|
|
 Re: ** أن تُضرب متأخراً خيراً من أن لا تُضرِب ن� (Re: على محمد الخير)
|
القراءة الصحيحة والسليمة للأحداث والواقع .. تجعل الرؤية واحدة ..
وهذا لا يختلف عليه الا من بعقله عوار ...
تتشابه المقالات والمأساة واحدة ...
اضراب الاطباء .. والدروس المستفادة
محجوب محمد صالح – الأيام 10 اكتوبر 2016
اضراب الاطباء الجزئي الذي بدأ قبل اسبوعين وظل يتصاعد تدريجيا قد ارسل رسالات واضحة لكل من يهمهم الامر واول تلك الرسائل ان قضية الصحة في السودان باتت قضية مهمة لا تتحمل التسويف ولا المماطلة ولا المغالطات وان النظام الصحي قد انهار تماما جراء الاهمال المتوالي عبر سنين عديدة ومحاولة الالتفاف حول الازمات والتقليل من شأنها .
امر غريب ومثير للدهشة ان تخرج من المخازن فجاة وبعد ان استحكمت الازمة , ان تخرج المعدات والاليات و المستهلكات ليتم توزيعها على المرافق الطبية التي تشكو من عدم توفر الامكانات طوال هذه الفترة دون ان يستجيب احد لمطالبها والان وبعد ان احتدت الازمة خرجت تلك المعدات فجأة وبدأالمسؤلون يواصلون الليل بالنهار وهم يشرفون على ترحيلها من المخازن الى المستشفيات كما ان وزارة المالية تذكرت فجأة ان لوزارة الصحة متاخرات لدى الخزينة العامة ووعدت بسدادها في خلال هذا الشهر و اصدرت شيكا بالدفعة الاولى صورته المواقع الالكترونية.
هذا ضرب من ضروب التقصير الاداري يستحق مساءلة ومحاسبة لو كان هناك حكم رشيد غير ان الامر ليس وقفا على سوء التصرف الاداري وحده فهناك قصور وخطل السياسات وغياب الاستراتيجيات والانفراد بالقرار وبالراي الواحد وعدم الاستماع لراي اهل الخبرة والتجربة – كثيرون قبل سنوات نبهوا الى خطورة تحويل المستشفيات الكبيرة للولايات لكن الحكومة ركبت رأسها ولم تستبن النصح لا اليوم ولا ضحى الغد ونفذت تلك الخطة الكارثية ثم سمحت لحكومة ولاية الخرطوم ان تعبث ما شاءت بالمرافق الصحية القومية وان تسفه اراء الاطباء ذوي الخبرة وان تصر على رأيها وتفرضه بالقهر فكانت النتيجة ما نرى.
ان العلة ليست في سلوك مامون حميدة كوزير يعتمد على فرض الرأي بقوة السلطة انما العلة في نظام حكم يسمح باستنساخ ديكتاتوريين صغارا وكبارا فيصنعوا الماسي ولا يحاسبهم احد – ايلولة المستشفيات دفعة واحدة للولايات كانت خطأ كبيرا حتى لو بدأت التجربة بولاية واحدة هي ولاية الخرطوم.
ولاية الخرطوم هي السودان كله والمرافق الصحية الاساسية في الخرطوم هي مرافق قومية والمرضى ياتونها من شتى انحاء السودان وبعض التخصصات لا توجد الا في الخرطوم وهذا يستدعى ان يكون امر هذه المرافق بيد الدولة المركزية على ان تتولى الولاية المرافق الصغرى والطرفية – لكن بناة الامبراطوريات لا يقبلون الحلول المنطقية فهم في عجلة من امرهم لكي يصنعوا مجدهم الخاص.
حاولت الحكومة معالجة الازمة بالطريقة المعتادة وهي تصويرها بانها عمل من اعمال المعارضة السياسية لكن هذه الوصفة لم تعد عملة مبرئة للذمة – الناس يعيشون ازمة العلاج بانفسهم وهم يرونها راي العين فالقضية ليست قضية سياسية بل هي قضية قصور سياسات وغياب الاستراتيجيات والخلل الاداري والفني وما لم تعترف الحكومة بذلك وتشرع في العلاج الجذري فان المشكلة ستتفاقم.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست