|
Re: سلفية و اصولية بمذاق نصراني :مقال يتحدث عن (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
الطبيب و العالم ميغيل سيرفيتوس رفض عقيدة التثليث فما كان جزاؤه؟
فلنقرأ إذن:
في جنيف: بحثاً عن ميغيل سيرفيتوس: شادي لويس
لم يكن ممكناً أن أجد موقع النصب في خرائط غوغل، ولعل جهلي التام بالفرنسية كان سبب تعثري. أرسلت الاسم إلى الأصدقاء في جنيف، لكن أحداً منهم لا يعرف مكان
التمثال. في المواقع الإلكترونية للإرشاد السياحي للمدينة، كانت هناك بيانات كافية عن معالم جنيف، خصوصاً عن النصب التذكارية لرواد الإصلاح البروتستانتي، لكن لاشيء
عن ميغيل سيرفيتوس. وحتى في الإشارات القليلة إلى النصب التذكاري للاهوتي والطبيب الإسباني الذي حكم عليه مجلس المدينة بالحرق، بتهمة الهرطقة في منتصف القرن
السادس عشر، لم تكن هناك بيانات عن موقعه، سوى اسم التلة التي نصب عليها التمثال. ولم يكن ممكناً أيضاً لخرائط غوغل أن تتعرف عليها.
كدت أفقد الأمل. فغير أني لم أجد أثراً للرجل، الذي رفض لاهوت التثليث، وهرب من وجه الاضطهاد الكاثوليكي في فرنسا، فأحرقه البروتستانت في جنيف، فما كان مثيراً
للغيظ هو النصب التذكارية لقتَلته، كالفين ووليام فاريل، الموزعة في أنحاء المدينة، لتخليد سيرتهم، كرواد للإصلاح وحرية الضمير والعقل. وكنت قد بدأت في الشك بأن آثار
سرفيتوس، قد أخفيت عمداً. فسيرة الرجل ومأساته، كافية لإفساد أساطير التسامح التي تعتنقها جنيف عن نفسها، وخلخلة تصورات أوسع للغرب عن تاريخه. فالأخلاق
البروتستانتية، وروحها الرأسمالية، والتي روج لها لاحقاً ماكس فيبر، مع غيره، بوصفها أسس الحداثة، لم تكن بالضرورة أفضل حالاً من مقابلها الكاثوليكي، فلا هي أكثر
فردية ولا أكثر تسامحاً أو علمانية كما لنا أن نفترض اليوم. فاليوتوبيا البروتستانتية الأولى التي أسسها كالفن ورفاقه في جنيف، غير أنها أحرقت المختلفين في الرأي، فقد
فرضت نظاماً ثيوقراطياً للقمع، لجلب الملكوت إلى الأرض. فحضور الصلوات التعبدية في الكنائس أصبح مفروضاً بحكم القانون، والحضور المتأخر كان يعاقَب بالجَلد في
مكان عام، فيما كانت علامات البهجة كالغناء أو الرقص وحتى الملابس الزاهية أو الضحك بصوت عالٍ في مكان عام، أفعلاً جُرمية تُعامل بقسوة. |
|
|
|
|
|
|