رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة الـبـن: "دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل"

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-26-2024, 00:08 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2018م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى صورة مستقيمة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-01-2018, 07:18 AM

عبدالرحمن إبراهيم محمد
<aعبدالرحمن إبراهيم محمد
تاريخ التسجيل: 10-02-2009
مجموع المشاركات: 2591

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة (Re: عبدالرحمن إبراهيم محمد)


    من أخطر الجرائم التى إرتكبها هذا النظام هو كسر كرامة المواطن السودانى وإذلاله لدرجة تحقيره لنفسه وللوطن. فمن أهم ما كان يتميز به الشعب السودانى هو عزة النفس والزهو بالكرامة والأصالة. وهذا طبعا نابع من إستمرارية تاريخ طويل متمكنة فيه الأصالة. فالسودان مقارنة بأى دولة نامية، ما عدا إثيوبيا، لم يخضع لتهتيك البناء الإجتماعى والثقافة الحضارية بعوامل غزاة تمكنوا من الإقامة فى الوطن وغيروا تركيبته السكانية وممارساته الثقافية-الحضارية، كما فى كثير من البلدان التى خضعت للإستعمار أو التبعية الإدارية.

    والسبب بسيط فى تقديرى. أولا أن السودان يعتبر أقدم حضارة لأقدم مجتمع حضارى فى التاريخ البشرى. ثانيا، الركيزة على حدودنا الشمالية كانت لرماة الحدق وصعوبة التضاريس التى مكنتهم من مقاومة أى غازى من فرس وهكسوس وإغاريق ورومان وحتى جيوش العرب المسلمين، لم تتمكن من فرض السيطرة على الوطن. لذلك نجد إستمرارية الممارسات والتقاليد الإصيلة المنقوشة على جدران المعابد والإبنية والمسلات التى توضح أن الممارسات الثقافية-الحضارية المنحوته من ألوف السنين مازالت ممارسة إلى اليوم، بإستمرارية تكاد تكون منعدمة فى أغلب شعوب العالم التى خضعت للإغتراب النفسى نتيجة لهيمنة الغزاة على مجمتمعاتهم. فحينما نرى زيارة النيل للمولود الجديد أو العرسان ونرى طقوس الحنا والجرتق وحتى بخ اللبن منحوته فى الجدران من قبل آلاف السنين، نستطيع أن نفهم القيمة الأصالية لواقعنا. ومن هنا جاءت عزة النفس. فحتى حينما تم إخضاع السودان تحت الحكم التركى لم يستمر حكمهم أكثر من سبعين عام إندحر بعدها بثورة تحالفية من كل أصقاع وأطراف الوطن. وبعد الغزو الإنجليزى لم يستمر حكمهم أكثر من أربعة وخمسين سنة. بل أن الإنجليز لم يتبعوا السودان لإدارة المستعمرات كبقية مستعمراتهم، بل لوزارة الخارجية. وكان يتم تنبيه كل الموظفين الجدد والإداريين بتوجيهات صارمة بضرورة إحترام السودانيين وعدم إهانتهم لأنهم شعب لا يقبل الخنوع. وقد شهدوا ذلك فى الثورات المتتاليات التى إنتظمت الوطن شرقا وغربا وجنوبا: من ثورات الزاندى والدينكا والنوير والأنواك والمورلى والنوبة والفور والجزيرة. وحتى القوى الإستعمارية الأخرى مثل بلجيكا وفرنسا والمانيا لم تسلم من بطش الثوار السودانيين بخيرة قواتها وقوادها. وكل هذا التاريخ الحافل لا يتم تدريسه للنشئ والطلاب فى مدارسنا المسخ المشوه.

