|
Re: يا خوانا النفس الحار ....في شنو!! (Re: حامد عبدالله)
|
Quote: اعتقد ان المسالة لها ارتباط بثقافة الانسان السوداني نقاشها وتناولها بشكل مكثف سوف يظهرها اكتر ما قد يساعد علي ايجاد حلول لها |
مرحبابك حبيبنا حامد إلى حد كبير أتفق معك فيما ذهبت إليه أن المسألة لها ارتباط بثقافة الفرد السوداني والتعميم طبعا بالتأكيد فيه بهتان لعدد مقدر من السودانيين، إلا أن هناك من الطبايع البشرية للانسان السوداني - كذلك بلا تعميم - ما يجعله محترما ومقدرا بين كثير من أقرانه من الدول التي من حولنا من بين تلك الطبايع إحترام الغير و اثارة الآخرين على النفس هذه الطبائع قد تختفي عند قلة حين تتوفر عوامل محددة منها الإنغلاق وحيدا في غرفة من خلف كيبورد وشاشة كومبيوتر أو (Nickname)، ويعزز هذا العامل الإحساس بامتلاك المعلومة الكاملة، غير منقوصة، وبالتالي أحقية الحكم على الآخرين ثم التحرر من القيود المجتمعية فيسب البعض الآخرين طالما أنه لن يقابلهم، أو بإعتقاده أن المسألة كلها تنتهي مباشرة بمجرد (اللوق آوت Log out ) أو إغلاق جهاز الكومبيوتر (أو الموبايل). إمتلاك المعلومة عبر شبكة الإنترنت، هذا في إعتقادي أكبر مصائب هذا العصر، إن إيمان البعض بقدسية المعلومة المتحصل عليها من شبكة الإنترنت هي أحد أسباب تصاعد الخلافات و (النفس الحار)، إن الواقع يوميا يفرض على العاقل أهمية التثبت من أي معلومة يتحصل عليها من وسائط التواصل و محركات البحث أو المواقع الإخبارية المختلفة، وبالتالي معاملة هذه الشبكة الإنترنتية على أنها وسيط ناقل للمعلومة بشقيها الصحيحة والمغلوطة، إن مؤسسات ضخمةعلى مستوى دول عظمى تعمل على ترويج أخبارا مفبركة تهدف من خلالها إلى السيطرة السياسية أو الإقتصادية أو غيرها, كانت المعلومة في (العهد الورقي) - إن جاز التعبير - تمر عبر مستويات كثيرة من التدقيق والتثبت(طالما أنها لم تكن خاضعة لمؤسسات ذات مطامع) بل لجهات رأسمالها المصداقية، لذلك فإنها كانت أقرب للقدسية، ولذلك فإن الجيل الذي ترعرع في كنف ذلك (العهد الورقي) و يعيش الآن (العهد الرقمي)هو أكثر الأجيال تضررا حيال التعامل مع المعلومة، ولذلك لابد له من إنشاء مؤسسات تدقيق وتثبت ذاتية، قبل إصدار أي من الأحكام النهائية. من أهم هذه المؤسسات الذاتية هي إستقاء المعلومة من مصادر مختلفة ومتنوعة، مصادر مع، ضد أو محايدة، والتثبت الشخصي في كثير من الأحيان قد يتطلب بذلا ماديا أو أو جهديا، ولكن في سبيل ذلك تهون المشقة، فمثلا إن التاريخ يحكي لنا عن المحققين في علم الحديث النبوي كان أحدهم يسافر آلاف الكيلومترات ولمدة شهور على ظهر راحلة تحت ظروف وأحوال جوية مختلفة حر وبرد صحراويين وغير ذلك لكي يتحقق من حديث واحد ليصحح نسبته عن الرسول صلى الله عليه وسلم أو عدمها، الآن الجهد أسهل والبذل المادي أقل في سبيل التحقق والتثبت عن المعلومة ..... ففيم التكاسل وإستقاء المعلومة الجاهزة التي يريدها لنا الآخرون لشيء في نفوسهم؟
|
|
|
|
|
|
|
|
|