|
Re: أسئلة زي الرصاص و إجابات كذلك: آخر حوار مع (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كيف تبدو ملامح المستقبل السياسي لمصر؟
– على المدى القصير ستواجه مصر مشكلات ومتاعب نتيجة حالة التجاذبات السياسية، لكن على المدى المتوسط سوف يكون لدينا بلد مختلف تماما عصري ديمقراطي يملك مشروعا قوميا يتيح له أن يكون القاطرة التي تقود النظام العربي القائم الآن.
أنت كاتب تقدمي، هل التفكير في التخلف والإصلاح يؤدي إلى فهم حقيقة التاريخ؟
– المجتمعات التاريخية كلها في اتصال بعضها ببعض. إذا أخذنا مجتمعا بعينه في لحظة معينة، فهو إما متفوق على المجتمعات المحيطة به، وإما متكافئ معها أو متخلف عنها. مقياس ذلك نجده في الحرب أو التجارة. أيام الجاحظ كان العرب يشعرون بالتفوق، وأيام ابن خلدون كان يشعرون بالتخلف. العبارة عن هذا الشعور واضحة عند هذا وعند ذاك. كتبت عمّن يعي التخلف، ويعترف به ويبحث عن وسائل استدراكه. ولم ألتفت إلى من يتجاهله أو ينفيه. من خصائص الفكر الأيديولوجي الانكباب على هذه النقطة وحدها.
هذه إذن حالة عادية في التاريخ، ومن الطبيعي أن نجد لحالة العرب ما يماثلها في مجتمعات أخرى مثل التجربة الروسية والألمانية. وهذا جعلني أخلص إلى أن التفكير في التخلف والإصلاح يؤدي إلى فهم حقيقة التاريخ، وهذه ترادف معنى الماركسية الموضوعية، وقد تبين لي عن بحث وتمحيص أن الماركسية الموضوعية ليست موضوعة “proposition” تُناقش، بل هي وضعية situation”” تُشاهد وتوصف.
لماذا لم تتطور صناعة التاريخ عند العرب من الكتابة التقليدية إلى فلسفة التاريخ؛ هل كان ابن خلدون يستطيع ذلك ولم يفعل؟
– توجد عند المؤرخين المسلمين فلسفة واعية بنفسها إلا أنها متجذرة في الوعي المطلق. التاريخ ظهور وإظهار لباطن، والباطن مرسوم منذ الأزل. هذه الفلسفة قريبة مما يقول به بعض الفلاسفة فالعلم المطلق مقدم على علم الجزئيات، كذلك معرفة غاية التاريخ مقدَّمة على رصد أطواره.
نرى اليوم صراعا بين تيارين أحدهما يريد أن يتحكم في الحداثة حتى يستطيع أن يوجهها توجيها مفيدا للمجتمع، والآخر يتظاهر بالرفض والممانعة، فيترك الحداثة تسير في صالح الغير
ما مفهومك لمصطلح القطيعة مع التراث؟
– لا تتم القطيعة مع التراث، أي التحرر من هيمنته، إلا بدراسة تاريخية نقدية. نلاحظ أن من يتشبث بالتراث هو، في الغالب، أكثر الناس جهلا به. يختزل الثقافة العربية في الإنتاج الديني، وهذا في الإنتاج الفقهي، وهذا في الإنتاج السني… إلخ، بل هناك من الأصوليين من لا يعرف من التراث إلا فتاوى ابن تيمية.
بدأت الحداثة في الغرب بتحقيق نص التوراة والإنجيل، ثم مؤلفات أرسطو وأفلاطون، وسائر مؤلفي اليونان واللاتين، وهذا العمل لا يزال مستمرا إلى اليوم. كل جيل يؤول التراث تأويلا جديدا وهذا التجديد المستمر مطلوب ومقبول، لا أحد ينعته بالزيغ والعقوق. لا جدال في منهجية التحقيق. ويكون الاختلاف في التأويل، وذلك بحسب المجالات. طرائق تأويل النص الديني مخالفة لطرائق تأويل النص الشعري أو الفلسفي أو النقدي.
هل ما زلت تعتقد أن على العرب أن يتجرعوا الحداثة كما تجرعتها أمم قبلهم؟ وماذا لو كان ثمن تجرعها قاسيا: أعني من قبيل توليد نقائضها! ألا تزدهر الأصولية في سياق التحديث واللَّبْرلة والعولمة؟ تابع
|
|
|
|
|
|
|
|
|