    لذلك فى كل أنحاء العالم وخاصة الدول العربية، كان السودانى يتمتع بالإحترام والإجلال، والريادة والقيادة. ولكن بعد أن جاء هذا النظام الوبال، عمل على كسر كرامة المواطنين على كل الأصعدة، حتى صار منادة السودانى بـ"العبد" ممارسة يومية فى كل الدول العربية حيث يقتل مواطنونا دون ولو مذكرة إحتجاج من حكومة خانعة جبانة إلا على شعبها. فالنظام مكن للفاشلين والساقطين ومكسورى الخاطر من شغل وظائف قيادية، تفهت من قيمة المنصب ومن قيمة المواطن الذى يتعامل مع تلك الأدارات. ثم تعدى الأمر ليبلغ درجة "قلع" ونهب ممتلكات المواطنين, فمثلا صودرت ممتلكات وسيارات مواطنين نزفوا سنين طويلة من أجل جمع المال لشراء عربات أو شاحنات للعودة للوطن والإستقرار فى عمل يشكل مصدر رزق. فتمت مصادرة عشرات الألوف من السيارات والشاحنات من ميناء بورتسودان وأثاثات وممتلكات شخصية جمعت بعرق الجبين؛ بحجة الحاجة ‘إليها فى الحرب فى الجنوب وفى تأثيث المرافق الحكومية. وبعدها تم الإذلال بإبتكار التجنيد الإجبارى والدفاع الشعبى حيث أهين مدراء المصالح بواسطة منتسبى النظام من الفاقد التربوى، لإهانتهم وكسر كرامتهم. حتى صارت مذلة كل مواطن مغلفة بالتجنيد الإجبارى. ثم تمادى النظام فى إدخال نظام الجلد ليكسر أنف المواطنين أكثر ويهين كرامتهم. ثم عمد النظام إلى الممارسات المشينة والإغتصابات فى بيوت الأشباح. وتفشى جلد النساء وإغتصابهن - وكن الحرائر اللائى كان السودانى "أخو البنات" يفخر بشرفهن. وبلغ الإذلال مداه حينما تفشت السقطات الأخلاقية نتيجة لضيق الظروف المعيشية، حتى صارت بعض السودانيات، وحتى بعض السودانيين نموذجا للدعارة والقوادة داخل وخارج الوطن.

    وكان الجرح الأكبر هو مهانة القيادات السياسية التى فرضت نفسها على الوطن والمواطنين. فشاهدهم المواطن وهم يتذللون لكل من هب ودب من قيادات دول، وفيها من بناها السودانيون بعلمهم وعرقهم وتفانيهم. فصار المسئولون السودانيون يتحدثون بإنكسار نفس فى لقاءآتهم المتلفزة مع قيادات تلك الدول. وحتى فى مقابلاتهم التلفزيونية، لا يستطيعون مجرد الرد بكرامة بما يكفل ماء الوجه على الإهانات التى يوجهها مذيعون ساقطون فاشلون. وبلغ الذل مداه أن من يدعى أنه رأس البلد والقوى العالمية تحت جزمته، يستقبله صغار الموظفين من أدارات البلاد التى يزورها. ويكفينا أن نشاهد مذلته وإستكانته فى كل زيارة لبلد، كان آخرها تدنية وتحقيره لنفسه وللوطن الذى يدعى أنه يمثله وهو يستعطف بوتن الذى لم يرد على مذلته وهوان نفسه بالإلتزام بأى شئ.


    خسئت وخسئت نفسك يا ساقط!

    فيا أبنائى وبناتى، أرفعوا رؤوسكم عالية؛ فهذا النظام وهذه الشرذمة الساقطة لا تمثلكم. فماضى هذا الوطن الكريم ملئ بكل عظيم وجليل. وأنا آتىٍ به بإذن الله. فالثقة فى النفس، هى أول المتطلبات من أجل تغيير الواقع.





















                  

العنوان الكاتب Date
رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة الـبـن: "دعـوا الخـنوع و فـَتـِّحوا طـاقـات الأمـل" عبدالرحمن إبراهيم محمد01-27-18, 07:50 PM
  Re: رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة عبدالرحمن إبراهيم محمد01-28-18, 05:33 AM
    Re: رسالة إلى شبابنا وقصـيدة ردا على ريـحـــة عبدالرحمن إبراهيم محمد02-01-18, 07:18 AM


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de