|
|
 Re: تقسيم السودان (Re: اسماعيل عبد الله محمد)
|
الناس ما زالت تتحدث عن تقسيم السودان بطريقة كأن السودان كان موحدا سياسيا بالفعل؟
من الذي وحد السودان سياسيا بعد الاستقلال؟
هل بالفعل تم توحيد السودان سياسيا بعد الاستقلال ام اعتماد اقلية النخب السياسية المتعاقبة على الحكم
على الوحدة القهرية التي صنعها المستعمر الثنائي بالقوة العسكرية لخدمة مصالحه الاستعمارية.
وورثها لوكلائه المحليين من الطائفية والافندية من فئة الجلابا تحديدا الذين عبر مسلسل السودنة
قد هيمنوا بالمطلق على الجهاز البيروقراطي الاستعماري المدني والعسكري والسياسي معا
وواصلوا على نهج المستعمر بادعائهم الاحادي الزائف المحافظة على ذات الوحدة القهرية بالقوة العسكرية تاريخيا ايضا؟
وبالتالي ظل الواقع تحت نظام هيمنة مطلقة واستحواذ كامل للاقلية الطائفية والافندية ووراثهم ايضا كابناء على الطريق؟
واصبح الواقع الان نظام استعمار داخلي كامل يعتمد على القوة العسكرية كخيار اول حتى فيما بينهم لتبادل السلطة وتكريسها فيما بينهم؟
ناهيك عن العدوان التاريخي المستمر على الاخرين من مكونات السودان في داخل اقاليمهم لعشرات السنين بكافة قدرات الدولة العسكرية؟
وهذا ما لم يفعله المستعمر نفسه الذي حاول بقدر الامكان ان يجعل الخيار العسكري ان لم يكن اخر خيار، على الاقل معتدلا نسبيا؟
يعني بعد غزو امدرمان عسكريا كان قد غزا بعض الاقاليم الاخرى لضمها عسكريا ايضا.
ثم سرعان ما ترك جل الامر لاهله من المحليين عبر سياسة الحكم غير المباشر
ووقف العمل العسكري إلا للضرورة القصوى كاخر خيار؟
بينما اقلية جلابا السلطة المتعاقبة تاريخيا ظلوا يستخدمون الاثنين معا؟
اي استمرار الحرب العدواني كخيار اول في داخل الاقاليم الاخرى؟
وفي نفس الوقت ينصبون وكلائهم المحليين للحكم غير المباشر لتجنيد المليشيات المحلية وتطبيق سياسة فرق تسد الاستعماري ايضا في داخل هذه الاقاليم؟
هذا هو الوضع السائد بعد ثورات الهامش ضد نظام الاستعمار الداخلي القائم حتى الان. اما سابقا قبلهم فكان كل المسئولين في الاقاليم جلابا طبعا؟
بل النواب للبرلمانات الطائفية يتم انتدابهم من خارج الاقاليم لخم الاصوات من الاقاليم في الانتخابات العامة وفق برنامج انتخابي ديني؟
هذا ايضا لم يفعله المستعمر ولم يحدث في اي نظام سياسي ديمقراطي في العالم اجمع؟
وفي الفترات العسكرية عبود /نميري حيث كان يتم تعيين كافة المسئولين والموظفين العامين من عملاء البريد الى اعلى وظيفة من خارج اقاليم الهامش طبعا؟
فاية وحدة للسودان يتحدثون عنها؟ دا استعمار داخلي كامل منذ ما يسمى بالاستقلال؟
فالوحدة القائمة لا احد يعرف له معنى علمي وقانوني واضح على الاطلاق لان لا احد من اقاليم السودان طرف فيها بالفعل؟
فقط فرضها المستعمر الثنائي بالقوة العسكرية واورثها للاقلية من وكلائه من فئة الجلابا من الذين خدموا تحته طيلة الفترة الاستعمار الثنائي وما قبلهم ايضا؟
فالطائفية كحلفاء اصيلين في خدمة المصالح الاستعمارية وترويض شعب السودان في طاعة الادارة الاستعمارية عبر ما عرف بحكومة السودان في الحكم الثنائي الاستعماري،
والافندية من صغار الموظفين في لدى المستعمر. فالاثنين قد عملا على قدم وساق وباخلاص وتفاني في تمكين الاستعمار ومن ثم تمكين انفسهم ايضا؟
فاول تمكين لم يحدث مع حلفائهم الكيزان الذين مكنوا انفسهم في السلطة كابناء على الطريق بذات نهج الطائفية والافندية من فئة الجلابا تحديدا الذين مكنهم المستعمر
عبر مسلسل السودنة على كل السودان؟
والفرق هو ان الطائفية والافندية وقيادة جيشهم من فئة الجلابا قد تمكنوا عبر وظائف وشأن اجتماعي خلقها المستعمر ثم زحفوا على اخر وظائف تركها المستعمر قبيل الاستقلال؟
بينما الكيزان قد نزعوا الوظائف من سودانيين مثلهم، ولكن في النهاية تمكين على الاخرين خاصة الاقاليم كل الاقاليم بما فيهم الشمال والوسط النيلي
