|
|
 Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� (Re: Abdullah Idrees)
|
سلام لعادل والمتداخلين،
في خيط آخر عن موضوع وأحداث الراهن في الآحفاد، كنت قد علقت بالتالي،
{{لأن الأحفاد استثمار اجتماعي ضخم لآل بدري وللمجتمع المستفيد، فقد نحتاج توسعة نحو مدخل آخر هام جدا سيكشف عن "أقصر الدروب" لتفسير تصرفات البروف مع الطالبات. خاصة وقد ثبت بشهادة كثيرات منهن انها تصرفات مطردة اعتدن عليها بل وتجد قبول الكثيرات منهن.
وأقصر الدروب لتفسير ما جرى، هو في تقصي وتحليل "التاريخ الاجتماعي للأحفاد". أي من حيث بدأت قبل أكثر من قرن وعقد في رفاعة، كمدرسة لبنات البيت والأهل والجيران، والمدرسين فيها من نفس درجات القرابة وبتقاليد سودانية حتمت شكل الرعاية الأبوية في صلب التفويض وضمانات الاستمرارية. ثم لما انتقلت الأحفاد إلى أم درمان واستقرت هناك، فقد انتقلت واستقرت معها تلك التقاليد وأشكال الرعاية الأبوية الضامنة لها عند المجتمع. وإلى قريب، قبل توسعها وثم تصعيدها إلى جامعة فقد كانت بيئة الاحفاد هي تلك التي تعدها الأسر الأمدرمانية المتعارفة لبنات البيت والأهل والمعارف، وبضمانة من تلك الرعاية الأبوية المناطة بآل بدري عن ثقة فيهم وفي مدرسيهم الملتزمين نفس عهد التفويض بنهج التقاليد الأهلية الأبوية التي فيما قبل نظم التربية والتعليم الحديثة.
وبالطبع فمياه كثيرة قد جرت تحت جسر الأحفاد خلال العقود، ولكن بروف قاسم في التزام "ساموراي أخير" بموقفه، ولحد الانتحار، كما بدا من ردة فعله بعد الأحداث، قال انه ظل في الأحفاد لنصف قرن كامل وسيظل. هذا موقف لا بد معه ان نفترض الرجل متشربا بأصل هذا التوصيف والتفويض الاجتماعي السوداني البدئي لوضع الأحفاد. ولا بد أن أفعاله وردود افعاله تجد لها منصة ومنطلقا في تاريخ وكيفية تلك الرعاية الأبوية التي محضتها أسر الطالبات الثقة التقليدية التي كانت في لوازم تأسيس مشروع الأحفاد وفي أسس استمراريتها.
وأيضا فعبر تلك المصفوفة الاجتماعية وفيها، فقد تعودت الطالبات على طرائق الرعاية الأبوية تلك التقليدية، بموافقة مجتمعهن القريب، بل وتحت الحاحه.
فالذي صدف وأن ظهر الآن من تصرفات بروف قاسم وكذا من تقبل الكثير من الطالبات لذلك ودفاعهن عنه، يدل على بيئة أحفادية متقوقعة في ذاتها وظلت راسخة في طمأنينة هذا التقليد لدرجة انها لم تعترض على تجلياته تجر ذيولها في حرم الجامعة حتى ولو تعارضت مع التغيير الذي اعترى اولويات واهتمامات وخطاب ومناهج التعليم في الجامعة التي- للمفارقة- اصبحت دراسات النوع الإجتماعي وعلم النفس في مقدمتها، وكلها، حداثيا، لا تلتقي مع تلكم تقاليد الرعاية الأبوية في التربية، إلا بالنظر إليها كدرس تاريخي واجتماعي. ولكن رغم ذلك فقد استمر بروف قاسم مشبعا بتلك التقاليد وفقا للتفويض التقليدي ولم يواكب.
وواضح كذلك إنه لو لم يذهب بروف قاسم بهذا التقليد الأبوي الى أمداء موغلة في البعد عن الوعي الحديث المتصاعد في التربية والحقوق، ولو لم تتح الوسائط للناس معرفة ما يجري، فلربما لما حانت الفرصة للنظر النقدي في تجربة الأحفاد، ولا اتيحت هذه المناسبة لتعديل مسارها بعيدا عن تجربة طالت لأكثر من قرن بهدي اجتماعي إن لم يكن قد اختلف بالفعل فهو في تسارع نحو تغيير جذري شامل.
------
واما بخصوص بروفسير قاسم بدري وبيانه الأخير... فربما لو إنه قدر حجم التحولات الاجتماعية والحقوقية والاعلامية حق قدرها، أو تصور حجم الضرر على المؤسسة التي يرأسها، لبادر إذن بالاستقالة عن جميع علاقاته بالجامعة بديلا عن هذه المكابرة على رؤوس الأشهاد تزيد الطين بلة عليهما. ثم لاستغنى عن هذا البيان لا يغني عن كليهما شيئا. بالاستقالة فقط، سيحفظ بعض الرصيد المعنوي أو يزيد في مأثرة الجد والأحفاد مأثرة الإقرار بالخطأ. ولكن هل سيسمح له التاريخ الاجتماعي للأحفاد بنادرة كالاستقالة ناهيك عن الإقالة؟}}
ولكنني وجدت في كتابتك عن الموضوع ما سيفيد فكرتي أعلاه عبر مناقشة بعضها كما في هذا المقتبس| Quote: في تقديري إن تحويل العلاقة التعليمية ما بين رئيس الجامعة من جهة والاستاف والطالبات من جهة أخرى من علاقة رسمية تحكمها اللوائح والقوانين؛ الى علاقة اجتماعية مريضة تسمى بالباباوية (بابا قاسم) هي واحدة من المداخل التي دخل بها الشر الى جامعة الاحفاد. في مجتمع بطريركي بدلا من ان تقوم الاحفاد باستعدال العلاقات الجندرية في داخلها وارسائها على اسس الندية والاحترام المتبادل والمؤسسية |
انتبهت لهذا المقتبس لأنه عكس ما ظننت عن تحولات العلاقة التعليمية في الأحفاد. فهي في تقديري لم تكن أبدا "علاقة رسمية تحكمها اللوائح والقوانين" ثم تحولت إلى "البابوية القاسمية" لاحقا! فللحقيقة، وزمنيا، سنجد أن الترتيب هو معكوس ذلك، حيث المجتمع "البطريركي" وبموافقة المؤسس، قد فرض على الأحفاد شرط "الرعاية الأبوية" التي نتج عنها هذا الواقع الذي تجذر في الأحفاد برعاية المؤسسين ولمصلحتهم، وترسخ لاحقا برعاية ولمصلحة وتحت إشراف بروف قاسم وآل بدري ولو كاستثمار في الرصيد المعنوي الكبير والحيثية الاجتماعية. هذا شرط التفويض ثم استثماره جتى بعد انتفاؤ الحوجة إليه، هو ما أدى للأزمة الأخيرة في لحظة تناقض حاسم مع مقتضى المؤسسية الحداثية.
