Quote: الدور الأمريكي المنتظر:يبتدئ دور أمريكا البارز مع حركة التمرد عندما انهار الاتحاد السوفييتي وسقط (نظام منجستو) وتخلت الحركة عن مشروعها الشيوعي عام 1991م (29)، وهو يتمثل على صعيدين:
أولاً: من خلال المؤسسات والمنظمات الطوعية وأيدي العمل الخفية، والدعم السري للحركة، وهو عطاء سخي لم ينقطع، ويجري برضى الإدارة الأمريكية وتحت بصرها.
ثانياً: عبر الدبلوماسية الرسمية والسياسات العلنية للحكومة؛ وهذه تقع تحت تأثير اللوبي الصهيوني واليمين الديني المتشدد الذي يرعى سيادة الصليب على العالم، ويحمي الحقوق النصرانية بآلة الدمار الأمريكية.
لقد أعلن بوش الابن في 22 مارس من هذا العام قائلاً: "سنتصدى لحفظ كرامة الإنسان وضمان الحريات الدينية في كل مكان في العالم من كوبا إلى الصين إلى جنوب السودان".
وقال أيضاً في 3 /5/2001م: "إن الحريات الدينية هي أكثر ما يتعرض للانتهاك في السودان".
ومن غير المعقول ولا المعهود أن يقصد بـ (الحريات الدينية) أي دين آخر غير النصرانية، وهي لهجة صليبية متعصبة ربما لو صدرت عن أحد الحكام أو القيادات المسلمة لأثارت زوبعة انتقادات عنيفة، وعدت خروجاً سافراً عن مهام الدولة وأدب الدبلوماسية.
إن ما هو منتظر من أمريكا لن يخرج عن صميم دينها وثقافتها التي تحرص بكامل عتادها على نشرها والتمكين له، وإن لبست مسوح الزهاد وتظاهرت بالحياد.
إنها لا تجرؤ على تخطي مؤسسات الضغط الصليبية والصهيونية والخط العريض من النصارى الملتزمين،
وهي لا تملك أن تتخلى عن المسؤولية التاريخية في نصرة أتباع ملتها الذين يمثلون الامتداد الطبيعي لمصالحها ومشاريعها في أنحاء الأرض،
ولن تكون أمريكا أبداً أقل تعصباً لدينها أو حمية لنصرانيتها من مورثتها بريطانيا التي عقدت مشكلة الجنوب وحرفتها إلى حرب صليبية ضد الإسلام يوم كانت تملك كل أوراق الحل؛
فكيف بأمريكا اليوم وهي لا تملك إلا بعضها؟