الذي يتمسح بهم جلابا السلطة انهم من هناك باعتبار هذا ميراثهم الشرعي من المستعمر وخلاص على كدا قفلوا الباب بالدبة والمفتاح للعبث بالشمال الحضاري؟
حيث وضع الشمال والوسط كاقاليم مقفولة خاصة بهم ما بعد الاستقلال؟ ولا يمكن لاحد ان يبت في شئ او يقرر شئ الا بامر منهم ورضاهم طبعا؟
بل كانت الكشات لابناء الاقاليم الاخرى خاصة من الخرطوم العاصمة المزعومة؟
بينما هم في نفس الوقت يتحكمون في شئون اقاليم الاخرين ويرفضون حتى مطالبهم المشروعة العادلة في اقاليمهم كما في وطنهم؟
بل هنا يقومون بالغاء كامل للفعل سياسة وهم من في السلطة وقراره السياسي الاعلى؟
وانما الحرب العدواني هو خيارهم الاول في داخل هذه الاقاليم الكبيرة بحجم دول لعشرات السنين دون هوادة او ذرة رحمة (فالانسانية معدومة في ملجة الجلابا)
بتنصيب انفسهم بانهم لوحدهم المحافظون على وحدة السودان المزعوم التي فرضها المستعمر عسكريا ايضا؟
فهل هناك انسان عاقل له ضمير وقيم اخلاقية يستخدم سلاح الجوع ضد شعبه من الابرياء من غير المقاتلين في داخل اقليمهم؟
هذا ما ظل يفعله حكام الخرطوم المتعاقبون منذ الاستقلال عسكر/مدنيون حتى اللحظة؟ فعن اي وحدة للسودان يتحدثون؟
بعدين ما في دولة تقسم دولة الا عبر الحرب المعلن بين دولتين وينهزم احدهما؟
وبالتالي قضايا الوحدة السياسية بين اقاليم مكونات الدولة الواحدة قضية داخلية صرفة وابدا لا تعالج بالحرب من قبل سلطة الدولة
ضد شعبها في داخل مكونهم الجغرافي الثقافي الاجتماعي..الخ فالخاسر النهائي هي الدولة الام حتما؟
فغياب المشروع السياسي الواضح المعالم للوحدة السياسية بين اقاليم مكونات الدولة الواحدة التي تقوم على الندية والمساواة والعدالة
حرصا على مصالح الشعوب في التعايش السلمي والاستقرار وتبادل المصالح الحياتية المستمرة، وليست النخب - اي كانوا - ؟
وعوضا عن هذا خيار حرب السلطة ضد شعبها او جزء عزيز مقدر من شعبها داخل ارضهم ومكونهم الثقافي الاجتماعي هي تقسم الدولة بداهة؟
وهذا لا يحتاج لاي تدخل خارجي ولا هم يحزنون؟
عليه دعونا من اوهام التدخل لغطغطة الخلل التاريخي المأساوي الداخلي بفعل حكومات الخرطوم المتعاقبة منذ الاستقلال
وفق نظم السودان القديم وتحويل الانظار عنه بتهويل التاثير الخارجي بينما في الداخل لا يوجد الا الحروب العدوانية للسلطات المتعاقبة ضدهم شعبهم؟
فمن منكم بامكانه التوحد او البقاء مع قاتله؟
ثم ان اكابر عملاء الخارج دوليا واقليميا هم حكام الخرطوم تاريخيا ايضا بالادلة الموثقة ؟
بل الان يحكم السودان كله مفاهيم حركة الاخوان المتاسلمين الارهابي الفاشي الوافد؟
اها كيف نفد هذا الى سدة السلطة في الخرطوم؟ وما تقول لي انقلاب عسكري وماعارف ايش؟
لانه لم يكن غزو من الخارج وانما تمكن من داخل مؤسساتنا المزعومة وابناء وطننا الخلص؟
كما ان نجاح اي انقلاب عسكري مرتبط بواقع مصلحي اجتماعي/سياسي ديني ثقافي فئوي محدد وإلا فشل الانقلاب المحتوم؟
عليه لا يوجد انقلاب عسكري ناحج إلا وكان ورائه حزب مغمور او ثلة احزاب مغمورة لا اثر لهم الا في الخرطوم،
ومن ذات النخبة الجلابا الافندية او من الطائفية بالتسليم باليد؟ وبذات ثقافتهم السياسية السائدة المعلنة تاريخيا؟
اها هل هناك ما يلزم التدخل الخارجي اصلا في السودان غير بعض اجنحة المستعمرين ووكلائهم المحليين كالعادة؟
والمفارقة حتى اللحظة ان الجميع ضاربين السما جير سلطة ومعارضة نايمين على اوضانهم على هكذا اوضاع مأساوية ودمار مروع ستون عاما؟
ويقول ليك تقسيم السودان التي هي النتيجة او المحصلة النهائية الحتمية لما حدث بالفعل؟
دون التفكير في مسائلة الوحدة القائمة نفسها قبل النظر في النتائج البديهية كما ذكرنا؟
بعد الان يبدو متاخر جدا النظر في الاسباب الحقيقية بمسائلة نمط الوحدة السياسية المزعومة السائدة تاريخيا؟
ورحم الله المفكر قرنق واسلافه من الوطنيون الاجلاء الذين اول من تطرقوا للوحدة السياسية بين اقاليم مكونات السودان منذ ما قبيل الاستقلال.
