ول ابا.. احييك على ابتداع هذه الطريقة الظريفة لمقاومة القبح بالجمال..!
قلت لي (تقلية تـُونة)..الموضوع ليهو علاقة بالكجيك؟
العصيدة ، ورد ذكرها الطيب في رائعة العزيز ابكر ادم اسماعيل (صوت الوتر السادس في قيثارة الوطن المشوه) ، وكأنما ابكر كان يقرأ الغيب والحال التي صارت فيها العصيدة مسبة واداة تحقير ..! فأبكر وقتها ، كان قد ادرك المفارقة العجيبة وحرص على توثيق ذكر العصيدة..
قمرٌ لبابٍ واحدٍ ومهاجرٍ بالعشقِ، منقطعٍ لدربٍ قاصدٍ، القلبُ زكته الخيولُ يوم الرحيل فكان ميلادُ المطر، هكذا… سحبٌ، دخان، برقٌ، رذاذ، وزفير ماعزتى وراء "التكل" النار والأبنوس، مدفأتي.. وعصيدة الدخن العتيقة "والكَوَل" بكاء أخي الصغير، سروالي الممزق من مطاردة السحالي والورل. وزجاجة السمن المخبأ في السياج، ولم يزل، في صدر أمي أميناتٌ أن تسوى قطعة الجاتوه من دخن العصيدة والحليب وأنا أحدد طاقة الإمكان في كتب الدراسة والحديث، ومزاعم الحلوى، وهو هوة الضرائب والعشى الليلي، ونقص الفايتمين. سألتُ أمي: كم توازي قطعة الجاتوه من دخن العصيدة؟ لم تجبني .. ساعةً،
وبنفس حس التوقع/النبوءة ، استشرف ابكر الأفق ، وحدثنا في رائعته (وصفة من زمن الجوالي) وهو يهتف ويناجي:
الغريبة في الأمر ياصديقي ، هو هوية الإستلاب والمسخ الهوياتي المشوه الذي يظن ان ثقافة البناء هي النموذج الأوربي الذي قدم الينا عبر المستعمر في العهود السابقة ، فاليوم لو حاولنا تتبع ثقافة العمارة في امسودان ، سنجد نموذج راسخ عبر السنين ، وهو نموذج الهرم ، الذي تحور الى نموذج القطية ، وهو نموذج شائع في كل انحاء امسودان ، والمستعمر كان اكثر ذكاءا منا حينما استوعب ثقافة ومزاج السوداني العادي ، فكانت القطية حاضرة في معظم محطات سكك حديد امسودان (وهي بقاع لم يراها انسان امدرمان الذي يظن ان الدنيا هي البيوت الصغيرة والأزقة والحواري وانها هي النموذج الحضاري الأوحد) وهي تبنى من الأسمنت ، ولكن فات على المستعمر ان القطية تتميز باسرار كثيرة للغاية ، وان بناءها بالأسمنت والطوب الأحمر يفقدها روحها ومعانيها..!
هنا يا صاحب ، بعض المواد التي تشرح القطية..اضيفها وانا استبطن مقولة سابقة لأستاذنا وصديقنا الدكتور حسن موسى ، الذي كان يتحدث عن فكرة (شرح العنقريب) ، ووقتها كنا نعقد حواجب الدهشة بان هل حقا انسان امسودان بلغ به التيه الى هذا الحد الذي يحتاج شرح العنقريب..!!..وصدقني اليوم نحتاج ان نشرح اشياء كثيرة للغاية..!
عجبني الحكي يا صديقي ، وهو حكي كثيف الدلالات والإحالآت لدرجة اني فكرت ان امارس عادتي في مثل هذه التداعيات بان اقدم الشروحات والإضاءات لبعض العبارات الكثيفة الدلالة..!
عارف الواجعني شديد شنو يا محمد؟..حكاية كلما الواحد يضيق بيهو الحال يجيب سيرة تشاد وامجمينا ، يعني بعض ناس امسودان عندها البيجي نازح من تركيا او سوريا او ارتريا او السعودية او اثيوبيا او الصومال ، هو نازح درجة اولى ولا يسب بجذوره التي قدم منها ، لكن اول ما نتوجه غرب ، عينك ما تشوف الإ النور..! وحينما سمعت التسجيل اياه ، قمت حمت عواصم الدول الأفريقية التي تقع غرب امسودان ، ياخي بلدان جميلة وعواصم اجمل من امدرمان بمليون سنة ضوئية..والله صحي..! لذلك صدق استاذنا عبد الله حمدنا الله حينما خطاها واضحة: امدرمان مدينة مصنوعة ، وللأسف صناعة سبيدر ساكت.. وسوف اضيف بعض الثقافات عن العصيدة ، ولاحقا القطية..فالقبح يمكن ان يقاوم بالجمال الباهر ، ونحن لدينا ما نملك من ثروات طيبة وزاخرة ومدهشة..! هسه عليك الله يا محمد صاحبنا بتاع الجد السابع ده لو مرقت ليهو ناس بتحسب لغاية الجد السبعين يودي وشو وين..!..يعني باقي ليك ح يسوينا آلهة ولا شنو العبارة..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة