|
Re: عرس مرة الشـــــــهيد (Re: ياسر السر)
|
حضرت إلى المسجد للمرة الثانية، ولكن مع إقامة الصلاة هذه المرة، وحضرتْ معي عمتي بتول وخطيبتي سلمى ، توزعنا بين مصلى الرجال والنساء ثم التقينا مع العريس بجانب العربة بعد الصلاة .. - أها وينو عثمان أخوك والمأذون ، مفترض نعلن العقد قبل الناس ما يقوموا - عثمان والمأذون قاعدين مع الامام جوة ، بس منتظرين أهل العروس لسه ماجو . - أهل العروس ما جو كيف يا عريس الهنا؟ كدي أديني رقم العروس أو أخوها أ شوف خبرهم .. - هدي أرقامهم، بس للأسف تلفوناتهم الاتنين مقفولة من قبل الصلاة. في هذه اللحظات جاءنا صوت الامام من الداخل عبر مكبرات الصوت يخاطب المصليين ، وبعد أن هنأهم على نيل فضل صلاة الجماعة ودعى لهم بالقبول ، طلب منهم الانتظار قليلا لشهود عقود ثلاث زيجات بعد الباقيات الصالحات. وجدتها فرصة لكي ألحق باهل العروس ، ولكني عندما تذكرت جهلي بموقع عمارتها وكل شوراع اركويت، وتذكرت مواقفي السابقة معها عدلت عن اقتراحي. - يلا اركب عربيتك سريع ياعصام ، و الحق العروس في بيتها وأدينا خبرهم بالتلفون ، وأنا بدخل أكلم الجماعة جوة عشان يأخروا عقدنا و يكون اخر واحد. تردد عصام للحظات قبل أن ينسحب بسرعة خاطفة من ميدان المعركة ، خيل لي لوهلة انه نسي إدارة محرك السيارة قبل انطلاقتها الصاروخية ، ولكني بددت هذه الاوهام واتجهت لداخل المسجد بينما طلبت من الفتاة وعمتها البقاء داخل عربتي انتظارا للفرج ، مرت الدقائق سريعة جدا والمأذون غير المحترف لم يكن كسائر المولانات ولا يملك كثير كلام أو بديع خطب يطيل به الانتظار، فقد شرع سريعا في الجلسة الاجرائية ، و في لمح البصر نزع ورقتين عريضتين من دفتره البالي وسلمها للعريسين الاولين، وكمن هو على موعد مع عداد حفل اخر صرخ في عثمان قبل أن ينهض الآخران:( أين أهل العرس الثالث؟). وقف عثمان بتمهل وأشار لي بالاقتراب ، تحركت نحوهما ببطء وجلست أمام الماذون الذي باغتني بهجمة سريعة: - أنت وكيل الزوجة.. - لا لا، في الحقيقية أنا الشاهد الثاني.. أمسك مولانا القلم بسرعة ووضعه فوق خانتي في الدفتر وهو يقول: - الاسم بالكامل لو سمحت : فكرت في تغيير إيقاع المباراة ، فأدخلت يدي في جيبي وأخرجت المحفظة ، وبدأت انقب بين البطاقات حتى عثرت عل البطاقة الشخصية ، الرجل لم ينتظرني امدها له بل خطفها ومسح بياناتها كأنه اسكانر حديث ، ثم رماها نحوي قائلا : - وأين الشاهد الأول. اشرت في اتجاه عثمان قائلا : - القاعد جمبك ده هو الشاهد التاني . لمحته يسجل اسم عثمان دون ان يسأل عن باقي اسمه ، ولقد خيل لي أنه أكمل باقي الاسم من بنات معارفه، قبل أن يلتفت الي للمرة الثالثة ويصيح بصوته المزعج: - وأين وكيل العريس؟ - في الحقيقة، أأ .. أنا وكيل العريس. - مابنفع يا استاذ ، انت شاهد ما ممكن تكون وكيل عريس أو عروس . - لكن أنا ود عم العريس لزم . - قلت لك ما بتنفع، حتى لو كنت أبوه لزم برضه ما ممكن تبقى وكيله، نحن سجلناك شاهد وخلاص.. - طيب نخلي العريس يبقى وكيل نفسه ( قلتها بيأس واضح) - ولكن أين هو العريس ؟ خليه يتقدم سريعا.. - في الحقيقة العريس بجي أسع ،انت أسع سجله عندك، اسمه/عصام الخضر حاج الطريفي . كتب الاسم بسرعته المعهودة والتي تفوق سرعة رقيب وعتيد في كتابة ما يلفظه الناس، ثم أشار نحونا بغضب مرا : (يلا وقعوا هنا) .. وبعد أن وقعنا استرقت النظر إل قلمه فرأيته يوقع خلسة عن العريس، وسرني أن لم يسأل عنه ثانية ، ورغم ذلك ساءني سؤاله المفاجئ : - وأين وكيل العروس؟ ترددت للمرة العاشرة قبل أن أقول: - العروس وكيلها أخوها، واسمه عباس، سجله عندك. رايته يكتب حرف العين كأنه كاف، ولم اتبين بقية الحروف التي أكمل بها الاسم من فرط سرعته وانفعاله ، ثم ازغت بصري عنه عندما رأيته يرفع راسه صارخا: - عباس منو يا أخي؟ - عباس .. ، عباس أأ، عباس منو يا عثمان. - عباس ااااه ، عباس ما متذكرو والله. - كيفن ما متذكرو يا جنا ، انت مو اخو العريس؟ حاولت انقاذ الموقف قبل أن ينهار وانا اتذكر اسم خطيبتي السابقة ( احلام فضل المولى الزين) - عباس اخو احلام فضل المولي الزين - احلام دي منو يازول؟ - اقصد عباس فضل المولي الزين ، يلا اكتبه، ده أخو العروس - دون الاسم في عجالة وهو يرمقني بنظرة ملؤها الشك ، قبل أن يباغتني بالسؤال للمرة الألف. - ما تكون انت البتوقع عن وكيل العروس برضو؟ - لا لا ، في الحقيقة وكيل العروس بجي أسع مع العروس. - أها والعريس ؟ - برضو بجي اسع مع العروس. - طيب وكتين العريس والعروس حايمين سوا، لزومو شنو العقد ده؟ قالها وهويلملم أوراقه ويهم بالانصراف : - يلا يا جماعة انا مافاضي ليكم ، لمن يجو جماعتكم تعالوا لي في البيت نكمل ليكم العقد . - أها والورقة ؟ أقصد ورقة العقد. - الورقة تدفع حقها أسع وبعد ما تخلص يجي العريس يشيلها . دفعا للحرج أدخلت يدي في جيبي ومددت له بورقة مالية لم أتبين كم هي ، ولكني تأكدت من علو قيمتها عندما خطفها مولانا وغمتها في جيبه، ثم قام وهو يرفع الفاتحة بيد ويكرفس باقي الاوراق بيده التي تحمل الورقة النقدية، و طفق يردد في الدعاء وهو خارج ونحن والمصلين نردد من بعده (امين).
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-19-16, 08:31 PM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | اميرة السيد | 12-20-16, 01:54 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-20-16, 10:45 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-20-16, 12:27 PM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | اميرة السيد | 12-21-16, 00:38 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | ياسر السر | 12-21-16, 06:56 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-21-16, 10:33 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-21-16, 11:44 AM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-21-16, 01:12 PM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 12-21-16, 09:01 PM |
Re: عرس مرة الشـــــــهيد | عمر التاج | 03-15-17, 05:50 AM |
|
|
|