وسائلوا واستنكروا نمط الوحدة السائدة التي فرضها المستعمر بالقوة العسكرية. وطرحوا البديل الامثل لكل السودان حيث الفيدرالية لكل السودان،
ورفض من قبل النخب الجلابا وعوض عنها كان خيارهم الال الحرب عدوانا بالوراثة فيما بينهم؟
ثم مشروع السودان الجديد الموحد طوعيا على اسس سياسية جديدة ندية؟
ورفض رفض قاطع من قبل نخب الجلابا بالوراثة ايضا حفاظا على امتيازات هبة السودنة الالهية!
دون طرح اي بديل سياسي وفق انماط الوحدة السياسية المعروفة علميا والمتبعة عالميا؟
عليه قاوموا كل الحكومات الاحادية الجهوية المتعاقبة، وماتوا بالقتال ودخلوا السجون وشردوا ونكل بهم وبشعبهم في داخل اقليمهم
حيث 38 عاما من الحرب العدواني المتواصل في داخل اقليمهم بدعوى الدفاع عن الوحدة الاستعمارية السائدة،
فوق التعريب والاسلمة بالقوة العسكرية، الى الجهاد المقدس وهم يقاومون؟
لله دركم ايها الابطال الاجلاء التحية والتجلة لارواحكم الطاهرة الابية؟
بينما ظلت باقي جميع اقاليم تحت الهيمنة والخضوع للاستعمار الداخلي حتى اللحظة؟
دون طرح اي مشروع او حتى مسائلة نمط الوحدة القائمة الان؟
لماذا يا ترى؟ هل هذا جهل بالحقائق ام التعمد في المزيد من التدمير بغرض الحفاظ على المصالح الخاصة لنخب السلطة تاريخيا من الجلابا حكومة ومعارضة؟
نايمين على اوضانهم كدا وخلاص؟
فالوحدة القائمة تاريخيا لا يمكن لعاقل له ضمير انساني الدفاع عنه ابدا؟
وكمان يدعي تقسيم السودان بواسطة الاخرين من خارج الحدود قال؟
فكيف يتم تقسيم المقسم بواسطة الاخرين ؟ فكيف يتم تقسيم المقسم الذي لم يتم توحيده سياسيا اساسا؟
ومع ذلك فلا احد من اقاليم السودان قد ظل ضد وحدة السودان السياسية الطوعية الندية
- اي الاندماج بين المتساوون وليس بين السادة والاتباع - إلا فقط نخب الجلابا المتعاقبون السلطة تاريخيا
وثقافتهم السياسية السائدة المعلنة هي اكبر عقبة في تحقيق الوحدة السياسية والاستقرار السياسي في السودان؟
بل خطر حقيقي على كل مكونات السودان دون فرز؟
فنظم السودان القديم تاريخيا ضد الجميع منذ يومه الاول.
والازمة الحقيقية تكمن في الوعي بادراك هذه الحقيقة البديهية البسيطة والشروع في البدائل الممكنة قبل اخر قطار الذي صفر الان؟
شكرا للجميع
|
|
 
|
|
|
|
|
| العنوان |
الكاتب |
Date |
| تقسيم السودان | Hussein Mussa | 08-21-16, 08:43 PM |
| Re: تقسيم السودان | Munir | 08-21-16, 09:28 PM |
| Re: تقسيم السودان | Hussein Mussa | 08-21-16, 10:05 PM |
| Re: تقسيم السودان | اسماعيل عبد الله محمد | 08-22-16, 08:26 AM |
| Re: تقسيم السودان | Hussein Mussa | 08-22-16, 10:35 AM |
| Re: تقسيم السودان | عمر عثمان | 08-22-16, 10:48 AM |
| Re: تقسيم السودان | اسماعيل عبد الله محمد | 08-23-16, 09:58 AM |
| Re: تقسيم السودان | اسماعيل عبد الله محمد | 08-24-16, 09:06 AM |
| Re: تقسيم السودان | Arabi yakub | 08-25-16, 07:01 PM |
| Re: تقسيم السودان | Arabi yakub | 08-25-16, 08:47 PM |
| Re: تقسيم السودان | Hussein Mussa | 08-27-16, 11:08 AM |
|
| |
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست