|
Re: الكفاح العنصري المسلح ضد الحوار والعقلان (Re: Omer Abdalla Omer)
|
دكتور أ. ح. بعد السلام.. في إطار نقدنا لموقف دكتور حيدر إبراهيم الذي يقول فيه أن السودان الجديد بلا مضمون و بلا مرجعية، فكانت مداختلك و كأنك تتماهى معه في موقفه هذا و في تحدي تطلب مني أن أتي لك ببعض مرجعية للسودان الجديد فكرية و سياسية و ثقافية وووو. ببساطة شديدة جدا يمكن أن اقول: في مؤتمر جوبا يقول المؤرخ ارنولد تومبي " و هو من اشهر مؤرخي التاريخ الحديث و صاحب نبؤات تحقق الكثير منها)، يقول تومبي أن قيام سودان جديد موحد يقع على عاتق المثقف الشمالي و ذلك امر يحتمه التاريخ على أن يتنازل المثقف الشمالي عن راس المال الإجتماعي و الإنساق الثقافية المضمرة (هذه المتمثلة في سيطرة اللغة العربية الثقافية و الدين الإسلامي) حتى يتمكن من بناء سودان موحد متنوع متصالح مع نفسه. للأسف لم يكن المثقف الشمالي مستعدا لأي تنازل و حاول بناء دولة أسلاموعربية أو عربية في أحسن الفروض متجاهلا المكونات الأخرى مما جعل منها هامشا. الدولة الاسلاموعربية وصلت قمتها في برنامج المشروع الحضاري الذي طرحه الأسلاميون و هو كذلك فشل و في طريقه للإندثار. نظرية السودان الجديد إذن ما هي إلا أستجابة لتحدي ازمة الحكم في السودان و رد طبيعي لحالة الكساد الفكري الحصل في السودان و فشل المثقف الشمالي في أن يحقق نبؤبة أرنولد تومبي في بناء سودان موحد متنوع متصالح مع ذاته لا تسيطر عليه إنساق ثقافية مضمرة لمجموعة ثقافية واحدة. و منها ظهرت ثنائية المركز و الهامش! فبينما إستجاب المركز (التعريف غير إثني و في أدبيات الحركة الشعبية، المركز معرف تعريفا جيدا و لكن يلتوي كثير من الناس على ذلك و يصروا أن تعريف الحركة الشعبية للمركز بأنه إثني جهوي و هذا ليس صحيحا و ليس أمينا)! إستجاب المركز لصدمة فشله في بناء سودان موحد بإستجابة سلبية فنكص إلى ماضيه (راس ماله الإجتماعي العربي و الاسلامي على مر تاريخ حكوماته التي حكمت السودان) تعويضا عن فشله المر في بناء سودان موحد وواقعه الامر و هو يرى مردود فشله في سودان مفتت ومتحارب! وصلت قمة نكوصه هذا في المشروع الحضاري الذي اتى به الاسلاميون ودفعوا فيه الجنوبين للإنفصال و أشعلوا المحارق التي ما زالت تنتظم بقية السودان. بالمقابل إعترف الهامش بالفشل و تقبله و إستجاب له بصورة إيجابية فولدت نظرية السودان الجديد و التي في الأساس تحاول معالجة أزمة الحكم في السودان فتقوم على السودانيوية . فهي، في إعتقادنا السودانوية هي الوحيدة التي توحد السودانيين بعكس العرق و الدين. فكرة السودانيوية و دولة المواطنة هي مرجعية السودان الجديد و التي نعتقد إنها الفلسفة الوحيدة التي يمكنها بناء دولة سودانية موحدة يمكن لها اللحاق بركب الإنسانية في الحرية و العدالة. ثم جاءت نظرية المركز و الهامش لتفسر ديناماكية العلاقة التي قادت لفشل مثقفي المركز لبناء سودان موحد كما تنبأ أو كان يأمل تومبي. بحثت نظرية الهامش و المركز و حاولت الإجابة على لماذا فشلت نخبة المركز في بناء دولة موحدة غير متحاربة و متصالحة مع نفسها تعمل على تحقيق الحرية و العدالة الإجتماعية. يقال أن المفكر د. قرنق عندما قرأ نظرية المركز و الهامش قال إن فكرة السودان الجديد هي الهيكل العظمي و إن نظرية المركز و الهامش هي لحمه.. نظرية المركز و الهامش هي النسيج الداخلي لفكرة السودان الجديد و التي تحاول فهم طبيعة العلاقة بين المركز و الهامش و محاربة الأنساق الثقافية المضمرة و راس المال الإجتماعي الطاغي و الذي عمل على إقصاء ثقافات واسعة. سؤالك عن مرجعية السودان الإقتصادية، فكما هو معلوم فإن الحركة بدأت ماركسية و لكن بعد- بل و قبل سقوط الإتحاد السوفيتي و سقوط منقستو تمت مراجعات كثيرة داخل الحركة و إتجه إلى الغرب و تبني الليبراية و العدل الإجتماعي و التي تتناسق مع دولة المواطنة و الحرية. الغريبة أن الدكتور حيدر كان مع قرنق في أسمرا و قد رأيت له صورا مع قرنق و لكن لم نسمع له نقدا لهذه النظرية ثم تزامن نقده هذا مع الأزمة الأخيرة و إقالة عرمان!
|
|
|
|
|
|
|
|
|