الناس المُريحين..

(هذا الغزو الرائع كان في السبيعنات عندما ( ظهر عبدالرحمن عبدالله ، عبدالقادر سالم ، ابراهيم موسى آبا .. وغيرهم )
ولأول مرة نحن في أقصى شمال نعرف مفردات مثل ( شقيش ) .. ربما كان ذلك بعد غزو أهلنا الشايقية بأجمل الانغام لوجدان
الشعب السوداني ( كرم الله ، وجبارة ، وصديق .. إلخ ) فكانت الخاتمة من كسلا ( التاج مكي والحلنقي وغيره ) فكانت
موجات من الاغاني تدعو إلى الحب والمحبة وتعلو فيها قيم الجمال والطبيعة .. )

الله يفتح عليك يا علي،
رغم خروجنا على مايو لكن في اعتقادي أن جل النهضة الفنية والرياضية
والمسرحية كانت نتاجا لمايو قبل أن يتسرب إلى غرفها المتأسلمون، شاركنا في الدورات المدرسية وقرأنا
أجمل الكتب واستمعنا لأروع الأغنيات وزارنا الكبار من كل فج عميق، لم نكن نعرف القبلية والعرقية حتى
أتانا التتار.
(شقيش) كانت من الأغنيات الأثيرة إلى النفس بحق، سيما أنها صادف انتشارها الكيماوي ظرفا انتقلت
فيه من أمدرمان إلى دار حَمَر فكانت أيقونة نوستالجية ولامن الراديو يطبق معاها (الطيف) لمحمد كرم الله ،
وكانت وقتها تشبه المارسليز السوداني، لاتملك إلا أن تذرف الدمع سحاً وتسكابا لفراق المسالمه وحي العرب،
هههه ، كنا قايلنها غربه لامن عرفنا الغربه الماخمج جوه وبره. أها كمان اندلع معها التاج مكي والحب عذاب في
كسلا فنال لقب كيبوبيد وانتظرنا ظهور آفرودايت ملكة الميثولوجيا الإغريقيه المشتهاة في خيمة لدى أقدام توتيل.
ياخ السودان دا عجيب ، الشايقيه قيل عنهم أهل عسكريه وناس الغرب فرسان وناس دواس، لكن عندما يهدأ
الكون تنشد المديريات التسع ،كل بلغته،
(مرضان باكي فاقد فيك علاج طبيبي)..

تسلم يا أبا الحسن.