عزاء المرحوم المهندس عصام عمر احمد (بندة) مساء اليوم بالمركز الثقافي السوداني بالدوحة

Quote: غاب عن دنيانا أمس الصديق الحميم عصام بندة فملأ يومي ومسائي حزناً وأسى ولا يزال. التقيت عصام لأول مرة في الدوحة قبل سنين عدداً برفقة صديق مشترك، وكان قادما لتوه من دولة الأمارات للعمل في دولة قطر. بعد دقائق قليلة من مقابلته لأول وهلة كان عصام هو صاحب البيت والمضيف، وكنت أنا الضيف. عصام هكذا، يملك حباً للناس يذيب كل الحواجز والجدران والجليد في ثوان، ويأسرك ببراءته وببساطته وبوده العميق وبضحكته النضرة، إن عرفته أنت لوهلة، فكأنما يعرفك هو منذ دهور. عصام كان امتحاناً وتحدياً لأصدقائه ومعارفه، لإن له من الثراء والغنى قي محبة الآخرين، ما يجعلك تحس على الدوام بالفقر والإدقاع العاطفي، فمهما فعلت لن تحب عصاماً كما يحبك، ولن توده كما يودك، ولن تجله كما يجلك. وحينما انتمى عصام لحركة (حق) التي انتمي إليها، لم يأتينا من مدخل سياسي قط، ولكنه أتانا من مداخل الوجدان السليم، وحب الناس، والانحياز العام والمطلق للعدالة الاجتماعية والمساواة، وبساطة الرؤية والطلاقة الإنسانية. أعلم أن عصام قد لقي من فرط طيب خلقه وبراءته وسماحته شقاءاً كثيراً في هذه الدنيا، فلتطب روحه وليهنأ بالسلام الأبدي في الأعالي، نم هانئاً ولك الرحمة والغفران ولزوجتك المكلومة ولأسرتك الصغيرة ولأهلك وأصدقائك ومعارفك الصبر وحسن العزاء. محمد سليمان عبدالرحيم