المبدع دوماً جلال بن داؤود تحية إجلال وإكبار الحلو مر ضدانِ لما استجمعا حسنا والضدّ يُظْهِرُ حُسْنه الضِدُّ فهو حلو بمعني الكلمة وهو مر مرارة يشوبها شئ من العرديب أو التمر هندي أو مخلل المنقه ربما ويخفيها الكم الكبير من السكر وبرودة المشروب مضافاً إلي ما سبق وهمة العطش الكبيرة التي تتلبسنا وحرارة صيف السودان في شهر أمر الله فيه عبيده بالصيام لعلهم يتقون ، لكين لو قدر لك أن تشرب الحلو مر يا أخي حاراً مسيخاً لظننت أنك تشرب صفق نيم منقوع في موية أو شئ من مركبات الكينين. ويبقى الحلو مشروب متفرد بالرغم من تكلفته الإقتصادية التي أضحت مرهقة وإنقراض الكثير من الرعيل الأول أمات مطارق عدال خبيرات الكوجانه ومعلمات العواسه وإندثرت أدوات العواسة بدء من الصاج مروراً باللدايات جمع لداية وهي ثلاثة حجارة يوضع عليها الصاج و/ أو القدر وهي في لغة العرب الأثافي حتى لم يعد في العاصمة بيتاً فيه صاج أو لدايات ، وفي تقديري الإبداع يكمن في الخلطة التي ما أنفكت سر يفوق أسرار جداد كنتاكي والكوكاكولا والكيتي كولا (الأخيرة لا أدري ماهيتها) بالرغم من وضوح مقاديرها وضوح الشمس للجميع لكن يبقى الإبداع في السواطه أو الكوجانه أو عملية إستنبات الذرة أو ما يعرف في أمصارنا بالزريعة. أول ما تشم ريحة الآبري أوالحلو مر تأكد تماماً أنك قاب قوسين أو أدني من شهر رمضان الكريم ، فرائحته زكية وسريعة الإنتشار وتطغي على أعتي الروائح التي تزكم الأنوف في البلد وما أكثرها. والآبري الإسم المرادف للحلو مر هو في الواقع تعبير يعضد ويؤكد مقدرة هذا المشروب السحري على قطع العطش بصورة نهائية بعد صيام قد يمتد بنا لأربعة عشر ساعة فيها ما فيها من المعاناة بإنقطاع التيار الكهربائي وكثرة الضبان وباقي منقصات الحياة التي لا تخفي علي من يزور الخرطوم أو يستوطن فيها. فآب ري أحسب أنها أبو ري أو شئ من هذا القبيل وهي مقدرة هذا المشروب السحري على إرواء الظمأ في يوم قد تتجاوز فيه درجة حرارة نص نهارنا الخمسة وأربعون بكثير حتى يخيل لك أن الناس سكاري وما هم بسكاري. يعجبني آبري بت الدود فهي إمراءة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها مبدعة فهذه البت الدود يكمن إبداعها في الفنشنق أو النهايات إن شئنا فهي تقوم بعملية تطبيقطرقة الآبري حتى يخيل إليك أنها تستخدم ماكينة لهذا الغرض. يظل الحلو مر هذا المشروب المميز بهذا الكيفية ولن ينفع تحويله لبودرة حيث أن نقعه في الماء أو بله يتأثر فهناك فرق شاسع بين أن تبل الطرقة أو تبل ليك معلقتين بودرة على شاكلة التانك باودر ، ولما كان لابد مما ليس منه بد كان يمكن للـ Businessmen تبني المشروع بعمل packing وتغليف طرقة الآبري على طريقة القمردين ونضع ديباجات موضحاً فيها وزن الطرقة وسنة الصنع ولا بأس بتاريخ الإنتهاء وطريقة الإستخدام. هناك الآبري الأبيض أو الفضح الضيف كان يعرف في بعض أمصارنا ، وقيل الفضح الضيف لأنه يطفو في سطح الآناء وما أن يقوم الضيف بالشراب إلا أنه يكون قد قرطع المويه وأبقي التيشوز أو الآبري الأبيض في الإناء لم يمسسه سوء ، والحال كذلك فهو من المشروبات التي لا أحبذها شخصياً الآبري الأبيض فهو crispy أو crunchy وخفيف وشفاف وفي حال ما أن أراد أي من رجال الأعمال تبني مشروع الآبري الأبيض فهم في حاجة إلى تغليفه أو تعبئته في علب ورقية تشابه صناديق الكورنفليكس حتي لا يتكسر وينهرس.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة