|
Re: شارع عبيد ختم (Re: أحمد محمد عمر)
|
انت يا اب سن العرفك شنو بشوارع الخرطوم ومالك بقيت تتحشر زى دينق بس انت ودينق كلاكم من شبيه دينق من الجنوب السابق وانت من الجنوب الحالى نحن شارع عبيد ختف حانسميهو شارع احرار
تنهدات : من قصيدة المومس العمياء لبدر شاكر السياب
أين الصباح من الظلام تعيش فيه بلا نهار
وبلا كواكب أو شموع أو كوى وبدون نار؟
أو بعد ذلك ترهبين لقاء ربك أو سعيره؟
القبر أهون من دجاك دجى وأرفق، يا ضريره
يا مستباحة كالفريسة في عراء يا أسيره
تتلفتين إلى الدروب ولا سبيل إلى الفرار؟
وتحس بالأسف الكظيم لنفسها: لم تستباح؟
ألهر نام على الأريكة قربها... لم تستباح؟
شبعان أغفى، وهي جائعة تلم من الرياح
أصداء قهقهة السكارى في الأزقة، والنباح
وتعد وقع خطى هنا وهناك: ها هو
هو ذا يجيء - وتشرئبّ، وكاد يلمس ... ثم راح
وتدقّ في أحد المنازل ساعة... لم تستباح؟
الوقت آذن بانتهاء والزبائن يرحلون.
كالدرب تذرعه القوافل والكلاب إلى الصباح؟
الجوع ينخر في حشاها، والسكارى يرحلون،
مروا عليها في المساء وفي العشية ينسجون
حلما لها هي والمنون:
عصبات مهجتها سداه وكل عوق في العيون،
والآن عادوا ينقضون -
خيطا فخيطا من قرارة قلبها ومن الجراح -
ما ليس بالحلم الذي نسجوا ما لا يدركون ...
شيئا هو الحلم الذي نسجوا وما لا يعرفون،
هو منه أكثر: كالحفيف من الخمائل والرياح،
والشعر من وزن وقافية ومعنى، والصباح -
من شمسه الوضاء... وانصرفواسكارى يضحكون!
ستعيش للثأر الرهيب
والداء في دمها وفي فمها. ستنفث من رداها
في كل عرق من عروق رجالها شبحا من الدم واللــهيب
شبحا تخطف مقلتيها أمس، من رجل أتاها
سترده هي للرجال، بأنهم قتلوا أباها
وتلقفوها يعبثون بها وما رحموا صباها،
لم يبتغوها للزواج لأنها امرأة فقيره،
واستدرجوها بالوعود لأنها كانت غريره،
وتهامس المتقولون فثار أبناء العشيره
متعطشين - على المفارق والدروب - إلى دماها.
وكأن موجة حقدها ورؤى أساها.
كانت تقرب من بصيرة لبها صورا علاها
صدأ المدينة وهي ترقد في القرارة من عماها:
كل الرجال؟ وأهل قريتها؟ أليسوا طيبين؟
كانوا جياعا - مثلها هي أو أبيها - بائسين،
هم مثلها - وهم الرجال - ومثل آلاف البغايا
بالخبز والأطمار يؤتجرون، والجسد المهين
هو كل ما يتملكون، هم الخطاة بلا خطايا
ليس الذين تغصبوها من سلالة هؤلاء:
كانوا مقطبة الجباه من الصخور
ثمتص من فزع الضحايا زهوها ومن الدماء
متطلعين إلى البرايا كالصواعق من علاء!
وتحس، في دمها، كآبة كل أمطار الشتاء
من خفق أقدام السكارى، كالأسير وراء سور
يصغي إلى قرع الطبول يموت في الشفق المضاء.
هي والبغايا خلف سور، والسكارى خلف سور،
دميت أصابعهن: تحفر والحجارة لا تلين،
والسور يمضغهن ثم يقيئهن ركام طين:
وطلول مقبرة تضم رفات ""هابيل"" الجنين!
سور كهذان حدثوها عنه في قصص الطفوله:
""يأجوج"" يغرز فيه، من حنق أظافره الطويله
ويعض جندله الأصم، وكف ""مأجوج"" الثقيله
تهوي، كأعنف ما تكون على جلامده الضخام.
والسور باق لا يثل... وسوف يبقي ألف عام،
الطفل شاب وسورها هي ما يزال كما رآه
من قبل يأجوج البرايا توأم هو للسعير!
لص الحجارة من منازل في السهول وفي الجبال
يتواثب الأطفال في غرفاتها ويكركرون...
والأمهات يلدن والآباء للغد يبسمون،
لم يبق من حجر عليها فهي ريح أو خيال.
وأدار من خطم البلاد رحى، وساط من البطون
ما ترتعيه رحاه من لحم الأجنة والعظام،
وكشاطئين من النجوم على خليج من ظلام
يتحرقان ولا لقاء ويخمدان سوى ركام -
شق الرجال عن النساء سلالتين من الأنام
تتلاقيان مع الظلام وتفصلان مع الشروق:
لو يقطعون الليل بحثا والنهار - على سواها
في حسنها هي؟ في غضارة ناهديها أو صباها
وبسعرها هي ؟ أي شيء غير هذا يبتغون؟
عمياء أنت وحظك المنكود أعمى يا سليمه.
وتلوب أغنية قديمه
في نفسها وصدى يوشوش: يا سليمه، سليمه
نامت عيون الناس. آه... فمن لقلبي كي ينيمه؟
ويل الرجال الأغبياء، وويلها هي، من عماها!
لم أصبحوا يتجنبون لقاءها؟
عيونها، فيخلفوها وحدها إذ يعلمون
بأنها عمياء؟ فيم يكابرون ومقلتاها
أدري وتعرف أي شيء في البغايا يشتهون
بنظرة قمراء تغصبها من الروح الكسيره
لترش أفئدة الرجال بها، وكانوا يلهثون
في وجهها المأجور، أبخرة الخمور، ويصرخون
كالرعد في ليل الشتاء
ولعل غيره ""ياسمين"" وحقدها سبب البلاء
فهي التي تضع الطلاء لها وتمسح بالذرور
وجها تطفأت النواظر فيه....
كيف هو الطلاء؟
وكيف أبدو؟
- وردة ... قمر... ضياء!
زور.. وكل الخلق زور،
والكون مين وافتراء
لو تبصر المرآة - لمحة مقلتيها - لو تراها
- لمح النيازك - ثم تغرق من جديد في عماها!
برق ويطفأ... ثم تحكم فرقها بيد، وفاها
بيد، وترسم بالطلاء على الشفاه لها شفاها
شفتاك عارية وخدك ليس خدك يا سليمه،
ماذا تخلف منك فيك سوى الجراحات القديمه؟
وتضم زهرة قلبها العطشى على ذكرى أليمه:
تلك المعابثة اللعوب... كأنها امرأة سواها!
كالجدولين تخوض ماءهما الكواكب - مقلتاها،
والشعر يلهث بالرغائب والطراوة والعبير
وبمثل أضواء الطريق نعسن في ليل مطير،
تقتات بالعسل النقي وترتدي كسل الحرير.
ليت النجوم تخر كالفحم المطفأ والسماء
ركام قار أو رماد، والعواصف والسيول
تدك راسية الجبال ولا تخلف في المدينة من بناء!
أن يعجز الإنسان عن أن يستجير من الشقاء
حتى بوهم أو برؤيا، أن عيش بلا رجاء...
أو ليس ذاك هو الجحيم؟ أليس عدلا أن يزول؟
شبع الذباب من القمامة في المدينة، والخيول
سرحن من عرباتهن إلى الحظائر والحقول،
والناس ناموا -
هذا الذي عرضته كالسلع القديمة: كالحذاء،
أو كالجرار الباليات، كأسطوانات الغناء...
هذا الذي يأبي عليها مشتر أن يشتريه
قد كان عرضا - يوم كان - ككل أعراض النساء!
كان الفضاء يضيق عن سعة، وترتخص الدماء
إن رنق النظر الأثيم عليه. كان هو الإباء
والعزة القعساء والشرف الرفيع. فشاهديه
يا أعين الظلماء، وامتلئي بغيظك وارجميه
بشواظ عارك واحتقارك يا عيون الأغبياء!
للموت جوعا، بعد موتي - ميتة الأحياء - عارا.
لا تقلقوا.. فعماي ليس مهابة لي أو وقارا.
مازلت أعرف كيف أرعش ضحكتي خلل الرداء
كالقمح لونك يا ابنة العرب،
كالفجر بين عرائش العنب
أو كالفرات، على ملامحه
دعة الثرى وضراوة الذهب.
عربية أنا: أمتى دمها
خير الدماء... كما يقول أبي.
تجري دماء الفاتحين. فلوثوها، يا رجال
أواه من جنس الرجال... فأمس عاث بها الجنود
الزاحفون من البحار كما يفور قطيع دود
يا ليت للموتى عيونا من هباء في الهواء
ترى شقائي
إلا العفاة المفلسين.
أنا زهرة المستنقعات، أعب من وحل وطين
وأشع لون ضحى...
وذكرا بجعجعة السنين
سعالها. ذهب الشباب!!
ذهب الشباب!! فشيعيه مع السنين الأربعين
ومع الرجال العابرين حيال بابك هازئين.
وأتي المشيب يلف روحك بالكآبة والضباب،
فاستقبليه على الرصيف بلا طعام أو ثياب،
يا ليتك المصباح يخفق ضوءه القلق الحزين
في ليل مخدعك الطويل، وليت أنك تحرقين
دما يجف فتشترين
سواه: كالمصباح والزيت الذي تستأجرين.
عشرون عاما قد مضين، وشبت أنت، وما يزال
يذرذر الأضواء في مقل الرجال.
لو كنت تدخرين أجر سناه ذاك على السنين
أثريت..
ها هو ذا يضيء فأي شيء تملكين؟
ويح العراق! أكان عدلا فيه أنك تدفعين
سهاد مقلتك الضريره
ثمنا لملء يديك زيتا من منابعه الغزيره؟
كي يثمر المصباح بالنور الذي لا تبصرين؟
عشرون عاما قد مضين، وأنت غرثى تأكلين
بنيك من سغب، وظمأى تشربين
حليب ثديك وهو ينزف من خياشيم الجنين!
وكزارع له البذور
وراح يقتلع الجذور
من جوعه، وأتى الربيع فما تفتحت الزهور
ولا تنفست السنابل فيه...
ليس سوى الصخور
سوى الرمال، سوى الفلاه -
خنت الحياة بغير علمك، في اكتداحك للحياه!
كم رد موتك عنك موت بنيك. إنك تقطعين
حبل الحياة لتنقضيه وتضفري حبلا سواه،
حبلا به تتعلقين على الحياة: تضاجعين
ولا ثمار سوى الدموع، وتأكلين،
وتسهرين ولا عيون، وتصرخين ولا شفاه،
وغدا. وأمس ... وألف أمس - كأنما مسح الزمان
حدود ما لك فيه من ماض وآت
ثم دار، فلا حدود
ما بين ليلك والنهار، وليس، ثم، سوى الوجود
سوى الظلام، ووطء أجساد الزبائن، والنقود،
ولا زمان، سوى الأريكة والسرير، ولا مكان!
لم تسحبين ليالى السأم المسهدة الرتيبه؟
ما العمر؟ ما الأيام؟ عندك، ما الشهور؟ وما
السنين؟
ماتت ""رجاء"" فلا رجاء ثكلت زهرتك الحبيبه!
بالأمس كنت إذا حسبت فعمرها هي تحسبين.
كانت عزاءك في المصيبه،
وربيع قفرتك الجديبه.
كانت نقاءك في الفجور، ونسمة لك في الهجير،
وخلاصك الموعود، والغبش الالهي الكبير!
ما كان حكمه أن تجيء إلى الوجود وأن تموت؟
ألتشرب اللبن المرنق بالخطيئة واللعاب:
أو شال ما تركته في ثدييك أشداق الذئاب؟
مات الضجيج وأنت، بعد، على انتظارك
تتنصتين، فتسمعين
رنين أقفال الحديد يموت، في سأم، صداه:
الباب أوصد
ذاك ليل مر...
فانتظري سواه.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 08:49 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 08:51 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد الأمين موسى | 06-20-17, 08:55 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 08:56 AM |
Re: شارع عبيد ختم | jini | 06-20-17, 09:09 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد البشرى الخضر | 06-20-17, 09:09 AM |
Re: شارع عبيد ختم | elhilayla | 06-20-17, 09:23 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 10:28 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد مجيدو | 06-20-17, 09:32 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد عمر ابراهيم | 06-20-17, 09:38 AM |
Re: شارع عبيد ختم | سامر دوشه | 06-20-17, 09:34 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد عمر ابراهيم | 06-20-17, 09:40 AM |
Re: شارع عبيد ختم | هشام المجمر | 06-20-17, 10:20 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 10:36 AM |
Re: شارع عبيد ختم | أحمد محمد عمر | 06-20-17, 10:36 AM |
Re: شارع عبيد ختم | بدر الدين الأمير | 06-20-17, 11:16 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 12:02 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 12:10 PM |
Re: شارع عبيد ختم | jini | 06-20-17, 12:14 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 12:26 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 12:29 PM |
Re: شارع عبيد ختم | أحمد الشايقي | 06-20-17, 01:10 PM |
Re: شارع عبيد ختم | MOHAMMED ELSHEIKH | 06-20-17, 01:48 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالله عثمان | 06-20-17, 02:00 PM |
Re: شارع عبيد ختم | jini | 06-20-17, 03:08 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 03:20 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 03:25 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-20-17, 06:54 PM |
Re: شارع عبيد ختم | درديري كباشي | 06-20-17, 08:58 PM |
Re: شارع عبيد ختم | Asim Ali | 06-20-17, 09:59 PM |
Re: شارع عبيد ختم | حمزاوي | 06-20-17, 10:37 PM |
Re: شارع عبيد ختم | nour tawir | 06-21-17, 04:26 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-21-17, 07:26 AM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد مجيدو | 06-21-17, 11:32 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-21-17, 06:30 PM |
Re: شارع عبيد ختم | محمد على طه الملك | 06-21-17, 07:36 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-21-17, 11:24 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 00:24 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 00:29 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 07:19 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 07:23 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 07:25 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 07:31 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 08:56 AM |
Re: شارع عبيد ختم | Ahmed Yassin | 06-22-17, 09:01 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 10:11 AM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 12:26 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 12:34 PM |
Re: شارع عبيد ختم | Othman Al-Hasan Babikir | 06-22-17, 12:39 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 03:56 PM |
Re: شارع عبيد ختم | nour tawir | 06-22-17, 04:47 PM |
Re: شارع عبيد ختم | قلقو | 06-22-17, 05:26 PM |
Re: شارع عبيد ختم | وائل فحل | 06-22-17, 06:59 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 07:18 PM |
Re: شارع عبيد ختم | وائل فحل | 06-22-17, 07:34 PM |
Re: شارع عبيد ختم | عبدالحفيظ ابوسن | 06-22-17, 09:09 PM |
Re: شارع عبيد ختم | Asim Ali | 06-22-17, 10:49 PM |
|
|
|