عن الحوار يا حيدر قاسم .. بقلم: منصور المفتاحالتفاصيل
نشر بتاريخ: 09 آذار/مارس 2016
الزيارات: 174
[email protected]
العزيز حيدر قاسم الذى كبُر وعيه بالممارسه والإطلاع الحر والإسهام
المؤسس والحراك المعرفى الكثيف والتنقل المرتب فوق مراتب المنابر
بمرانٍ جدير بالتمعن والتفحص والإستغراق. فيا عزيزى مثلك لا يوصى
على الوطن وقد أنشدت حكامة الجيل ( الواعى ما بوصوُ)وأجزم بأنك
مدرك حق الإدراك وعينه دقائق مستجدات الواقع البائس بجهالة بعض
الذين نالوا حظوةً من علم غير معلوم أساسه أو بُنيّ على شفا جرف
هارٍ فأنهار بهم فى مستنقعه الساكن الآسن و ظلوا كأشخاص نظرية
أهل الكهف الإفلاطونى ينفعلون مع الظلال ويحسبونها الحقيقه ويتقلبون
من إسقاط الشموس المعرفيه عليهم والتى لا يطيقون مواجهتها لأنها
تأخذ بأبصار بصائرهم وتفقدهم الدبارة والبصاره ويرقصون مع ظلال
الأشياء المنعكسه عليهم أو المنكسره ظناَ منهم بأنها الحقيقه، تلك الغائبة
عنهم والحاضره ظلالها بفقه بله الغائب، طلاسمٌ وتعاويذٌ يتلاطم بحرها
فى ضيّق آفاقهم ولا يفيق منهم أحد إلا بزلزال عنيفٍ جبار نذرنا بأن
نُحرك رحاه ليعرك بثفاله خردل جهالتهم ويذريها فوق نهر القداسة التى
يظنون. عزيزنا حيدر إن الإختراق الكبير الذى شقّ صف الوطن
كما السوس ينخر المرق ويبراه ويهد ما فوقه من رصاص مهما
قويت الأمينه فيا لها من مهازل، وأنت تعلم أن الأمم لا تنهزم إلا
من داخلها ومن بين صفوفها من طوابير الخيانة والغدر المدسوسه
بعناية فائقه تحركهم أزرار الكيد كما البشر الآليه بلا أرواح ولا
أحاسيس نبيله بيد أنهم يجيدون الأدوار المناط بهم ويتطاولون
بأرجل هشه وأصوات مبحوحه بأن هيا على النضال وصخب الهرج
والمرج كعويص البو فى تبون الكبكبيق تخشى المرافعين وكلاب
الحراسه الكواسر فيا حيدر أن الحروب هلكت زرع الأمة وضرعها
وزعماء تلك الحروب يتضرعون بالبلود ويوشون بالوطن ويشنون
عليه حرباً شعواء ويشعلونها نيراناً حارقه ولا يدرون حجم الضرر
الذى يصنعونه ويتصنعون البراءة والمظلمه حتى تظلم عليهم حقاً
فالوطن أمانة فى عنق أهل الوعى والإدراك فيه أمانة أبديه وجب
علينا حمايتها بكل ما نملك من وسائل حتى نخرج به إلى برٍ
بيقطين آمن خروج أيوب من ظلامات بطن الحوت برحمة
الله ولطفه، والحوار يا عزيزنا حيدر حق مشهودٌ ومحضورٌ
ومؤكد وقد تأخر كثيرا وسيضحك الناس والوطن به أكثر
وأكثر فقد سار الحوار فى الطرق التى عبدتها أظافر الوطنيه
والإخلاص والوفاء ودرجته عند المطبات حتى تصعد إلى الأفاق
التى يحلم بها الكل حوارٌ عالج القضايا بجهد نحل صناعه
وصبر نملهم والإصرار حوار قلّب القضايا كلها ووضع التوصيات
الواجبه والتى ستكون نواة لدستور دائم يجُب كل تلك الدساتير
المؤقته أو الموقوته بلا فطنةٍ ولا حنكةٍ ولا بعد نظر لذا ظلت
عاجزةً عن إستيعاب مستجدات الواقع الراكضه بساقى نعام
أو بأرجل فرسةٍ كنانيةٍ تكتح التراب عليه وبهذا الحوار فقد
ولى ذلك الزمان الأغبش والفعل الأغبش وإلى الأبد ليسطع
نور الحق بأيدى الأوفياء الكرام البرره فعاش مجد السودان
ومجد شعبه الكريم أبداً ودوماً.