|
Re: الغام والغام (Re: ابراهيم عبد الوهاب)
|
كان خبر الموسم ، اخيرا سوف تتزوج علوية ، هكذا كانت هي نفسها تردد هذه العبارة وكثيرا ما كانت عندما نلتق بها نحن الشباب تردد عبارات (احييييي عاوز لي عريس ) وكنا نضحك ، لم نكن نعتبرها (فاجرة) او بنت غير سوية لترديدها لتلك العبارة او العبارات (كما يعتقد في مجتمعاتنا اذا طلب الفتاة الزواج تعتبر غير سوية ) لم نكن نتعتقد نحنا الشباب ذلك وحتى الفتيات في الحي كن يضحكن من عبارات علوية واشتياقها للزواج بهذه الصورة كنا نعرفها حق المعرفة ، وكنا في كثير من الاوقات عندما نكون جلوسا في الشارع وتمر بنا نمازحها بان نطلب منها ان تختار احدنا للزواج بها ، كانت تقف وبكل جدية وباصبعها تقوم بالاشارة لمحي الدين ومعها عبارة (انا عاوزة دا محي الدين ) كنا نضحك وكان محي يضحك ايضاً مع خجل يعتلى محياه ، كنا نسالها لماذا محي الدين ؟ كانت تقول انه ( طويل) ومهذب ، كنا نتغاضى عن كلمة مهذب ونمسك لها في كلمة طويل ونقتل هذه الكلمة قتلا ومحي الدين يعتلى وجهة ابستامة وكان محي الدين كما وصفته علوية من خيره شباب الحي ، مهذب عفيف خجول (طوويل) كان يعمل مع ابيه في دكان جده بسوق امدرمان ، ورث ابيه دكان جده وكانوا مختصين بتجارة البهارات ، كان طوال اليوم بالسوق يعمل ويكدح مع ابيه وبل في كثير من الاحيان كان يدير الدكان لوحده ادارة العارف ببواطن هذه المهنة وكان قد اجاد هذه المهنة ، مهنة البيع والشراء ، وقد اصطم بكثير من النساء والفتيات خلال ممارسته لهذه المهنة ، واغلب زوار دكاكين البهارت هن من النساء ، وقد اختصه الله بادب عالي كان لا ينظر للنساء من شدة (خجله) وحياءه ، وكنا كثرا ما نمازحه بان نخبره بانه من كثرة تعاملة مع الناس اصبح انثوي الطباع كان يضحك ولا يلقى بالاً لحديثنا ونحن ايضا لم نكن نلقى بالا لحديثنا مع محي الدين لاعتقدنا ان محي الدين (ارجل راجل في الحلة) وهكذا كانت علوية كلما نسالها السؤال المعتاد تقوم بالاشارة للمحي الدين بانها لن تتزوج الا بمحي الدين او بانها تريد الزواج منه لو وقف لها شباب الحي (في صف) فانها سوف تختار محي الدين وفي احدى (العصريات) ضج الحي (بزغاريد) مما جعل اهل الحي جميعا يخرجون يتسطلعون ما الامر ، وكانت هذه (الزغاريد) تاتي من ناحية منزل علوية ، وانتشر الخبر بان محي الدين قام بخطبه علوية والزواج بعد خمسة عشر يوماً وفي نفس اليوم بالليل ونحن جلوس من غير محي الدين ، اتت علوية ومعها محي الدين من هناك يتشابكون الايدي والابتسامات تعلو وجيهما وعندما اقتربوا من مكان مجلسنا اطلقنا نحن الزغاريد فانفجرت علوية ومحي الدين بالضحك انزلت علوية من يديها (صينية) بها كثير من الحلويات (والخبائز) متبقى الخطبة ، وقالت لنا انها ممتنة لاننا كنا السبب الرئيسي في زواجها من محي الدين وبكت واطلقت لنفسها العنان وانفجرنا نحنا بالضحك فكانت ان وجهت حديثها لمحي الدين قاله اي صاح ديل كانوا السبب في زواجنا لكن تاني اولاد الكلب ديل ما تقعد معاهم
|
|
|
|
|
|
|
|
|