Quote: إذا رأيت شرخاً بالحائط عليك متابعته حتي تصل لجذوره ومنابعه." وهنالك شق واضح في حائط المؤتمر الوطني
المؤتمر الوطني يا عزيزنا الفاضل وُلد مشروخاً ومشقوقاً منذ "تلك اللحظة التاريخية" التي توجّه أحدهما تقية إلى معتقل كوبر "حبيساً" بينما سار الآخر إلى القصر الجمهوري رئيساً.
فالأمر لم يكن يحتاج إلى استبصار زرقاء اليمامة، أو الانتظار ثلاثة عقود حتى يتسنى لعموم السودانيين الانتباه إلى وجود ذلك الشق.. فهُم سبق ولاحظوه واضحاً منذ لحظة الولادة المشوهة قبل 29 عاماً وتبيّن لهم جلياً أن المولود "الإنقاذي" كُله شقوق ودمامل وتقيحات. وحتى من كان مخدوعاً أو واهماً لبعض الوقت، فسرعان ما تكشفت سوءة الشرخ وفاحت عند أنفه رائحة الشق لحظة انفصال وافتراق اللصين على الوطن المسروق عند منعطف نهايات القرن الماضي
ومع اتفاقنا مع الأستاذ الفاضل في توصيفه لحال المعارضة الذي يدعو للأسى وضرورة تنظيم نفسها وتوضيح خطواتها وتفاصيل أجندتها، وعودتها لرشدها وحتمية المراهنة على قواعدها وجماهيرها بدلاً عن التعلق بالأوهام.. إلا أن ما يثير الغرابة أن كاتبنا الفاضل الذي يأسى على المعارضة الغارقة في أوهامها وأحلامها يعود هو نفسه ويغرق عميقاً في (أحلام اليقظة) ويسرح بعيداً في (أحلام ظلوط) عندما يُراهن على (الرقابة الدولية والإقليمية).. وكأن هناك مصلحة لأمثال أوهورو كنياتا، وعبد الفتاح السيسي، ويوري موسفيني وبقية طغاة الجامعة العربية أو جنرالات الاتحاد الأفريقي في إجراء انتخابات سودانية نزيهة، أو أن ثمة حِرص لديهم على ذهاب شبيههم البشير:
وكأن تلك الرقابة الشكلية التي يدعو لها الأستاذ الفاضل لم تكن موجودة طوال العقود الماضية منذ الانتخابات التي غطس في أمواجها (كيجاب) في العام 1996، وحتى انتخابات العام 2020م التي من المتوقع أيضاً أن يراقبها مركز كارتر، والتي ربما تتزين بإطلالة المرشحة الرئاسية المنافسة الآنسة (لوشي) بمشيئة الله .
والأكثر إثارة للسخرية يا نصر أن الأستاذ الفاضل يراهن أيضاَ على كفاح و"منافحة" أشخاص من شاكلة حاتم السر ومبارك الفاضل.
وليت الأستاذ الفاضل وهو يصف أحد هؤلاء بـ"المعارض الأصيل الذي لم ينكسر ولم يقبل الاسترداف" والآخر بـ"المخضرم المنافح"!! أبان وأوضح لنا ما هي الفتوحات التي حققها ( مبارك الفاضل) أو (حاتم السِر)!
خصوصاً ونحن نشاهد بأن كل من تم توزيره و"استردافه" جرى توضيبه و"تزييته" وتليينه، وانتهى تِرساً يدور في نفس الفلك الإنقاذي، بل انتهوا أكثر مزايدة ومنافحة عن النظام من أهل الجِلد والراس وأكثر ملكية من الملكيين الإنقاذيين الأصليين "البدريين".
فأين هو التغيير الإيجابي في أوضاع السودان والسودانيين الذي لاحظه الأستاذ الفاضل بعد انضمام حاتم ومبارك لفِرقة "الإنقاذ" وجوقة النظام.. فهل تسارعت وتائر "إنقاذ" الوطن باتجاه شاطئ الأمان بعد استردافهما أم أن السفينة تسارع اندفاعها بلا كوابح نحو مهاوي الردى والهلاك؟
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
الصادق عبدالله الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست