المخدرات تسرح و تمرح في السودان وصمة عار مهنية! ضياء الدين بلال ما قاله مدير مكافحة المخدرات اللواء محمد عبد الله النعيم، للزميلة المتميزة هاجر سليمان، يُعتبر أخطر ما نُشِرَ في الصحف خلال السنوات الأخيرة. ولكن الأخطر من ذلك، إذا مرَّت إفادات الرجل دون أن تتبعها قراراتٌ كبيرةٌ وإجراءاتٌ قويةٌ تتناسبُ وخطورة ما قيل. مديرُ المكافحة تحدَّث دون مواربة أو تلميح، بأن إدارة الجمارك ظلت تتسبَّب في عدم وقوع مُهرِّبي المخدرات في يد الشرطة! -2- المدهش أن اللواء قال: (ربما) يتم ذلك دون قصد! (ربما) في هذا السياق، تفتح باب الاحتمالات على مصراعيه، لأسوأ ما يمكن تصوُّره. لكننا نستبعد أسوأ ما تستدعيه (ربما) الاحتمالية هذه، وهو التواطؤ، ونعتمد عدم التنسيق أو ربما تنازع الاختصاص. -3- حينما تكاثرتْ أخبارُ حاويات المُخدّرات القادمة إلى البلاد عبر ميناء بورتسودان، دون إلقاء القبض على المهرّبين، قلنا إن هناك ما يُغري العصابات، بأن تُرسِل كميات كبيرة إلى السودان، عبر الميناء الرئيسي! ربما تثقُ تلك العصابات في وجود ثغرات تُمكِّنها من إدخال هذه الكمية بكل سهولة ويسر! أو على أسوأ الفروض بالنسبة لها، إذا تم اكتشافها، فهناك ثغرات تُمكِّن أفرادها (من مرسلين ومستقبلين)، من الهروب والنجاة من حكم القانون! يخرجون من جريمتهم خروج الشعرة من العجين، والدخان من السيجارة! - 4 - في مرات كثيرة دلالة الحدث تصبح أهم من تفاصيله. محاولة تهريب كميات كبيرة من المخدرات، عبر منافذ رسمية، مع تكرار المحاولة عدة مرات وغموض الفاعلين؛ أمرٌ يستحقُّ البحثَ والتنقيبَ لوضع الحقائق على طاولة الرأي العام. كل يوم يمضي ولا يتم الإعلان عن أصحاب شحنات المخدرات، يجعل الشائعات تتكاثر فتُصيب البعض بجهالة. مصدر الفعل أهم من الفعل في مثل هذه الحالات. - 5 - كيف تكون هنالك جرائم متكررة وبذات الأسلوب والطريقة ويتم اكتشافها، ولكن تفشل السلطات في كل مرّة في إلقاء القبض على المجرمين المُرسلين والمستقبلين؟!! ليس بإمكاننا شراء ما قاله مدير المكافحة لهاجر، الرجل ذكر تبريراً غريباً حينما قال: (خططنا كانت واضحة ونحن كإدارة مخدرات لا يهمنا ضبط المادة المخدرة، بقدر اهتمامنا بضبط من يحضّرها، ويروّجها، ومن يسعى لإفساد شعبنا، وكنا حريصين كل الحرص على أن تمر تلك الحاويات من الجمارك حتى نتمكن من ضبط الجناة الحقيقيين المتورطين في القضية، إلا أن خططنا فى كل مرة كانت تفسدها قوات الجمارك، ربما دون قصد حيث تقوم بالكشف عن الحاويات وضبط المخدرات وإضاعة الخيوط التي كان من الممكن أن تقودنا للجناة الحقيقيين)! -6- من كان يصدق أن عدم التنسيق بين أجهزة الشرطة وصل إلى هذا الحد، الذي يسمح بهروب مرتكبي أخطر الجرائم من العقاب بسبب تنازع إداري؟! الجمارك والمخدرات تتبعان لقيادة واحدة، وتعملان تحت ظل وزارة واحدة، ومع ذلك يتجاوز الأمر عدم التنسيق إلى التناحر والتضاد؟؟! ترى هل يُخفي هذا التنازع صراعاً باطنياً خطيراً داخل الجهاز الحساس؟! -7- المهم، إجابات مدير مكافحة المخدرات أوضحت بجلاء وجود خلافات عميقة بين الإدارتين، وتنازع قانوني حول التحري، ومنع ضباط من القيام بواجبهم بل طردهم من أماكن العمل! وأخطر ما قاله مدير المكافحة، أن جهات رسمية تدخلت لمنع إدارة المخدرات من السير في مقاضاة متهمين! -أخيراً- ما أورده اللواء النعيم في حواره مع هاجر بـ(السوداني) أمس، غير قابل للتجاوز أو التجاهل، وهي وصمة عار مهنية، تستحقُّ تدخلاً حاسماً وناجزاً من أعلى سلطة في الدولة وهي رئاسة الجمهورية . :::
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة