|
Re: المكسيك ترسل مواد إغاثة لأمريكا (Re: Abureesh)
|
أنا مقيم في أمريكا منذ العام 1989م. ثمان وعشرون سنة من عمري قضيتها بأمريكا. تسعة عشر عاما منها مكثتها في ولاية كاليفورنيا المجاورة لدولة المكسيك. و كانت اراضي ولاية كاليفورنيا تابعة لدولة المكسيك. و قد سلبتها أمريكا من دولة المكسيك عقب ما يعرف تأريخيا بال American Mexican War ذلك، علاوة على أراضي ثلاث ولايات أمريكية أخرى، هي ولاية تيكساس، المنكوبة بالطوفان الآن، و ولايتي نيو مكسيكو و أريزونا. أمريكا دولة عظمى، و أنا مواطن أمريكي بالتجنس. أنا أحب أمريكا، على علاتها. عسكريا، أمريكا هي الأقوى على مدار العالم. و هي تستعمل كرت قوتها العسكرية لتحقيق مكاسب اقتصادية دوليا. و اقتصاديا أمريكا في تدهور. نحن لا نغفل دور السياسات الاقتصادية الناجحة في المساهمة بجعل امريكا اقتصادية عظمى. أنا لا أغبط أمريكا و مواطنيها، و أنا واحد منهم، على مستوى الرفاهية الاقتصادية التي يتمتعون بها. لكن لا ينبغي أن نغفل دور الثروات الاقتصادية الغزيرة و البكر التي توفرت لهم، بعد نيلهم الاستقلال التام من بريطانيا العظمى، في جعلهم قوة عالمية عظمى يؤبه لها. و لا غرو أن قرار دخولهم المتأخر في أتون الحرب العالمية الثانية لصالح المعسكر ذي الكفة الراجحة ، بعد الانهاك و الافقار الاقتصادي الذي ألم بالطرفين المتحاربين، أقول أن ذلك القرار " الحصيف " أفاد الاقتصاد الأمريكي الناهض في أن يرقى المرتبة الأولى عالميا.
العلاقات الدولية تقوم على رعاية المصالح الاقتصادية و الاجتماعية المشتركة. لا خلاف أن الاقتصاد الأمريكي أقوى من رصيفه المكسيكي. لكن كما ذكر الأخ المهندس: محمد عثمان Abureesh فإن قطاع الزراعة في أمريكا يعتمد غالبا على الأيدي العاملة الموسمية المجلوبة بشكل قانوني من دوبة المكسيك، أو تلك التي تدخل أمريكا بشكل غير قانوني، و معظمهم من دولة المكسيك أيضا. لولا الأيدي العاملة الرخيصة الآتية من دولة المكسيك لأصبحت اسعار المنتجات الزراعية في أمريكا باهظة الثمن. معظم الإنتاج الزراعي في أمريكا يأتي من ولاية كاليفورنيا، المجاورة لدولة المكسبك، و من مزارع جل، إن لم نقل كل الأيدي العاملة فيها جاءت من دولة المكسيك. و تلك الأيدي العاملة من دولة المكسيك، للأسف، لا تمنح جزاءا ماديا عادلا قياسا الجهد المبذول. و ملاحظاتي العامة، أن المهاجرين غير القانونيين لامريكا من دولة المكسيك في غالبهم الأعم منتجون بكفاءة عالية، طيبون، أمناء، و نزهاء. و نسبة المجرمين و المتعاملين بالمخدرات بينهم قليلة جدا. لكن الجمهوريين، و خاصة " رئيس الغفلة "دونالد ترمب هذا حالهم. أراهم دوما ينكرون الجميل و يغلبون المصلحة السياسية الضيقة لحزبهم السياسي على ما سواها. فالاحصائيات الفيدرالية بأمريكا أثبتت أن الأغلبية العظمى من المهاجرين لامريكا، و أغلبهم من دولة المكسيك، حينما ينالوا الجنسية الأمريكية تصوت للحزب الديمقراطي الأمريكي. بشكل عام حزب الأغلبية في أمريكا، و بفارق كبير هو للحزب الديمقراطي. فالمسجلون للانتخابات من الحزب الديمقراطي الأمريكي يمثلون الغالبية الراجحة اذا ذهب أكثرهم لصندوق الاقتراع بغرض التصويت للحزب الذي سجلوا إليه.
|
|
|
|
|
|
|
|
|