وأيضا مما لفت إنتباهي هنا، إشارة عبد الله ادريس لإرث إيجابي لبابكر ويوسف بدري يتكئ عليه البروف قاسم ليفعل عكسه وبما يناقضه... ربما مقصود عبدالله هي تلك السيرة المجيدة للأولين كما سارت في التاريخ وبين الناس، ثم تعرضت الآن بجراء ما ظهر من فعل قاسم وأقواله للنقد والتشكيك. ولكن، في سياق الحدث الراهن، فإنني أعتقد أن جذر "متلازمة الأحفاد"، كما تم توصيفها عن حق، إنما يمتد في ذلك الإرث الحقيقي فعلا للمؤسسين والمؤسسة نفسها في تبني شرط "الرعاية الأبوية" وثم تكريسه عبر الحقب.. إن أصل "متلازمة الأحفاد" إنما يوجد هناك في حيث أصبحت "الرعاية الأبوية" هي أساس شرط التفويض المجتمعي للإحفاد ومؤسسها منذ أول مدارسها في رفاعة. وبالطبع فلطالما خدم هذا التفويض وأمّن للشيخين وللمؤسسة ـ فيما قبل الجامعة ـ والطالبات وأسرهن، وفي ظرفه التاريخي، تأسيسا سلسا وتوسعا مطردا ونظاما يعمل بكفاءة ويخدم الاستثمار الاجتماعي الناجح لأسرة بدري لأنه في نفس الوقت، وعبر ذلك التفويض ذاته، فقد تم تجيير المؤسسة وكامل رصيدها المعنوي على الأقل، أسريا!!ولكفاءته قديما في خدمة المؤسسة وحديثا في خدمة وأسرة بدري، فلقد انتقل نظام "الرعاية الأبوية" بحذافيره، إلي كلية الأحفاد فالجامعة أبان تأسيسها في عهد العميد يوسف، ومن ثم، عن تفكير رغبوي براغماتي قصير النظر، أو بإغفال متعمد، فقد تم تكريسه في عهد قاسم لدرجة أصبحت "الرعاية الأبوية" هي السمة الأوضح لبيئة الأحفاد خضعت لها الإدارة وهيئة التدريس قبل الطالبات. تصالحت وتعايشت الجامعة مع هذا الواقع على الرغم من تناقضه البين مع مقتضيات التعليم الحديث والجامعي وثم مع الرسالية الحداثية الخصوصية التي تتبناها الجامعة مؤخرا وتستمد لها السيرورة من سيرة التحرير الأولى الحسنة... المشكلة أن تلك السيرة الأولى لم تتحرر أبدا من، بل تكرست فيها، ربقة التفويض المجتمعي الأصلي المشروط بدوره بتلك (الرعاية الأبوية). ما فعله البروف في ظني لم يخرج عما قاله متحديا ومحقا في نفس الوقت، عن"الطريقة الأحفادية" لمن يرغب فيها على شرطها! ففي ستمرار تلك الطريقة مصلحة به ولمن يليه من الأسرة بما خولته شيخا يفعل ما يرى ويريد! المشكلة أن الأحفاد جامعة وبالتالي فهي بالضرورة نقيض الطريقة والأن فالجدل بين الحالتين النقيضتين قد وصل إلى ذروته....السؤال هو، متى وكيف ستشرع جامعة الأحفاد في الخلاص من ربقة وعقابيل ذلك التعاقد القديم في الرعاية "الأبوية والأسرية" الذي وصل منحنى منفعته الحدية للجامعة إلى الحضيض بل ويجلب الضرر...وهل سيكون سهلا فك الارتباط الإداري والأكاديمي بين الجامعة والأسرة البدرية بعدما تأكد أو تحتم انهيار أحد أعمدة الأرتباط بين الكيانين متمثلا في تفويض "الرعاية الأبوية" القديم وتلاشي الحاجة له؟
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات الإخضاع الإجتماعي في جامعة الأحفاد | Abdel Aati | 01-15-18, 02:56 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Abdel Aati | 01-15-18, 02:56 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Abdel Aati | 01-15-18, 02:57 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Abdel Aati | 01-15-18, 02:58 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Abdel Aati | 01-15-18, 02:59 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Elhadi | 01-15-18, 03:57 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | حامد بدري | 01-16-18, 09:26 AM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Hani Arabi Mohamed | 01-16-18, 09:29 AM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | نادر الفضلى | 01-16-18, 09:54 AM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | Abdullah Idrees | 01-16-18, 12:51 PM |
| Re: قضية عبير : ذكر الألفا قاسم بدري وآليات ال� | هاشم الحسن | 01-16-18, 11:57 PM |
|
| |
هاشم الحسن
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست