|
Re: وجع إنسان و هو يودع للأبد بلادأ عاش فيها (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في تلك الادارة الحكومية الكبيرة جمعتنا الأقدار .تلاقينا و عشنا و تعايشنا سنوات هي في حكم العمر.. كان هو نادل (جرسون) في بوفيه تلك الإدارة الحكومية..و كم نهلنا من يديه و بشاشته أكواب الشاي بالنعناع و الزعنر و الكركدي الساخن و البارد... سنوات عديدة و سنوات ثمينة تعايشنا معا و معنا نخبة من جنسيات عربية متعددة... هي علاقات عمل رسمي و لكنها اختلطت بزخم و ود طبيعي تأكيدا لتلك المعاني و الحكمة من اختلاف الواننا و السنتنا و بلداننا ( وجعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا)..
كان هو أضعفنا.. ليس لبسطة في اجسامنا و لكنه كان هو العامل البسيط الأدنى مرتبة في السلم المهني و كنا نحن بحكم ذلك التراتب الأعلى مرتبة.. و لكن هذا التراتب لم ليكن ليجد بيننا أي اعتبار إلا في الورق.. فربطت بيننا اواصر قوية من صداقة و حب و صدق ،قوّى من تلك الاواصر أننا جميعا غرباء عن تلك البلاد...
عاصرٍناه و عشنا معه معه كل لحظات فرحه..فرحه بزواج ابنه فرحه بزيادة الراتب فرحه... بلحظات سفره للإجازة السنوية ...و فرحنا معه. و عاصرنا معه لحظات انكساراته و تعاطفنا معه : لحظات طلاق ابنه من زوجته العنيدة الناشزة...لحظات علمه بمرض زوجته في الهند...لحظات انكساره و حزنه أمام عنت المديرين و رؤساء العمل و قسوتهم الزائدة احيانا ...و حزنّا معه و واسيناه. نمت بيننا و بينه محبة و تفاهم كامل..تفاهم صامت احيانا و صريحا احيانا أخرى.
|
|
|
|
|
|
|
|
|