الكون حرية
بدء الحديث ومنتهاء لشاعرنا حسن بيومي
الناظر بعين ثاقبة الى حال المثقفين السودانين فى هذا الزمان اما ان يجدهم بلا انتاج ومبعدين عن الاضواء او يجد انتاجهم ولا يجد لهم اثر ، ففى عصر تتوافر فيه كل سبل الظهور والتليمع للاشخاص العاديين يتغيب المثقف السودانى عن الظهور ، فنادرا ما يصادفك مقال لمثقف سودانى مرموق على صدر صفحات الصحف العالمية او السودانية ، الا شذرات من القصائد التى يخرجها هاشم صديق بالمناسبات فقط ونسمع بها على صدر صفحات جريدة الحرية ولكننا لان نراها تعبر امواج البحر الاحمر لتعانق المتعطشين الى كل ما هو جديد ومشوق ، كما ان مقال الطيب صالح الذى كان يتحفنا به مع كل عدد جديد من مجلة المجلة اصبحنا لا نراه ، واصبحنا لا نرى مثقف سودانى على شاشة اى فضائية ، ففى آخر مرة استضاف المذيع اللبناني زاهي وجدى اديبنا الطيب صالح على برنامجة الناجح ( خليك بالبيت ) من قناة ( LBC ) كان بالمصادفة فقط ليس الا ، وذلك ان الطيب صالح كان ضيفاً رسميا واعتياديا فى احتفالات الجنادرية السعودية وكان زاهى من ضمن الحضور ، فتصادفا فكان اللقاء و لان اديبنا كان على موعد للتكريم فى لبنان ، ومن قبل استضاف ميشو على قناة المستقبل الفنان الرائع عمر احساس ، ومن قبله فى عام 1998 استضافت ليليان على قناة ART الخبير الاعلامى السودانى على شمو ، واذا نظرنا الى الفترات الزمنية بين كل رمز من رموز الثقافة السودانية على القنوات العربية نجده بعيد ببعد مثقفينا عن الاضواء وعن الاعلام ، كما لا يفوتنى ان اذكر بانى قد شاهدت على قناة الشارقة فى برانامج الاطفال قبل عام فرقة سودانية مكونة من الاطفال تجيد العزف على الآتنا الشعبية ، وقد كانت بالفعل مدهشة للجميع وكما انها ادهشتنى انا ، ونكتب هذا المقال فى زمن تتواجد فيه الفرقة السودانية للالآت الشعبية باليابان وقد اخبروني بانها كانت مدهشة ، وهنالك ظهور الفنان العظيم الكابلى فى ندوات عن التراث السودانى بالبحرين ، واذكر ان شاعرنا المتالق بجدة عبد العال السيد قد اخبرنى بان الكابلى بصدد تسجيل فيديو كليب بالتضامن مع شركة روتانا ولكننى لم ارى ولم اشاهد هذا العمل حتى هذا اليوم . غير انى اذكر فى عام 1998م تقريبا استضاف التلفاز السعودى على القناة الاولى الشاعر السودانى محمد مفتاح الفيتورى ، وكان لقاءاً دسما ، لكن اللافت للنظرا حقا هو ان مقدمة البرنامج كانت صور من مدينة الخرطوم عرضت فى هدوء جذاب وكانت ترافقها اغنية عم عبد الرحيم بالعود للراحل المقيم مصطفى سيد وكانت فى غاية الوضوح ، كيف تحصل التلفاز السعودى على هذه النسخة فى زمن تغيبها عن التلفاز السودانى؟( راجع ارشيف القناة الاولى من تلفاز المملكة العربية السعودية )
كل هذه الاشياء اسوقها متسائلا ...لماذا يحجم المثقف السودانى عن التعامل مع اجهزة الاعلام ؟ ام ان اجهزة الاعلام لا تسعى اليه ؟ لماذا لا تتفاعل الملاحق الثقافية فى كل سفاراتنا الممتدة على ارجاء العالم مع المثقف السوداني ؟ لماذا لا تقوم السفارات السودانية بارسال دعوات الى مثقفين سودانين ومبدعين سودانيين وفنانيين سودانيين لزيارة الدولة التى تقبع فيها تلك السفارة للتعريف بالسودان ؟ الم تزل الاغنية السودانية غير مفهومة فى الوطن العربي ؟ هل فكرت السفارات السودانية بلماحقها الثقافية فى اسبوع السودان.. هل فكرت فى دعوة كل مبدع وارسال خطاب رسمى الى جهة عمله لتسهيل مهمته .... دعونا ننسى الخلاف من اجل وطننًا اعطانا الكثير ومن اجل اظهار هويتنا والاعتزاز بها ... دعونا نفكر فى السودان ولا نرضى بالجلوس بالغربة ونمارس العداء ضد وطننا كاننا لا ننوى الرجوع ؟فالسفارة السودانية فى اى دولة ملك لكل سودانى محب لوطنه ويسعى لاعلاء واظهار وطنه ، كم اشتاق الى خريجى فنون جامعة السودان بمعارضهم الرائعة على صالات سفارتنا بجدة وكم اتمنى ان يغنى بها وردى ، وكم اتمنى ان يتصالح شعراء المهجر مع الوطن ( غصباً للظروف والحال الحرن ) وكم اتمنى ان ينصهر المجتمع المثقف والمبدع فى بوتقة الوطن ، ومن هنا ياتى السلام ؟ ترى كم حاربنا فى الجنوب ؟ كم انتصرنا وكم هزمنا ؟ فهل فكرنا فى حل عبر الابداع ؟ عبر النغم ؟ عبر الشعر ؟ عبر ريشة الفنان؟ وعبر ابتسامة الاطفال؟ تعالوا نغنى للاطفال .. تعالوا نغنى للمتشردين والجياع من اخواننا ... تعالوا نكتب قصة وطن قرر ان يتسامح وقرر ان يكون الاول فى كل شى... دعوة الى الحب والتسامح والظهور...ودمتم
فإن شئتم
تعالوا الآن نرقص رقصة البدء
ونعلم أن نُمد الكف
نحو الشمس للدفِء
تعالوا أيها الجوعى
تعالوا ايها الفقراء
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست