|
Re: لا تعديل بل إلغاء (Re: Yasir Elsharif)
|
الأخ أدروب أبوبكر تحيِّاتي
الزَّوج غير مُستثنى من العقوبة، والآية واضحةٌ جدًا، فالآية تذكر الزاني كما تذكر الزانية أيضًا. وحصر الإثبات في وجود الشُّهود الأربعة يُضيق المقصد الأساسي من التَّشريع؛ إذ يصعب جدًا (إن لم يكن مُستحيلًا) إثبات وقوع جريمة الزنا بشهادة الشُّهود، وهذا يعني أنَّ الزَّوج حتَّى إذا وجود زوجته في فراشه مع غيره لا يستطيع أن يُثبتَ وقوع جريمة الزنا، وبحسب فهمكَ سوف يتوجَّب عليه تقديم "الستر" على ما رآه بأم عينه، وهذا لعمري يتعارض تمامًا مع أحد المقاصد العليا للشريعة الإسلاميَّة نفسها، وهو (حفظ العرض). فقط تخيَّل معي أنَّ أدخل على زوجتي فأجدها على فراشي عاريةً مع رجلٍ عارٍ؛ فهل يُمكن أن أتغاضى عمَّا رأيته بحجة الستر؛ فأتجاهل ما رأيته كأنَّني لم أره؟ قد تكون فكرة المُلاعنة نفسها فكرة سخيفة وساذجة (بحسب رأيي الشَّخصي)، وقد يكون للرجل أن يُطلّق زوجته في هذه الحالة، ولكن ماذا إذا أنجبت المرأة؟ فكيف يُمكن حسم مسألة النَّسب بغير اللجوء إلى تقنية فحص الحمض النَّووي؛ لاسيما مع وجود قرينة تدعو للشك أصلًا. أمَّا بالنسبة للاعتراف وثبوت الحمل، فهما ليسا من إضافات الفقهاء؛ بل هي من السنة المُثبتة بالأحاديث الصَّحيحة؛ فقد عمل بهما الرسول نفسه، وكذلك قال بهما الصَّحابة، فهي ليست من اختراع الفقهاء أو حتَّى دخيلةً على التشريع الإسلامي، فالمرأة الغامدية رًجمت بتوفر شرط الاعتراف، ووقوع الحمل، وكذلك ماعز بن مالك كان أيضًا بالاعتراف، فهذه سُنة نبوية وليست من إضافات الفقهاء والأئمة الأمر كما تعتقد، وأن تعتقد أنَّه بإمكان أيٍ كان أن يُوجد تشريعًا أفضل من التشريع الإسلامي، أو سنةً أفضل من سًنة النَّبي فهو الكفر بعينه كما أجمع على ذلك علماء الإسلام دون استثناء. إضافةً إلى أنَّ وقوع الحمل ليس فقط دليلٌ على زنا المرأة المُتزوجة؛ بل هو دليلًا على زنا الفتاة غير المُتزوجة، فإذا حملت الفتاة غير المُتزوجة فهذا يعني (قطعًا) أنَّها مارست الزنا مع رجل، فإذا اتهمت الفتاة رجلًا ما، وأنكر فإنَّه لن يكون أمامنا إلَّا إثبات تورط هذا الرَّجل إلَّا عبر التقنيات الحديثة، ولكن استخدام الشهود الأربعة هنا يُسقط الجريمة تمامًا عن الرَّجل؛ فلا يكون أمام الحاكم إلَّا الفتاة فيُقيم عليها الجد. أمَّا فكرة (الابن للفراش)، فهو إلزامُ للرجل الذي رأى زوجته تزني أمام عينه أن ينسب إليه طفلًا ليس له، فقط بدواعي الستر، وهذا لا علاقة له بالفطرة الإنسانيَّة أبدًا. قد يلجأ الإنسان إلى تبني أطفال غيره بإرادته، ولكن مسألة النسب هذه مُحرَّمة شرعًا في الإسلام، فالأصل هو أن يُنسب الطفل إلى أبيه.
خُلاصة الأمر، إنَّك بحصر أدلة إثبات الزنا في الشُّهود الأربعة ورفض الحمل والاعتراف والتقنيات الحديثة كدليل على الزنا، وكذلك حصر جريمة الزنا في الدعارة فأنتَ بذلك تحصر الزنا فيما يقع داخل بيوت الدعارة، بينما تفتح الأمر على مصراعيه في المُجتمع وداخل البيوت، علمًا بأنَّ "بيوت" الدعارة نفسها مستورةٌ، ومُغلقة وليست علنيَّة، وحتَّى في بيوت الدعارة لا يُمكن إثبات وقوع الزنا بشهادة الشُّهود، وهو مُشابهٌ تمامًا لما يحدث داخل البيوت الأخرى، فلا يُمكن فضح الأمر إلَّا عبر المُداهمة والتي هي (بحسبكَ) خرق للسترة واحترام الخصوصيات، وحتَّى مع المُداهمة فلا يُمكن إقامة شهادة أربعة شهود على ممارسة كل من داخل البيت لجريمة الزنا؛ فإنَّ أحدنا لا يعلم أصلًا ما إذا كان التبليغ عن بيتٍ مشبوهٍ هو ادعاءٌ صحيحٌ في أساسه أم هو مُجرَّد اتهامٍ كاذب. وبحسب شروطك فإنَّه إذا قام مجموعةٌ من النَّاصحين بالتبليغ عن بيت دعارة، وقامت القوات باقتحام المنزل، ولم تثبت جريمة الزنا (بشهادة الشهود)، فسوف يُعتبر المُبلغون متهمين بالقذف، وسيقام عليهم الحد حتى ولو كانوا عشرة، لأن شهادة الشهود تنحصر في رؤية المربد في المكحلة. الذين يُمارسون الجنس "داخل" بيوت الدعارة يا عزيزي، هم لا يُمارسونها علنًا؛ بل في الخفاء "داخل" البيوت، فمن يملك صلاحية أن يقتحم بيوت الناس وخصوصيتهم بسبب بلاغٍ قد لا يكون صحيحًا؟ يُصبح الأمر عندها أحد أمرين: 1- حصر الأمر في شهادة الشهود الأربعة، وهذا يعني استحالة إثبات جريمة الزنا أبدًا، وهذا يعني أيضًا انتشار جريمة الزنا في المُجتمع دون أن يستطيع أحدٌ إثباتها. 2- توسيع دائرة الإثبات ليشمل: الاعتراف، والحمل، والتقنيات الحديثة، فيكون بالإمكان التأسيس لتشريعات تحول دون انتشار جريمة الزنا.
رأيي الشَّخصي: أنا شخصيًا، لا أرى ممارسة الجنس جريمةً أبدًا، فطالما كان الطرفان بالغان وراشدان وكان الأمر بموافقتهما، فهذا يُعتبر من الحريات الشخصية، ولا يُمكن اعتبار ممارسة الناس لحريتهم الشخصية جريمةً يُعاقب عليها القانون. أمَّا إذا كان الأمر يتعلق بخيانةٍ زوجيَّة فهذا أمرٌ آخر، ويُمكن للمُشرع أن يسن عقوبات لهذه الجريمة ليس باعتبارها "زنا" بل لاعتبارها "خيانة زوجية" ولا أعتقد أنَّه من المُنصف والإنساني أبدًا أن تتجاوز العقوبة الحبس لمدةٍ لا تزيد على عامٍ واحد، وغرامةٍ ماليَّة، أمَّا القتل برجمٍ أو غيره، فهي -بحسب رأيي- غير مُتناسبةٍ أبدًا مع العقوبة، أمَّا مسألة النسب هذه، ففي حال رفض الرَّجل الاعتراف بالطفل، فيًمكن الاعتماد على تحليل الحمض النووي لحل مُشكلة النسب، ولا يجوز فرض المولود على الزَّوج الذي يتهم زوجته بالزنا، واليوم نحنُ قادرون على اكتشاف حصول جريمة الزنا من عدمها حتى قبل حدوث الحمل نفسه.
|
|
|
|
|
|
|
العنوان |
الكاتب |
Date |
لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-27-16, 09:12 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-27-16, 09:28 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | مني عمسيب | 09-27-16, 09:32 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-27-16, 11:42 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-27-16, 11:27 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-27-16, 05:54 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | هشام آدم | 09-27-16, 08:36 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-28-16, 07:28 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-28-16, 08:10 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-28-16, 10:31 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-28-16, 08:33 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-28-16, 10:20 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-29-16, 10:29 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-29-16, 10:56 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-29-16, 12:44 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | MOHAMMED ELSHEIKH | 09-29-16, 12:59 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-29-16, 01:16 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | هشام آدم | 09-29-16, 04:06 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-29-16, 05:29 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | ملهم كردفان | 09-29-16, 05:40 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-29-16, 06:05 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-29-16, 07:26 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-29-16, 08:42 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-29-16, 10:06 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-30-16, 00:08 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | هشام آدم | 09-30-16, 01:02 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-30-16, 07:14 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-30-16, 10:14 AM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | هشام آدم | 09-30-16, 12:12 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-30-16, 07:48 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 09-30-16, 06:16 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 09-30-16, 09:06 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 10-01-16, 02:03 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Adrob abubakr | 10-01-16, 06:21 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 10-01-16, 07:50 PM |
Re: لا تعديل بل إلغاء | Yasir Elsharif | 10-08-16, 11:00 AM |
|
|
|